أكد وزير الخارجية الإيطالي، ” باولو جينتيلوني “، إمكانية النظر بضرب الإرهاب في ليبيا في حال ارتفاع مستويات تهديداته/وأعرب ” جينتيلوني ” في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سي، عن قناعته باحتمالية خطر توسع تهديد ما بات يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وحينها نحن ملزمون بالتدخل في ليبيا بنفس مستوى تدخلنا في العراق وسورية، دوليا وليس منفردين”، في إشارة إلى الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد مواقع التنظيم هناكوفيما يتعلق بمأساة غرق المئات من المهاجرين يوم الأحد الماضي، أوضح جينتيلوني ” نحن الآن نناقش مشكلتين مختلفتين تماما أوروبيا الأولى، إذا تنامي التهديد الإرهابي في ليبيا، فإننا لن نرسل قوات برية لاحتلال ليبيا، ولكن ينبغي علينا أن ننظر في فرضية ضرب الإرهاب كما نفعل في مناطق أخرى”، أما المشكلة الثانية، فتكمن في أنه “يجب علينا اتخاذ إجراءات فورية بشأن الهجرة والاتجار بالبشر.

فمنذ أشهر أصبح مسلحو تنظيم داعش - رسميًا - على بعد خطوة من إيطاليا بعد أن وسّع التنظيم من سيطرته على مساحات من ليبيا وبات يهدد الوجود الاقتصادي والسياسي لإيطاليا بها، لتصبح بذلك ليبيا والتي كانت مستعمرة إيطالية في الماضي، مرشحة بقوة لأن تصبح صومال جديدة في حوض البحر المتوسط، وفق ما ذكرت صحيفة الجورنالي الإيطالية.وأضافت الصحيفة في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن تحول ليبيا إلى ما يشبه دولة الصومال على يد تنظيم داعش لن يعيق فقط حركة الملاحة الإيطالية في حوض البحر المتوسط، بل سيشكل أيضا تهديدًا للأمن القومي الإيطالي ذاته.

ورأت الصحيفة أن الحكومة الإيطالية تحاول التقليل من شأن وجود داعش في ليبيا، إلا أن قائد قوات التحالف الأميركية في أفريقيا، الجنرال ديفيد رودريجيز، يرى خلاف ذلك، فهو يرى أن بضعة مئات من مقاتلي التنظيم يتمركزون الآن في معسكر تدريبي منطقة درنة على ساحل البحر المتوسط، وهو ما رصدته الأقمار الاصطناعية الأميركية التي تراقب هذه المنطقة.ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى هي أيضًا إلى التقليل من خطر وجود داعش على سواحل ليبيا المطلة على البحر المتوسط، لأنها لا تريد توسيع هجماتها على منطقة شرق ليبيا، فعلى الرغم من اعتراف الجنرال رودريجيز بهذا الواقع إلا أنه ما زال مصممًا على وصف هذا التنظيم بـ"الوليد" و "الدولة الناشئة"، وهو وصف لا يتناسب مع تنظيم أقام معسكرًا تدريبيًا ما يعني أنه مسيطر على الأرض، إذًا فالوضع أخطر مما يصفه الجنرال الأميركي.

ويضم تنظيم داعش في ليبيا الآن نحو 800 مقاتل موزعين على نحو 6 قواعد منتشرة حول المنطقة المأهولة بالسكان في ليبيا، أما معسكر التدريب الموجود في منطقة درنة الساحلية يضم قرابة الـ200 مقاتل، ويقع المعسكر تحديدًا في منطقة جبل الأخضر وهي عبارة عن مرتفعات جبلية مغطاة بالغابات، حيث كان يعيش مجموعات من المستوطنين الإيطاليين في الماضي، وأصبحت الآن مرتعًا للمسلحين القادمين من النيجر والتشاد، والعديد من الأقطار الأفريقية الأخرى.

ويعتبر سقوط مدينة درنة في أيدي داعش نتيجة طبيعية لعودة 300 مقاتل ليبي من العراق وسوريا تحت قيادة أبو نبيل الأنصاري وهو أحد قادة جيش صدام حسين، والذي بعد أن قضى عدة سنوات في سجون القوات الأميركية أصبح أحد الرجال المقربين من زعيم داعش أبو بكر البغدادي، وأحد كبار رجال التنظيم.واختتمت الصحيفة بالتشديد على أن سيطرة داعش على شرق ليبيا سيسهل عليها مهمة الاتحاد مع الفصائل المتطرفة من جماعة الإخوان المسلمين في مصر في الوقت الذي تواجه فيه مصر عناصر داعش في شرق البلاد، ليضع تنظيم داعش بذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي بين المطرقة والسندان، وهو ما دفع السيسي لطلب التعاون مع إيطاليا أثناء زيارته الأخيرة لروما لأنها حليف استراتيجي لا غنى عنها بالنسبة لمصر.