أطلق المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي حواراً مع نساء ليبيات من مختلف الأطياف لمعرفة رؤاهن حول الطريق الأمثل إلى السلام المستدام
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها أنه خلال الأسابيع القليلة الأولى التي قضاها باتيلي في ليبيا، جعل من أولوياته الجلوس مع ممثلي المجتمع المدني، ولاسيما مع النساء من مختلف المشارب، للإصغاء إلى أفكارهن حول سبل تحقيق الأمن المستدام.
وقال باتيلي: "المرأة في ليبيا من بين أكثر من تأثر سلباً باستمرار انعدام الاستقرار السياسي في ليبيا، لكنها مهمشة من الحوار حول الحلول". "يجب أن نفعل كل ما بوسعنا للاستفادة من حكمة المرأة وإسماع أفكارها الآن وإزالة الحواجز أمام مشاركتها السياسية في المستقبل".
وتضم حكومة الوحدة الوطنية الليبية 5 وزيرات فقط من أصل 18 وزيراً. وتمثل المرأة 15 بالمئة فقط في الهيئتين التشريعيتين في البلاد، بما في ذلك عضوتين في مجلس النواب وعشرين عضوة في المجلس الأعلى للدولة من أصل 133 عضواً.
وأكدت البعثة الأممية أنه بينما تعمل ليبيا على إعادة بناء الدولة، تغتنم الناشطات الفرصة للضغط من أجل زيادة النفوذ الاجتماعي والسياسي. غير أنهن تواجهن تحديات كبيرة، بما في ذلك القيود المفروضة على دور المرأة في المجتمع، والأمن في الشوارع، وزيادة المضايقات عبر الإنترنت وخطاب الكراهية والتهديد. ومنذ عام 2014، تعرضت العديد من الناشطات السياسيات والممثلات الحكوميات لاعتداءات جسدية، بمن فيهن سلوى بوقعيقيص، العضوة السابقة في المجلس الوطني الانتقالي التي اغتيلت في عام 2014، وعضوة البرلمان سهام سرقيوة، التي اختطفت في عام 2019 ولا يزال مكان وجودها مجهولاً.
وأشارت البعثة الأممية إلى أنه منذ وصول باتيلي لقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في 14 أكتوبر، التقى بأكثر من عشرين امرأة من الجفرة وبنغازي ومصراتة وسبها وطرابلس، بمن فيهن مترشحات للانتخابات البرلمانية، وأستاذات جامعيات، ومحاميات، وباحثات، وناشطات في مجال حقوق المرأة.
وخلال نقاشات باتيلي الأولية، طلب الممثل الخاص للأمين العام من محاوريه تقديم مقترحات مكتوبة لمجابهة التحديات المختلفة المتمثلة في النزاع على السلطة التنفيذية، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وإشراك المرأة في جهود المصالحة.
وتباحث باتيلي مع النساء، واستمع إليهن إذ عبّرن عن مخاوفهن بشأن انتشار السلاح وعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية، والحاجة إلى المصالحة والعدالة الانتقالية- من جملة قضايا أخرى تمت مناقشتها.
وأشارت دينا الفزاني، الباحثة في مجال حقوق الإنسان التي التقت بالممثل الخاص للأمين العام في بنغازي، إلى أن قرار الممثل الخاص للأمين العام بطلب مقترحات من النساء هو إشارة جيدة إلى أنه سيعطي الأولوية لحقوق الإنسان في عمله، وأردفت أنه من الضروري أن يستمر الممثل الخاص للأمين العام بالتحلي بالشفافية لبناء الثقة مع المجتمع.
وقالت أميمة الفقيه رئيسة منظمة العدسة لمراقبة الانتخابات والتنمية التي التقت برئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في طرابلس "بدا الممثل الخاص للأمين العام واقعياً وبأنه مدرك للاحتياجات الليبية"، "غادرت الاجتماع وأنا متحمسة للغاية".
وأضافت عندما يسمح للمرأة بالانضمام إلى المناقشات حول مستقبل البلاد، تقتصر النقاشات عادة على دعم القطاعات التي ينظر إليها تقليدياً على أنها أكثر أنوثة، مثل الرعاية الصحية أو التعليم أو الرعاية الاجتماعية.
وقالت: "الثقافة الليبية تحد من اضطلاع المرأة بأدوار معينة وتؤثر سلباً على ثقة المرأة بنفسها". "يلحق بالنساء اللواتي يسعين إلى السلطة الكثير من الوصم الاجتماعي. قد تشعر بالعار إذا حاولت الخروج من القالب. والمرأة الليبية تهتم كثيراً بسمعتها، لذا فإن هذا الأمر محبط".
ولفتت البعثة الأممية إلى أن عمل الممثل الخاص للأمين العام يستند إلى سنوات من الجهود بذلتها الأمم المتحدة في ليبيا للنهوض بمشاركة المرأة في المجال السياسي بما يتماشى مع جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، الذي أنشئ بموجب قرار مجلس الأمن 1325 الصادر في عام 2000.
وأشارت البعثة الأممية إلى أنها دعمت ناشطات حقوق المرأة في ملتقى الحوار السياسي الليبي في عام 2021 لإضافة بند إلى خارطة الطريق السياسية في البلاد لتخصيص 30 بالمئة من المناصب القيادية في الحكومة الجديدة للنساء.
وشددت البعثة الأممية على أنها تواصل الضغط من أجل الوفاء بذلك المعيار. وللمساعدة في تعزيز الأمان للمرأة في الأماكن العامة والخاصة، لافتة إلى أن البعثة تعمل أيضا مع خبراء قانونيين وطنيين لصياغة أول قانون في البلاد يتناول العنف ضد المرأة.
وروت أمينة المغيربي، الأستاذة في جامعة بنغازي التي التقت بالممثل الخاص للأمين العام، أنها واجهت مقاومة جرّاء قيادتها لجنة لحقوق الإنسان خلال فترة عضويتها في البرلمان في عام 2012.
وأضافت المغيربي التي ترأس أيضاً منظمة "تواصل" غير الحكومية، التي تُعنى بتمكين المرأة والشباب "المرأة الليبية قادرة على القيادة، لكننا غالباً ما نتراجع بسبب هيمنة الذكور"، وتابعت "عندما تتاح لنا نحن النساء فرصة، يسطع نجمنا عالياً".