بعد البداية القوية لمنتخب جنوب أفريقيا في بطولات كأس الأمم الأفريقية بعد عشرات السنين من العزلة، تراجع منحنى نتائج الأولاد أو "بافانا بافانا" كما يطلق على الفريق منذ مطلع القرن الحالي ويكفي أنه خرج من الدور الأول للبطولة في 2004 و2006 و2008 و2015 وفشل في بلوغ نسخ 2010 و2012 و2017.
وعلى الرغم من حداثة مشاركة جنوب أفريقيا في بطولات كأس الأمم الأفريقية والتي شاركت فيها للمرة الأولى عام 1996، نجح الفريق في ترك بصمة رائعة له في تاريخ البطولة كما دون اسمه في سجل أبطال كأس الأمم الأفريقية.
وظل منتخب جنوب أفريقيا بعيداً تماماً عن المشاركة في البطولات الأفريقية أو التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم رغم الدور الذي لعبته جنوب أفريقيا في تأسيس الاتحاد الأفريقي للعبة "كاف".
وكان ابتعاد الفريق عن المشاركة في هذه البطولات بسبب العزلة المفروضة على بلاده نتيجة سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها حكومة جنوب أفريقيا لعشرات السنين.
ولكن مع التخلص من الحكم العنصري في بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت جنوب أفريقيا مشاركتها في المنافسات الكروية بـ"القارة السمراء".
وتعويضا لها عن سنوات العزلة منحها "كاف" تنظيم بطولة كاس الأمم الأفريقية عام 1996 ولم يهدر منتخب البافانا بافانا هذه الفرصة وأحرز لقب البطولة بعد التغلب على المنتخب التونسي في المباراة النهائية ليحقق إنجازاً كبيراً في أول مشاركة له.
وواصل الفريق تألقه في البطولتين التاليتين ليصل إلى النهائي في بطولة 1998 ببوركينا فاسو لكنه خسر أمام نظيره المصري ليفوز بالمركز الثاني ثم يحرز المركز الثالث في بطولة 2000 بغانا ونيجيريا، إذ تصدر مجموعته في الدور الأول ببراعة وأطاح بالمنتخب الغاني صاحب الأرض من الدور الثاني.
ولكن مستوى الفريق تراجع بشدة في العقدين الأول والثاني من القرن الحالي وفشل في الوصول للمربع الذهبي في 6 نسخ خاضها حتى الآن بالقرن الحالي كما خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 التي استضافتها بلاده.
ولم يكن حصول بلاده على حق استضافة نسخة 2013 من كأس أمم أفريقيا كافياً ليستعيد الفريق اتزانه حيث تأهل الفريق للدور الثاني (دور الثمانية) من خلال انتصار وحيد وتعادلين لكنه سقط في دور الثمانية وودع البطولة مبكراً.
ولم يستغل فريق البافانا بافانا الفرصة الذهبية التي سنحت له في تلك النسخة عندما نقلت البطولة إلى بلاده بدلاً من ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية بليبيا بعد الثورة، وسقط منتخب الأولاد أمام مالي في دور الثمانية، وفي النسخة التالية، ودع الأولاد البطولة من الدور الأول.
ولذلك، فإن البطولة القادمة التي تنطلق فعالياتها في مصر الجمعة المقبل، ستكون جولة تحد من نوع خاص بالنسبة لمنتخب جنوب أفريقيا الذي يخوض البطولة بشعار "أكون أو لا أكون".
ولا تبدو فرصة الفريق في المنافسة على اللقب كبيرة ولكنه يستطيع استعادة الكثير من بريقه إذا نجح فقط في العبور من مجموعته بالدور الأول حيث يخوض الفريق الدور الأول ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات كوت ديفوار والمغرب وناميبيا.
ويخوض الفريق البطولة الجديدة بدون ضغوط كبيرة عليه وهو ما قد يساعده في هذه النسخة والتي سيكون مطالبا فيها بتعامل يتسم بالحنكة في هذه المجموعة العصيبة.
وكان الفريق هو آخر المتأهلين لهذه النسخة إذ حل ثانياً، في المجموعة الخامسة بالتصفيات خلف المنتخب النيجيريا بفارق نقطة واحدة ومتفوقاً بفارق كبير عن ليبيا وسيشل.
ولكن مجموعته في النهائيات ستكون الاختبار الحقيقي لهذا الفريق لأن مجرد العبور من هذه المجموعة يعني أن الفريق يستطيع المنافسة على الصعود للأدوار النهائية في البطولة الأفريقية وتكرار النجاح الذي حققه في النسخ الأولى من مشاركاته الأفريقية.
ويخوض الفريق البطولة بقيادة مديره الفني الإنجليزي ستيوارت باكستر (65 عاماً) الذي عاد لتدريب الفريق في منتصف 2017.
ويعتمد باكستر على مجموعة من اللاعبين معظمهم من الناشطين بالدوري المحلي وهو ما سيشكل مشكلة حقيقية للفريق في مواجهة المحترفين البارزين في صفوف المنتخبات المنافسة.