شهدت منطقة عين دراهم بمحافظة جندوبة، شمال غربي تونس، يوم السبت، اختتام مهرجان "حبّ الملوك" الذي تواصلت فعالياته على مدى 3 أيام، مسلطا الضوء على حقائق هذه الثمرة ذات الطعم المميز، والروايات الأسطورية عنها التي تحدثت عن كونها كانت حكرا على الملوك والأثرياء.
و"حب الملوك" هي التسمية المحلية لثمار الكرز الذي اشتهرت بزراعته هذه الجهة.
محمد صالح الرصّاع، مدير المهرجان، قال لمراسل الأناضول إن "هذا المهرجان هو فلاحي ذو صبغة ثقافية وسياحية الهدف منه الترويج لمنطقة عين دراهم، وحث السياح على زيارتها".
وأضاف أن المهرجان يهدف، أيضا، إلى "التعريف بمدّخرات الجهة من خلال زيارة ورشات تقطير الزيوت النباتية حيث يتم في جهة التباينية بعين دراهم تقطير 42 نوعا من النباتات تستعمل في مجالات عديدة منها الطبخ والطب والتجميل".
وحول سر تفرد منطقة عين دراهم بنبتة "حب الملوك"، قال محسن العميري، رئيس خليّة الارشاد الفلاحي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمحافظة جندوبة، إن ذلك يعود أساسا إلى "توفّر المناخ الذي تحبّذه هذه النبتة؛ إذ تحتاج إلى 1500 ساعة من البرودة لا تتجاوز فيها درجة الحرارة سبعة درجات".
وأوضح في حديث مع "الأناضول" أن نبتة "حب الملوك" تتحمّل البرودة القاسية شتاءً عند سباتها، لكنها تتأثر بها سلبا خلال فصل الربيع عند الإزهار، وهي تتطلب كميات كبيرة من الضوء، وتنمو بالأراضي العميقة ذات التربة الخفيفة التي لا يركد فيها الماء".
وعلى هامش هذا المهرجان زار المشاركون، وبينهم مراسل "الأناضول" إحدى مزارع "حب الملوك" حيث تذوّقوا هذه الثمار واستمعوا إلى صاحب المزرعة، الذي يدعى "كمال الغريبي".
"الغريبي" تحدّث عن الجانب الأسطوري لهذه النبتة التي عرفها أجداده أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث "كان تناولها حكرا على الأغنياء والميسورين والملوك؛ فهي، إضافة إلى مذاقها المميّز، تهدئ الأعصاب وتنشط الذاكرة، حسب اعتقادهم".
ومن أنواع هذه النبتة "بيقارو مورو" و"بيقارو نابليون"، ويستخرج منها عصير ذو حموضة عالية.
"الغريبي" اختتم حديثه بنداء وجّهه إلى الحكومة التونسية بضرورة دعمهم لتسييج مزارع "حب الملوك" التي باتت مهدّد بالاتلاف نتيجة انتشار حيوان الخنزير الوحشي في هذه المنطقة.
المهرجان افتتح الجمعة الماضية بلقاء حواري حول هذه الثمرة أشرف على تنظيمه ممثلون من إدارة الغابات بفضاء نادي أبو القاسم الشابي في عين دراهم.
ولأن الجمعية المشرفة على هذا المهرجان هي "الجمعيّة المغاربية للفكر والابداع" فإن آخر ليالي هذا المهرجان اختتمت بحفل موسيقي مغاربي من إحياء مجموعة الشيخاوي.