واجهت لجنة التحقيق البرلمانية حول هجوم بنغازي انتقادات عديدة من أوساط اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وها هي تواجه اليوم انتقادات لاذعة أيضا من اليمين.

هيئة "جوديشال ووتش" (Judicial Watch)؛ وهي هيئة حكومية محافظة مهتمة بالشفافية؛ ترى أن لجنة بنغازي لم تتقن عملها بخصوص التحقيق في اعتداء 2012 وذلك من خلال رفضها عقد المزيد من الجلسات والإفراج عن الوثائق التي جمعتها على السنتين الماضيتين.

وقال رئيس "جوديشال ووتش" توم فيتون بهذا الصدد، إن اللجنة تدير عملها في أغلب الأحيان بشكل كتوم؛ ما فوت برأيه فرص محاسبة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بشكل خاص، وإدارة أوباما على الأخطاء المرتكبة في السياسة الخارجية الأمريكية بشأن ليبيا.

كما يرى فيتون أن مقاربات اللجنة أهدت الديمقراطيين مسوغات لاعتبارها أداة سياسية في يد الجمهوريين.

وتظهر انتقادات "جوديشال ووتش" خلافا مجهول المعالم بعض الشيء داخل اليمين، حول الكيفية التي يجب أن يدار بها التحقيق حول كلينتون المرشحة الديمقراطية إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كما تكشف هذه الانتقادات عن مصدر قلق بالنسبة للجنة بنغازي التي تواجه ضغوطا لإنهاء عملها قبل حلول ذروة الموسم الانتخابي.

وتقود "جوديشال ووتش" تحقيقها الخاص حول استخدام كلينتون خادم مراسلات الكترونية شخصيا، بينما كانت على رأس وزارة الخارجية؛ كما حققت "جوديشال ووتش" حول رد فعل الوزارة على هجوم بنغازي الذي خلف 4 قتلى أمريكيين بينهم السفير السابق كريستوفر ستيفنز.

وردا على هذه الانتقادات؛ قال ناطق باسم رئيس لجنة التحقيق حول بنغازي تري كاوديب، إن التحقيق طال امده لأن إدارة أوباما عرقلت حصول اللجنة على وثائق؛ وانتقد المتحدث "جوديشال ووتش" واصفا إياها بالمنظمة السياسية التي تسعى لجمع المال بالهجوم على الآخرين.

كما وعد المتحدث بقدر غير مسبوق من الشفافية، بمجرد الإفراج عن التقرير النهائي وشهادات الشهود.

يذكر أن لجنة بنغازي تصفحت آلاف الوثائق، وقابلت أكثر من 80 شاهدا بشكل سري منذ مايو 2014. وقد أصدرت تقريرا يقع في 15 صفحة عن تقدم التحقيق وعقدت 4 جلسات استماع.

والحقيقة أن انتقادات "جوديشال ووتش" بحق لجنة بنغازي، لا تبدو مفاجئة بالنظر إلى تاريخ هذه الهيئة، حيث غالبا ما تقف إلى جانب قضايا المحافظين.