أكد عضو مجلس النواب سعيد امغيب أن الدعم الدولي للحكومة الليبية سيعطيها الزخم والدافع القوي لحلحلة الكثير من الملفات مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الدول الأوروبية تسعى لتحجيم الدور التركي في ليبيا.

إلى نص الحوار: 

كيف تتابع الدور الأوروبي في الملف الليبي؟

الدور الأوروبي اتضح في زيارة وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا فنحن نعلم أن ألمانيا وفرنسا أقطاب مهمة في الاتحاد الأوروبي وكذلك إيطاليا فهي حليف قوي لحكومة الوفاق السابقة وبالتالي فإن وجودهم في طرابلس رسالة من الاتحاد الأوروبي مفادها أن موقف الاتحاد أصبح موحد بشأن المشهد الليبي وبذلك فإن الاتحاد الأوروبي يرى في الحكومة الجديدة بليبيا فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والجنوب الأوروبي بوجود حكومة تحارب الهجرة غير الشرعية والإرهاب كما أنها حكومة واحدة يستطيع الاتحاد الأوروبي التعامل معها بدل أن كان يتعامل مع حكومتين كما أن الدول الأوروبية تريد من هذه الزيارة تحجيم الدور التركي في ليبيا وبذلك فإن الحكومة الجديدة فرصة يريد الاتحاد الأوروبي اغتنامها حتى يوقف تدفقات الهجرة والإرهاب التي تهدد الجنوب الأوروبي ودول الساحل الأفريقي الذي تدافع عنه فرنسا.

إلى أي مدى يمكن القول أن المجتمع الدولي توافق بشأن الملف الليبي؟

أعتقد أن البيانات الصادرة عن كثير من الدول والمرحبة بولادة حكومة الوحدة الوطنية دليل على أن المجتمع الدولي إن لم يكن متفق بشكل كامل بشأن ليبيا فإنه قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق أو أنه وجد نفسه مرغما على الاتفاق على موقف موحد بشأن الملف الليبي مع وجود بعض الرفض لدى بعض الدول التي لها أجندات وتسعى للحفاظ على مصالحها.

هل ترى أن الدعم الدولي سيسهم في نجاح الحكومة الجديدة؟

نعم بالتأكيد، على الأقل في الفترة المتبقية قبل الانتخابات فالدعم الدولي للحكومة سيعطيها الزخم والدافع القوي لحلحلة الكثير من الملفات وهو السند الرئيسي لهذه الحكومة وقد رأينا في السابق كيف كان الدعم الدولي لحكومة الوفاق دافعا لها للاستمرار طيلة 6 سنوات نهبت خلالها الأموال ولم تقدم شئ إيجابي للمواطن الليبي.

هل جاء تشكيل الحكومة الجديدة نتيجة توافق محلي أم رغبة دولية؟

أعتقد أنه عامل مشترك فهناك رغبة دولية لتسوية الأوضاع في ليبيا سياسيا حيث كان هناك رغبة دولية لإنهاء الصراع في ليبيا برعاية أممية رافقتها رغبة الشعب الليبي الذي عانى كثيرا من الانقسام ونقص الخدمات وسوء الأوضاع المعيشية 

ما الذي تغير في الموقف الأوروبي بشأن ليبيا؟

الموقف الأوروبي كان منقسم فهناك دول كانت تستجيب لمطالب إيطاليا التي كانت لا تخفي دعمها لحكومة الوفاق رغم علمها بعلاقتها بالجانب التركي ووجود مرتزقة وأسلحة تصل لدعم المليشيات فيما توجد بالجانب الآخر فرنسا التي تسعى لتحجيم الدور التركي في ليبيا ولكن الوضع تغير الآن وأصبح الموقف الأوروبي من ليبيا واحد ورافض للوجود التركي أو الروسي في البحر المتوسط وليبيا بشكل عام.

كيف تتابع تطورات الموقف التركي من ليبيا؟

أعتقد أن تركيا تبحث عن وسيلة للخروج من المشهد الليبي بطريقة تحفظ ماء وجهها أمام العالم وأعتقد أنها تسعى لاحتواء مصر صاحبة الموقف الشجاع في الملف الليبي إلى جانب محاولة استمالة برقة الحاضنة الحقيقية للجيش وقد حصلت تركيا على الفرصة للخروج من المشهد الليبي بشكل مشرف من خلال طلب رسمي تقدم به رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للحكومة التركية يطالب فيه بخروج القوات التركية من ليبيا مع استمرار العمل بالاتفاقية الاقتصادية وبالتالي فإن هذه الطريقة تحفظ ماء وجه تركيا التي أصبحت تدرك أنها تواجه العالم كله في الملف الليبي وخاصة الولايات المتحدة التي أعطتها في وقت سابق الضوء الأخضر بشأن الملف الليبي. 

في أي سياق تتابع التحركات الفرنسية والإيطالية بشأن ليبيا؟

إنها تقوم على مبدأ المصالح حيث أن أكبر الشركات النفطية في ليبيا إيطالية وفرنسية وبالتالي فإن التنافس الفرنسي الإيطالي لكسب ود الحكومة الليبية والمجلس الرئاسي يصب في مصلحة استقرار ليبيا. 

إلى أي مدى تتوقع تغير موقف الولايات المتحدة من ليبيا مع تولي بايدن للسلطة؟

استطيع أن أقرأ تغير الموقف الأمريكي من خلال تغير الموقف التركي الذي أصبح يسعى (تركيا) لتحسين الأوضاع مع مصر ودول البحر المتوسط حيث أن أنقرة تدرك أن الموقف الأمريكي من ليبيا تغير لذلك تسعى لتهدأة الأوضاع ومنع التصعيد.

كيف تنظر إلى مستقبل التعامل الأوروبي مع الملف الليبي؟

لا شك أن موقع ليبيا استراتيجي بساحلها الذي يصل إلى 2000 كيلو ويطل على الجنوب الأوروبي والشمال الإفريقي وأعتقد أن هذه المعطيات ستلزم أوروبا بالتعامل مع الحكومة الليبية بعقلانية أكثر وعدم الانجرار لتيار معين وتوحيد الموقف بما يخدم أوروبا بشكل كامل كما يخدم الاستقرار في ليبيا بالإضافة إلى أنها ستضع بالاعتبار استمرار العقود الموقعة بين دول أوروبا في ليبيا فيما يتعلق بملف النفط وكذلك ستضع في الاعتبار أن ليبيا نافذة لأوروبا لذلك سيكون هناك دعم أوروبي للحكومة لتصل إلى ما تم الإعلان عنه من خلال حوارات جنيف وهو الإعداد للانتخابات في ديسمبر وبعدها تنتقل ليبيا من مرحلة صعبة إلى مرحلة أكثر انفتاحا على أوروبا