في خطوة مفاجأة، أعلن عضو جماعة الإخوان المسلمين ورئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري استقالته من الجماعة في بيان تلفزيوني مقتضب أمس السبت. وأوضح  أن استقالته وانسحابه جاء "انطلاقًا من المقتضيات الوطنية، الفكرية والسياسية، ومن باب الصدع بالقناعة، والوضوح مع المواطن الليبي". وأشار إلى أنه يحتفظ بـ"كل الود والاحترام لكل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين".

أثارت هذه الخطوة التي أقدم عليها المشري ردود فعل متباينة في مختلف الأوساط الليبية خاصة أنها جاءت بشكل مفاجئ و غير متوقع. حيث قال سعيد امغيب عضو مجلس النواب في تدوينة له بموقع فيسبوك :"خالد المشري يستقيل من تنظيم الإخوان المسلمين الخبر يبدو مضحك مبكي في آن واحد".

واعتبر امغيب الاستقالة "حماقة أخرى من حماقات التنظيم المفلس واستخفاف جديد بعقول الليبيين" مضيفا "على كل حال يا خالد المشري هذه الاستقالة المزعومة أو هذا المشهد الباهت من مسرحيتكم الهزيلة قد يرفع عنك بعض اللوم أو الحرج امام البشر الذين لا يطلعون على خائنة الأعين وما تخفي الصدور" ولكن "امام السميع البصير جل في علاه ماذا ستقول ؟" مردفا "من سيطهرك من دماء الأبرياء الذين استحل تنظيم الإخوان سفكها وأعراض محصنات اباح تنظيمك هتكها، وكيف ستنجو من دعوات الأرامل والأبرياء والضعفاء والمساكين".

فيما تذهب مجموعة أخرى أن استقالة المشري لها مدلول واحد و هو نهاية المشروع الإخواني في ليبيا وانهيار التنظيم في ليبيا خاصة بعد إصدار النائب العام قرار إيقاف في حق القيادي عبد الحكيم بلحاج فضلا عن تجميد أرصدة عديد الوجوه البارزة في التنظيم في وقت سابق.

من ذلك، أكد عضو مجلس النواب عيسى العريبى، في تصريح خاص لـ ليبيا 24 أن استقالة خالد المشري من جماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا تعنى انهيار مشروع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابي في ليبيا.

فيما يذهب البعض إلى أن هذه الخطوة جاءت بقرار خارجي أمريكي بالأساس حيث أكد الصحفي الليبي علي أوحيدة في تغريدة له على تويتر، اليوم الأحد، أن استقالة المشري من تنظيم الاخوان جاءت بايعاز امريكي، موضحاً أنها كانت شرطاً من مجموعة التفكير الأمريكية سينتر فور ترانس أتلانتيك غولايشن.

ولفت إلى أن المجموعة ستنظم يوم 6 فبراير المقبل في واشنطن ندوة دعائية بحضور المشري بإشراف الباحث ونائب الرئيس التنفيذي بالمركز ساشا توبيريش، مؤكدا أن الأخير عمل في السابق لصالح عضو البرلمان المنعقد في طبرق أبو بكر بعيرة.

يرى مراقبون أن إستقالة المشري في أي حال من الأحوال ليست فك إرتباط مع الفكرة الإخواني لأنه لا يمكن فك الإرتباط مع الأدبيات الإخوانية شديدة الصرامة بين عشية و ضحاها بل أن الدافع بالأساس هو سياسي إما هروبا من المركب الغارقة أو تكتيكا سياسيا للجماعة،في كل الأحوال وجع الجماعة ليس في أحسن الأحوال خاصة في ظل الضغوطات الدولية و الفشل الداخلي.