النفط هو مصدر الثورة الاقتصادية في ليبيا، والمصدر الرئيسي للدخل العام بنسبة 95%، وتدير جميع المنشآت النفطية "المؤسسة الليبية للنفط".

ويقع الهلال النفطي على سواحل البحر المتوسط من أجدابيا شرقا إلى السدرة غربا، ويضم منشآت نفطية هي ازويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة والهروج، وتشكل منطقة الهلال النفطي أحد أهم المنشآت النفطية في ليبيا، إذ تضم موانئ لتصدير النفط الخام للخارج ومصانع لإنتاج النفط والغاز.

ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في سنة 2011، وعلى امتداد الثماني سنوات الماضية، ظل الهلال النفطي الذي يمثل منطقة اقتصادية استراتيجية في ليبيبا محل صراع بين قوى مختلفة، وتعد السيطرة عليه ورقة في غاية الأهمية على الصعيدين الداخلي والدولي، وورقة اقتصادية رابحة، نظرًا لقيمة الهلال النفطي على صعيد إنتاج النفط الليبي وتصديره، حتى على الرغم من تراجع الإنتاج.

حيث كان الهلال النفطي في دائرة الصراع السياسي والعسكري على الإمساك به ووضع اليد عليه،   بعد سقوط نظام معمر القذافي ودخول ليبيا في مرحلة الفوضى، إذ تعيش البلاد في ظل تراكم الأزمات والاضطرابات، وسط حالة من العجز التام من بقايا الدولة عن بسط سيطرتها على أجزاء من العاصمة الليبية طرابلس، ناهيك عن دولة مترامية الأطراف مثل ليبيا، الأمر الذي جعل الجيش الليبي تحت قيادة اللواء خليفة حفتر،مسنودًا من شريحة من الشعب الليبي التي سئمت حالة الدولة الفاشلة في إتجاه التحرك بهدف وضع حدّاً للإنفلات الأمني الذي تشهده البلاد في ظل الحكم الانتقالي المستمر منذ إطاحة نظام القذافي في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

من ذلك،نفذت قوات الجيش عدت ضربات جوية، فجر الأحد، استهدفت تمركزات لقوات الوفاق في محيط مدينة سرت ومواقع في بوابة الخمسين، وذلك ردا على محاولة قوات الوفاق الهجوم على الجفرة ومنطقة الهلال النفطي قبل يومين.

وتسيطر قوات مصراتة التابعة لحكومة الوفاق على مدينة سرت، منذ أن تمكنت من تحريرها من تنظيم داعش نهاية عام 2016، كما تعد هذه المدينة مركز الثقل السياسي لتيار الإخوان المسلمين في ليبيا.

ويذكر أن سلاح الجو الليبي التابع للجيش الوطني، قام فجر الجمعة، بعدة ضربات جوية، صد من خلالها أكثر من محاولة لقوات الوفاق للهجوم على الجفرة والهلال النفطي، فأسقط 3 طائرات تركية مسيرة، وقصف مجموعات مسلحة تابعة للوفاق في سرت وأبونجيم وأبوقرين.

وتداول ناشطون صوراً تظهر بعض الدمار الذي خلفه قصف جوي على أحد المواقع التابعة لـ "قوة حماية وتأمين سرت"صباح الإثنين.

وقالت عملية "بركان الغضب"التابعة لقوات حكومة الوفاق إن مواقع لقوة حماية وتأمين سرت تعرضت صباح أمس لقصف جوي.

وفيما أشارت تقارير، أن القصف أدى إلى مقتل اثنين، أعلن الناطق باسم قوة حماية وتأمين سرت طه حديد، مقتل شخص وإصابة 11 آخرين في حصيلة أولية لثلاث غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للقوة الإثنين.

في نفس الإطار،يعتبر الحوض النفطي منطقة صحراوية منبسطة لا توجد فيها جبال شاهقة أو وديان عميقة يمكن الاحتماء بها، كما أن كثافته السكانية ضعيفة، وأغلب السكان ينحدرون من قبيلتي المغاربة (قرب الموانئ النفطية) والزوي (قرب الحقول النفطية جنوبا)، بالإضافة إلى قبائل أولاد سليمان في بلدة هراوة.

لذلك،فإنه رغم الأهمية الاستراتيجية للهلال النفطي، اقتصاديا وسياسيا، إلا أنها تعد منطقة رخوة عسكريا، إذ يصعب الدفاع عنها، لافتقادها لحماية طبيعية أو كتل سكانية وازنة.

دوليا،خارجيا، يعتبر النفط الليبي محور الصراع الغربي حول ليبيا منذ سنة 2011 حيث توضحت صراعات المحاور من خلال مواقف مختلف الدول الغربية الساعية لتحقيق مصالحها متمثلة في مصالح شركاتها العاملة بليبيا.

حيث يتواجد على الأراضي الليبية عدد كبير من الشركات العاملة بالنفط، إلا أن أهم 5 شركات عالمية تشكل تفاصيل المشهد، خاصة أنها تعمل في البترول والغاز، وأعمال التنقيب والبحث والإنتاج، وذلك بحسب دراسة أعدها المركز الليبي للدراسات..

بحسب الدراسة، فإن "إيني" الإيطالية تعتبر أكبر شركة نفطية تعمل في ليبيا، ويبلغ إنتاجها نحو 600 ألف برميل نفــط مكافئ يوميا (نفط خام، غاز طبيعي، مكثفات غازية من بروبان وبيوتان ونافتا)، وكذلك إنتاج نحو 450 طنا من عنصر الكبريت يوميا

وتابعت الدراسة، "الشركة تدير عددا من الحقول النفطية البرية المنتشرة على الجغرافيا الليبية، وحقولا بحرية متمثلة في ثلاث منصات بحرية، وخزان عائم".

يرى مراقبون أن النفط أمسى الورقة الأبرز المستخدمة حاليا في عمليات الصراع الدولي على الأراضي الليبية إذ إن كلا من فرنسا وإيطاليا تسعيان للسيطرة على النفط وضمان مصالحهما، وأن هذا الصراع سيحول دون تنفيذ أية خطوات للأمام في ليبيا، وسيطيل من أمد الأزمة، خاصة أن الميليشيات التي تسعى لعرقلة أي اتفاق أو خطوات للأمام هي مدعومة من الخارج.