قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الخميس إنه بلاده تعزز العلاقات الأمنية مع مصر التي كانت "العنصر الرئيسي" في ضمان الاستقرار الإقليمي بينما تسعى الدولتان إلى كسر الجمود السياسي في ليبيا المجاورة.

وقد رسخت باريس والقاهرة علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية بشكل أوثق في السنوات الأخيرة ، ومع صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي تمتنت هذه العلاقات بين الجانبين المعنيين بالفراغ السياسي المستمر في ليبيا وصعود الجماعات الجهادية في مصر.

وقال جان إيف لو دريان، الذي تولى سابقا منصب وزير دفاع لفرنسا، إن هناك علاقة شخصية مع السيسي في القاهرة، وأن للبلدين الحليفين "رؤية مشتركة" حول كيفية التعامل مع المتطرفين.

وذكر لو دريان أنه تطرق خلال لقائه مع البابا تاوادروس الثاني رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية "إلى موضوع مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في ليبيا".

وأدى الهجوم الذي شنه متطرفون في نهاية مايو على الطائفة القبطية في مدينة المنيا الجنوبية إلى مقتل 29 شخصا.

وشدد لو دريان على "أن مصر هي العنصر الأساسي للاستقرار الإقليمي عندما تهتز المنطقة بأسرها".

وقال دبلوماسيون إن باريس تستعرض موقفها بشأن النزاع الليبى، حيث قرر الرئيس الجديد ايمانويل ماكرون دفع القضية إلى رأس جدول أعمال سياسته الخارجية.

كما قال دبلوماسي فرنسي إن "ليبيا هي الأولوية بالنسبة لفرنسا".

يذكر أن ليبيا مقسمة بين حكومة تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس تدعمها الميليشيات في الغرب التي تضم جماعات إسلامية تدعمها تركيا وقطر والقائد العسكري شرق البلاد خليفة حفتر الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة ومصر.

وأشار دبلوماسيون غربيون وعرب إلى أن "دولة الإمارات العربية المتحدة ترى في القيادة المصرية جدار حماية ضد المتطرفين ودعمت لذلك القاهرة".

وأكد لو دريان للصحافيين "لا يمكننا السماح باستمرار حالة عدم الاستقرار التي تعود بالنفع على الإرهابيين والمهربين على الحدود المصرية وعلى أبواب القارة الأوروبية".

كما قدمت بعض الدول الغربية، بما فيها فرنسا، دعما عسكريا لحفتر للمساعدة في محاربة الإسلاميين في الشرق الليبي، لكن الدبلوماسيين يقولون إنه سيتعين عليه في نهاية المطاف الجلوس والتفاوض مع حكومة فايز السراج المدعومة من الأمم المتحدة والمليشيات في الغرب .

وقال مسؤولون فرنسيون ان هناك حاليا تقاربا متزايدا فى وجهات النظر مع مصر ودولة الإمارات لدفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات التي ستشهد جولة من الدبلوماسية المكوكية في الأسابيع القادمة لبلورة إجماع بين اللاعبين الخارجيين للدفع بالحوار بين حفتر والسراج.

وتابع المسؤولون إن الخلاف الدبلوماسي بين قطر والدول العربية الكبرى بما في ذلك السعودية ومصر قد يوفر أيضا فرصة للضغط على الميليشيات في غرب ليبيا.

وتعد زيارة لو دريان الثانية التي يقوم بها وزير فرنسي هذا الأسبوع. فقد أجرت وزيرة الدفاع سيلفي غولار محادثات مع نظيرها المصري يوم الاثنين حول كيفية تعزيز التعاون الأمني بما في ذلك أفضل وسيلة لتعزيز مراقبة الحدود المصرية.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة