قال الباحث الإيطالي أرتورو فارفيلي Arturo Varvelli، رئيس مركز أفريقيا والشرق الأوسط بالمعهد الإيطالي للدراسات الدولية، أنّ تنظيم داعش في ليبيا قد خسر المناطق التي كانت تحت سيطرته لكنه لم ينته تماما.
وأضاف الباحث الإيطالي في حوار مع مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية أنّ التنظيم ظهر في العام 2014 بمدينة درنة حيث قدم عدد من العناصر من العراق للانضمام الى جماعات قريبة من التنظيم في مختلف مناطق البلاد، وبعد خلافات بين الجماعات الجهاديّة في العام 2015، تمكنت حكومة الوفاق الوطني من السيطرة على مدينة سرت حيث يسيطر التنظيم على قرابة الـ50 كيلومترا مربعا.
وتابع فارفيلي بالقول أنّه بعد الغارات الأمريكية في العام 2016، فرّ المقاتلون إلى الجنوب، وحيث أنّ المدينة لم تكن مطوقة فقد تمكّن الجهاديون من الفرار إلى حدود 80 كيلومترا من سرت، مؤكّدا أنّه بعد هجمات أخرى من الأفريكوم زاد المقاتلون المنتمون لداعش من التقهقر نحو الجنوب، مشددا في هذا السياق على أنّ مقاتلي داعش موجودون إلى الآن في ليبيا، لكنهم فقط غيروا المواقع والاستراتيجيات.
وأضاف الباحث الإيطالي أنّ داعش قد دخلت مرحلة جديدة في ليبيا، حيث انتقلت من التوسع الميداني إلى حرب العصابات.
وأشار فالفيري إلى أنّ تنظيم داعش بصدد إعادة تنظيم نفسه، بقدرة على الضرب في أي مكان من البلاد بما في ذلك العاصمة طرابلس، منوها إلى أنّه وبعد سقوط مدينة سرت، إنضمّ عدد كبير من المقاتلين الى تنظيمات جهاديّة أخرى مثل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مؤكدا أنّ التنظيم الجهاديّة في الجنوب الليبي قد تدعمت كثيرًا.
وفي ذات السياق، أضاف الباحث الإيطالي، أنّ بحسب تقرير للأفريكوم فإنّ عدد المقاتلين الدواعش يتراوح بين الـ400 والـ700 ويتمركزون بالأساس في المنطقة الصحراوية جنوب البلاد، مشيرا إلى أنّه وقبل سقوط مدينة سرت كان عدد المقاتلين بالآلاف، 80% منهم أجانب، أغلبهم من التونسيين لكن أيضًا هناك من مصر ومن سوريا ومن العراق. مضيفًا بأنّ جزءا كبيرا من المقاتلين اليوم هم من التونسيين والمصريين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم.
وتابع فالفيري، قائلا، أنّ استقرار البلاد شرط لا غنى عنه لمحاربة داعش، حيث أنّ غارات الأفريكوم وحدها غير كافية، وفق تقديره.
مؤكّدا أنّ ليبيا مهدّدة بشكل كبير أن تتحوّل إلى صومال ثانية، بحسب تعبيره، ومنوهًا إلى أنّه بدون تقديم دعم للمجموعات المحليّة التي يمكنها فعليا مواجهة داعش، ليس للضربات الموجهة ضد قيادات داعش أي تأثير على المدى البعيد.