كشف مصدر من حزب "نداء تونس" أن حركة "النهضة" طلبت من الحزب أن تبقى جلسة مجلس النواب المقررة اليوم مفتوحة، أي تأجيل انتخاب رئيس البرلمان إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.

ورجّح المصدر أن يسير "نداء تونس" في هذا التوجه، ولكن إذا حصل خلاف ذلك فإن مترشح الحزب لرئاسة المجلس سيكون النائب، محمد الناصر، وهو وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة التي سبقت حكومة الترويكا.

وكان رئيس حزب "نداء تونس" والمترشح للرئاسة الباجي قايد السبسي، قد أكّد، في حوار أجراه على قناة "نسمة" الخاصة مساء أمس الأول الأحد، أنّ حزبه لم يلقَ التجاوب الكافي من أطراف سياسية كان يأمل التشاور معها حول المترشح لرئاسة مجلس نواب، مؤكداً أن كتلته في المجلس ستقدّم مرشحاً خلال الجلسة الافتتاحية.

ولمّح السبسي إلى أن تعيين رئيس المجلس سيكون بعيداً عن أي اتفاق مع حركة "النهضة"، قائلاً في حواره "كان في تقديري أن نتشاور مع أوسع الأطياف السياسية غير أن الأطراف التي كنا نأمل أن نتشاور معها اختارت طريقاً آخر".

وعما إذا كان الأمر يتعلق بحركة "النهضة"، قال السبسي "لا أريد أن أُسمّي"، مضيفاً "دائرة اختياراتنا انحصرت في أطراف معينة". وترك رئيس "نداء تونس" الباب مفتوحاً حول الاتفاقيات المقبلة المتعلّقة برئاسة الحكومة، مضيفاً أن "من مصلحة تونس أن تكون جميع الأطراف السياسية معنية بهذه المسألة".

وأكد في سياق آخر أنه لا يُلزم ولا يطلب من أي جهة أن تدعمه في الانتخابات الرئاسية، وأنه سيحترم خيارات الجميع، ولن يتوجه بأي لوم لأي طرف سياسي كان، لأنه حرّ في خياره.

وقال السبسي إن حزب "آفاق تونس" الذي يترأسه، ياسين إبراهيم، قد عبّر له عن دعمه في الانتخابات الرئاسية، مؤكداً وجود تعاون بين الحزبين وأن "آفاق تونس" معني بتشكيل الحكومة المقبلة، معتبراً أنّ حملته الانتخابية للدورة الثانية لا تعني حزب "نداء تونس" فقط بل تعني كل الأحزاب التي ستسانده.

أما عن المفاوضات الجارية حول رئاسة المجلس، فقد كان منتظراً أن يكون اللقاء الذي جمع السبسي، أمس الاثنين، بالقيادي في "الجبهة الشعبية"، حمة الهمامي، حول هذه المسألة، غير أن قياديي الجهتين أكدوا أن فحوى الاجتماع كان حول الوضع العام في البلاد، وضرورة توفير المناخ المناسب الذي ستُجرى فيه الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بهدف إنجاح ما تبقى من المسار الانتقالي.

وقد سبق ذلك نفي أن يكون اللقاء في إطار طلب دعم "الجبهة الشعبية" للسبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بل كان هناك تشديد على ضرورة تماسك "الجبهة الشعبية". كما أنه لم يتم التطرق إلى مسألة التحالفات المقبلة.

من جهة أخرى، سبق لرئيس حزب "الاتحاد الوطني الحر"، سليم الرياحي، أن أكد أن خلافاته مع حزب "نداء تونس" قد طويت، وهو ما فُهم على أساس أن الباب مفتوح بين الطرفين للتنسيق بينهما خلال المرحلة المقبلة.