افتتح بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بباريس، معرض وملتقى دولي تحت شعار “الأهمية العالمية لتراث المغرب في عصور ما قبل التاريخ”، يهدف المعرض والملتقى إلى إبراز ثراء وتنوع تراث المملكة في عصور ما قبل التاريخ، وتسليط الضوء على الاكتشافات الأثرية الحديثة، ويضم المعرض نماذج طبق الأصل من جمجمة أقدم إنسان عاقل في العالم، تعود لما قبل 350 ألف سنة، تم اكتشافها في جبل ايغود باليوسفية، وأقدم قطع حلي في العالم تعود إلى ما بين 142 و150 ألف سنة اكتشفت في مغارة بزمون بالصويرة.
واعتبرت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أولاي أزولاي، في كلمة لها في افتتاح الحدث الثقافي، على أهمية المعرض والملتقى، بالنظر إلى أن عصور ما قبل التاريخ "ما تزال تسائلنا حول ما نحن عليه، وحول المشترك بيننا، وموقعنا في مقياس تطور عجلة الزمن والمعيشة"، مشيرة الى "سعادتها الفائقة لكون اليونسكو تستضيف هذا الحوار العلمي رفيع المستوى في مجال دراسة وبحث يعرف تطورا متسارعا ويحتاج إلى وجهات نظر دولية".
من جهته، قال وزير الثقافة والاتصال والشباب المغربي، المهدي بنسعيد :" إذا كنا فخورين بالاكتشافات الأثرية التي نقدمها لكم اليوم، فإننا ندرك أيضا التحديات العلمية التي تمثلها والمشاكل التي يطرحها الحفاظ عليها والرهانات التي ترمز إليها، من خلال السماح لنا بقراءة فصول كاملة من تاريخ الإنسانية والعالم"، داعيا الباحثين والخبراء والعلماء الى دراسة هذا "الكنز التراثي الذي يجعل من المغرب مهدا للإنسانية".
وأضاف أن الأمر يتعلق باكتشافات: "لا تقدر بثمن"، تقدم رسائل فريدة للأجيال القادمة، خلفتها قبل مئات الآلاف من السنين أقدم مجتمعات الإنسان العاقل المعروفة حتى الآن" مشيرا الى أنه: "يبقى من الضروري أن نفهم كيف تمكن الإنسان العاقل من النهوض وبناء حضارة من خلال كتابة تاريخه الخاص، تاريخنا".