افتتحت، مساء اليوم السبت، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أولى جلسات الحوار الداخلي لحزب الحركة الشعبية الحاكم في دولة جنوب السودان بين ممثلين لحكومة جوبا، و"مجموعة السبعة"، برعاية إثيوبيا وجنوب أفريقيا.

و"مجموعة السبعة" هم سبعة من قيادات الحزب معارضة للرئيس سلفا كير ميارديت، اعتقلوا عقب النزاع المسلح، الذي بدأ منتصف ديسمبر / كانون الأول الماضي، بتهمة القيام بمحاولة انقلاب، ثم أفرج عنهم لاحقا، وأبعدوا إلى كينيا، بوساطة من الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا.

ومثل حكومة جوبا في جلسة الحوار، التي حضرها صحفيون بينهم مراسل وكالة الاناضول، وفد رباعي من قيادات حزب الحركة الشعبية المؤيدة لسلفا كير، برئاسة جيما نونو كومبا، عضوة المكتب السياسي، ووزيرة الكهرباء.وعقد الاجتماع في مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، برعاية حزب الجبهة الديمقراطية الثورية الحاكم في إثيوبيا، وحزب المؤتمر الوطني، الحاكم بجنوب أفريقيا.

وافتتح الجلسة الأولى ديسالين،  بحضور ممثلي الاتحاد الأفريقي و"الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا" (إيغاد)، والاتحاد الأوربي والصين ومبعوثي مجموعة "الترويكا" (الولايات المتحدة – بريطانيا – والنرويج).

ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي، في كلمته بجلسة الحوار الخلاف داخل حزب الحركة الشعبية بأنه خلاف في إطار العائلة الواحدة، حول الديمقراطية وإدارة الحكم، وهي اجتهادات من أجل النهوض بدولة جنوب السودان.وأعرب ديسالين عن دعم الحزب الحاكم في إثيوبيا للحوار الداخلي والمشاركة بكل إمكانياته من أجل إنجاح الحوار وتقريب المسافة بين الرفقاء.

وفي كلمته قال سيوم مسفن، وزير الخارجية الإثيوبي السابق، رئيس وفد الوساطة الأفريقية إن وساطة "إيغاد" قامت بالترتيب والتنسيق لعقد هذا الحوار ليكون أرضية لانطلاق التفاوض.كما تحدث سفير دولة جنوب أفريقيا في إثيوبيا، ممثلا عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب افريقيا، وكشف عن اتصالات جرت مؤخرا بين حزب المؤتمر والحزب الحاكم في إثيوبيا أثمرت عن هذا للقاء.

فيما طالب دينق الور، وزير مجلس الوزراء السابق في جنوب السودان، الذي مثل "مجموعة السبعة" المفرج عنهم، بإشراك المعارضة في هذا الحوار قائلا : "الحوار يجب أن يكون شاملا حتى نجد حلا لأزمة جنوب السودان".ويعني الور بالمعارضة المجموعة الموالية لريك مشار، النائب السابق للرئيس السوداني، والذي يقود نزاعا مسلحا ضد الرئيس سلفا كير منذ منتصف ديسمبر / كانون الأول الماضي.

وكانت "إيغاد" قررت أمس تعليق الجولة الثانية من المفاوضات بين طرفي الصراع في جنوب السودان، والتي تستضيفها أثيوبيا.فيما قالت مصادر مقربة من الوفد الحكومي المفاوض إن التعليق سيكون حتى نهاية الشهر الجاري، أفادت مصادر مقربة من "إيغاد" بأن التعليق إلى "أجل غير مسمى".

وأرجعت مصادر تعثر المفاوضات إلى رفض الوساطة الأفريقية، الممثلة في "إيغاد"، التوقيع علي وثيقة إعلان مبادئ ما لم توافق حكومة جنوب السودان على مشاركة "مجموعة السبعة" في المفاوضات كوفد مستقل.وأعرب الور على أهمية حل القضايا الخلافية المتمثلة في التحول الديمقراطي وكل قضايا السلطة وضرورة وضع آليات تمكن الجنوبيين من الوصول لتداول السلطة بالطرق الديمقراطية.

كما تحدثت في الجلسة، رئيسة وفد الحكومة بجنوب السودان، عضو المكتب السياسي، جاما كومبا، وأعربت عن استعداد حزب الحركة الشعبية لحوار هادف من أجل الخروج من الأزمة الراهنة.وليس لهذا الحوار الداخلي جدول زمني يحدد موعدا لانتهاء الجلسة الأولى ولا بداية الجلسة الثانية.