بدأت فعاليات مهرجان "الفراولة"، صباح اليوم السبت، بمدينة سكيكدة، شمالي الجزائر، في ساحة "أول نوفمبر (تشرين الثاني) 1954" المقابلة للبحر، وسط المدينة. وشهد مهرجان الفاكهة الأكثر شعبية وانتشارا في المدينة، مشاركة فرق فولكلورية، وسيطرت عليه الأجواء الاحتفالية، كما شهد رقصات فروسية من عمق التراث المحلّي.

واختارت السلطات هذا العام، ساحة "أول نوفمبر" مكانا لعقد المهرجان، حيث نصبت نحو 100 خيمة متوسطة الحجم، تضم ما يقارب 300 عارض من منتجي الفراولة الموزعين في بلديات "الزويت" و"تمالوس" الجبليتين.

وينقسم "منتوج الفراولة"، إلى 3 أنواع، هي "المكركبة" واسمها المحلي "روسيكادا" نسبة إلى سكيكدة القديمة، و"تويوقا" و"دوقلاس". ويتم خلال المعرض التنافس بين المزارعين العارضين من أجل الفوز بجائزة أحسن "منتوج"، وأحسن عرض، فضلا عن جوائز أخرى، توزعها محافظة المهرجان للتشجيع على المحافظة وتطوير منتوج الفراولة، ومنها "أحسن عصير فراولة" و"أحسن مربى مصنوع من الفراولة" وكذا "جائزة لأحسن كعكة منزلية".

مهرجان الفراولة، الذي دأبت السلطات المحلية بمحافظة سكيكدة، على تنظيمه منذ 20 عاما، في موسم نضوج الفاكهة أواخر شهر مايو/ أيار من كل عام، يجلب إليه أنظار الكثير من عشّاق هذه الفاكهة من مختلف أصقاع الجزائر، وتتردّد عليه آلاف العائلات من داخل المحافظة ومن خارجها.

وتغطي مختلف وسائل الإعلام المحلية، وعدد من وسائل الإعلام العالمية المهرجان، كما يجذب الكثير من السياح الأجانب، وكذا العمّال من مختلف الجنسيات، سيّما المتواجدين على مستوى القاعدة البترولية المجاورة، أو العاملين في مشاريع البناء المختلفة بالمحافظة.

وقال محافظ المهرجان، يوسف كعوان، إن المهرجان "جزء من ثقافة وأصالة مدينة سكيكدة، التي تشتهر بكونها واحدة من المدن القليلة في البحر الأبيض المتوسط التي تنتج الفراولة بهذا الشكل الكبير"

وأوضح في حديثه لوكالة الأناضول أن "المدينة سجلت هذا الموسم ارتفاعا بنحو مائتي قنطار، فبعد أن كان في السنوات الماضية في حدود الـ 1200 قنطار، بلغ هذا العام قرابة الـ 1500 قنطار"، مرجعا ذلك لسياسة الدولة الرامية إلى التشجيع على المحافظة على هذه الفاكهة.

وقال "بو خميس زروق" أحد مزارعي الفراولة: "أتهيأ لاسترداد مكانتي كأول منتج للفراولة بالولاية، بعد أن خسرت الجائزة الأولى العام الماضي، أمام منافس قوي من منطقة الزويت، وكنت أحتل المرتبة الأولى لخمس سنوات متتالية".

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: "أعمل بجدّ طوال العام، أنا وجميع أفراد عائلتي، بمن فيهم زوجتي وأولادي، في ظروف صعبة للغاية، بسبب انعدام المسالك الغابية وقلة دعم الدولة والمصالح الفلاحية لنا، ولكننا نجتهد في سبيل تقديم أحسن منتوج وأحسن عرض"

وبينما يتجول فريق الأناضول بين جنبات خيام المهرجان، أبدى عدد من السائحين الأجانب في حديثهم للأناضول إعجابهم به، مؤكدين استعدادهم لدفع أي تكلفة في سبيل اقتناء الفراولة المعروضة في المهرجان، لجودتها العالية.

وعلى هامش المهرجان، يتنافس صنّاع الحلويات في تقديم أطباق الحلويات والكعك المصنوع من الفراولة، وتشهد محلات المرطبات والحلويات بسكيكدة، خلال هذه الفترة، إقبالا كبيرا لآلاف الوافدين لأجل تذوّق "كعكعة الفراولة" واقتناء أنواعها المتعددة.

ويستمر مهرجان الفراولة 3 أيام، يتخلله استعراضات للفرق الفولكلورية، ودورات في مختلف الرياضات، ومسابقة في الشطرنج، ومعرض للمنتجات التقليدية التي تتمتع بها محافظة سكيكدة، وحفلات فنية ساهرة، تحييها فرق محلية وأخرى وطنية، إضافة إلى مسابقة لاختيار ملكة جمال الولاية، التي يطلق عليها اسم " ميس فراولة".

ويختتم المهرجان بتسليم الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات وشهادات تكريمية وتشجيعية للمزارعين.