أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولية "يونيسف"أنها تدعم بالتعاون مع بعثة الإتحاد الأوروبي في ليبيا المشاركة النشطة للشباب في ليبيا في الحياة العامة.

وبينت اليونيسف عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أنه من بين ما يقدر ب 6.4 مليون نسمة في ليبيا فإن 26 % من الليبيين تبلغ أعمارهم ما بين 10 و 24 سنة ومع ذلك فإن احتياجات الشباب لم تحظى حتى الآن بالأولويات من جانب السلطات, وهي عرضة للمزيد من النفور من المجتمع.

وسلطت اليونيسف الضوء على المشكلات التي تواجه الشباب مثل التعرض للصراع المستمر وتعطل الخدمات العامة, وعمليات الإغلاق المتكررة للمؤسسات التعليمية وارتفاع معدلات البطالة مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الالتحاق بالمدارس الابتدائية والثانوية لا يزال عاليا في ليبيا, لا تزال هناك فجوة بالغة الأهمية بين النظام التعليمي ومتطلبات سوق العمل.

 وأوضحت اليونيسف أنه ليس لدى الشباب سوى فرص قليلة للمشاركة الاجتماعية كما أنه يواجه مستويات عالية من العنف, سواء في المدارس أو في مجتمعاتهم المحلية مشيرة إلى أنه يجري تجنيد العديد من الشباب في الجماعات المسلحة مردفة أنه على الرغم من ان هناك وعيا متزايدا بضرورة إدراج الشباب في المبادرات الانمائية, لا يزال هناك نقص في البيانات المفصلة عن التحديات اليومية التي توجه الشباب في ليبيا.

وأوضحت اليونيسف أن بناء السلام والقدرة على الصمود في ليبيا يحتاج للمشاركة الكاملة والهادفة للشباب؛ ولهذا السبب أطلق الإتحاد الأوروبي واليونيسيف مشروعا تجريبيا قدره 3 مليون يورو في يونيه 2016 تحت شعار: " نحو المرونة والإدماج الاجتماعي للمراهقين والشباب في ليبيا" من خلال تزويد الشباب بمهارات الحياة, وتعزيز مشاركتهم المدنية والاقتصادية, ودعم مبادراتهم المحلية التي تعزز التماسك الاجتماعي.

وأضافت اليونيسف أنه في ابريل 2017, كان 17 شابا من جميع انحاء ليبيا من بين اول من يشعر بمزايا المشروع عندما شاركوا في حلقة عمل لمدة أسبوع بشان السلام الايجابي في ليبيا مردفة أنه بعد التعلم عن مختلف اركان السلام وتبادل خبراتها بشان الحياة للشباب في ليبيا, تم تشجيع المشاركين على وضع مشاريع تهدف الى بناء السلام في مجتمعاتهم المحلية ومع الافكار التي تتراوح بين انشاء محطة اذاعية في سرت لإنشاء شبكة سلام من الأقران في البلد, فان نجاح حلقة العمل كان واضحا في ليبيا بالفعل.

وأضافت اليونيسف أنه في يوليه 2017, شارك  115 شاب ليبي آخر من أربع بلديات أيضا في حلقة عمل مدتها يومين لتدريس القيادة, وتعبئة الشباب, ومهارات الدعوة.

ولفتت اليونيسف إلى أنه بالإضافة إلى التدريب على المهارات الحياتية, يعمل المشروع الممول من الاتحاد الاوروبي مع الشركاء المحليين لتطوير قدرة الجهات الفاعلة المحلية المعنية على حماية الاطفال وعلى تقديم الخدمات النفسية  الاجتماعية.

وسلطت اليونيسف الضوء على أوضاع الأطفال بالاطفال والشباب الذين كانوا مرتبطين في السابق بالجماعات المسلحة, موضحة أن هذا أمر حاسم بشكل خاص مشيرة إلى أنه بعد الإفراج عن 125  طفل من الميليشيات في الزنتان, كان المشروع يدعم عملية إعادة الإدماج لهؤلاء الأولاد في الوقت الذي يستأنفون فيه حياتهم الطبيعية.

وأشارت اليونيسف أن الأمر لا يتعلق فقط بدعم اولئك الذين كانوا مرتبطين في السابق بالصراعات المسلحة, وإنما ايضا بشأن تقديم الدعم للمجتمع الأوسع موضحة أنه في مركز الزنتان على سبيل المثال, تلقى ما يزيد على 50 من قادة المجتمعات المحلية والعسكرية تدريبا بشأن حقوق الطفل وحماية الطفل, وتم تدريب 100  مدرس على الدعم النفسي الاجتماعي.

وبينت اليونيسف أنها تقوم بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي بتوفير التدريب على المهارات الحياتية لما لا يقل عن 1,400 من المراهقين والشباب, وإنشاء 8 مراكز لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي.