كشفت السفارة الليبية في القاهرة ملابسات وفاة المواطنة عائشة معمر مفتاح الطلماطي في مستشفى بمصر جراء خطأ طبي.
وأوضحت السفارة الليبية في بيان تحصلت بوابة إفريقيا الإخبارية على نسخة منه أن المواطنة المتوفاة حضرت لمصر بتاريخ 1/6/2019 وأجرت بتاريخ 25/6/2019 عملية جراحية تجميلية لشفط دهون البطن وبعد انتهاء العملية عانت من آلام حادة وحسب إفادة صديقتها المواطنة الليبية عائدة عبد السلام أبو عجيلة أكد الطبيب المعالج بأنها أعراض طبيعية للجراحة.
وأوضحت السفارة أن الطلماطي دخلت يوم 3/7/2019 إلى الطوارئ بإحدى المستشفيات ووفقا لتقرير المستشفى فإنها كانت تعاني من "حالة إعياء شديدة وبالفحص الطبي الأولي تبين وجود هبوط حاد بالدورة الدموية وتسارع في نبضات القلب وصعوبة بالتنفس وارتفاع بدرجة الحرارة وتم حجز المريضة بالرعاية المركزة" وبعد إجراء "الفحوصات الطبية اللازمة تبين وجود صدمة جرثومية وحموضة بالدم وارتفاع نسبة الالتهاب البكتيري بجرح البطن مكان العملية" وبتاريخ 9/7/2019 "أجريت لها عملية جراحية استكشافية في المعدة لمعرفة أسباب الالتهاب وأدخلت على إثرها للعناية المركزة وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي" وفي يوم 11/7 2019 توفيت "إثر توقف مفاجئ لعضلة القلب وهبوط حاد بالدورة الدموية وذلك حسب بلاغ الوفاة الصادر عن المستشفى.
وأوضحت السفارة أنها لم تكن على علم بهذه الوقائع ولم تبلغ بها إلا أنه في يوم الوفاة تم إبلاغ القسم القنصلي بالسفارة الليبية بالقاهرة بوفاة المواطنة عن طريق إحدى صديقاتها وهي عائدة عبد السلام أبو عجيلة التي لم تذكر وجود أي شبهة جنائية وإثر ذلك باشر القسم القنصلي بالسفارة باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضافت السفارة أنه في 12/7/2019 عند حضو الموظف المسؤول بالقسم القنصلي وصديقة المتوفاة إجراءات تغسيل الجثمان وتكفينه وجدوا تقرحات وتعفن بالبطن فتم إيقاف عملية التغسيل وتم إصدار تعليمات بتكليف محامي السفارة لتحرير محضر بالواقعة قيد تحت رقم 39781 لسنة 2019 جنح قسم أول مدينة نصر برفقة صديقاتها وهما المواطنة الليبية عائدة عبد السلام والتونسية سلمى بنت المنصف وتم إحالة المحضر بتاريخ 13/7/2019 إلى النيابة العامة (نيابة قسم أول مدينة نصر) والتي قررت تكليف أحد الضباط للانتقال للمستشفى لإعداد محضر إجراءات مبدئي وتكليف مفتش الصحة بإعداد تقرير عن حالة وساعة وتاريخ الوفاة وكانت نتائج تقرير مفتش الصحة هي "جرح قطعي بالبطن نتيجة عملية استكشافية لعملية سابقة عملية شفط دهون بالبطن تمت (في مستشفى آخر) نتج عنها المضاعفات التي أدت إلى الوفاة وهي صدمة تسممية وثقب في الأمعاء ولا يوجد أية جروح أو كدمات أخرى وظاهريا لا توجد شبهة جنائية ما لم تثبت تحريات النيابة والتقرير النهائي للطب الشرعي غير ذلك".
وتابعت السفارة أنه تم تشكيل لجنة بقرار من رئيس البعثة لمتابعة ملابسات الوفاة وإعداد تقرير بهذا الشأن كما قررت النيابة تكليف أحد الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان سبب وتاريخ وكيفية حدوث الوفاة وما إذا كانت توجد شبهة جنائية من عدمه مع التصريح بدفن الجثمان عقب تشريحه وإحضار صورة طبق الأصل من ملف المتوفية من المستشفى وطلب الطبيب الذي أجرى عملية شفط الدهون لجلسة تحقيق عاجلة.
وزادت السفارة أنه جرى يوم 13/7/2019 نقل الجثمان من المستشفى إلى مصلحة الطب الشرعي بمشرحة زينهم بحضور محامي السفارة وموظف من القسم القنصلي وتم تسليم الجثة للمشرحة لإجراء عملية التشريح وفقا لقرار النيابة وفي اليوم التالي تم تشريح الجثة وأصدرت المصلحة استمارة تشريح تفيد بأنه تم أخذ عينات من الجثمان لتحليلها وإصدار التقرير النهائي عن أسباب الوفاة لإحالته إلى النيابة العامة ليتم في 15/7/2019 تسفير الجثمان إلى ليبيا رفقة موظف رسمي من السفارة.
وبحسب السفارة فإنه في يوم 167/2019 قدمت السفارة الليبية بالقاهرة شكوى للنقابة العامة للأطباء ضد الطبيب الذي قام بإجراء العملية الجراحية وأشرف على علاجها وطالبت السفارة بإجراء تحقيق عاجل معه واتخاذ ما يلزم من إجراءات وفي ذات اليوم أفادت السفارة الليبية بالقاهرة من قبل وزارة الخارجية الليبية بأن أهل المواطنة الليبية المتوفاه أبلغوا بأن الذي وصل إلى طرابلس ليس جثمان ابنتهم ولم يتعرفوا على الجثمان الذي وصل إليهم فتم سؤال محامي السفارة والموظف المكلف من القسم القنصلي ومكتب الحانوتي المتعاقدة معه السفارة وأكدوا بأنهم كانوا برفقة الجثمان منذ لحظة خروجه من المستشفى إلى أن وصل لمشرحة زينهم واتضح أن الموظفين في المشرحة قاموا بالخطأ باستبدال جثمان المواطنة الليبية المتوفاة بجثمان مواطنة أريتيرية كانت في المشرحة.
وأضافت السفارة أن رئيس القسم القنصلي بالسفارة قام بالذهاب إلى النيابة العامة وقابل وكيل نيابة محكمة زينهم وطلب منه التحقيق لمعرفة ملابسات واقعة استبدال الجثمان فأصدر وكيل نيابة محكمة زينهم قرارا بضبط وإحضار كل من له علاقة من موظفي ومسؤولي مشرحة زينهم وحانوتي السفارة وكان ذلك في حضور خال وإبن عم المواطنة الايرترية المتوفاة كما طالب رئيس القسم القنصلي بالسفارة من وكيل النيابة سرعة الإفراج عن جثمان المواطنة الليبية للظرف الإنساني ولما له من تداعيات على الشأن الليبي الداخلي أو على الساحة المصرية.
وأردفت السفارة أنه في ذات اليوم تم إبلاغ نجل المتوفاه المتواجد حاليا في مصر بأن جثمان والدته مازال موجودا في مشرحة زينهم وأن السفارة الليبية بالقاهرة قد حصلت على إذن من النيابة المختصة ليتمكن من رؤية ومعاينة الجثمان والتعرف عليه لحين الإفراج عنه وطلب نجل المتوفاة تدخل السفارة لدى النيابة المختصة لأخذ عينات أخرى من جثمان والدته للتأكد من أسباب الوفاة وقامت السفارة بسداد مستحقات المستشفى المقدرة بـ 51.539 جنية وخاطبت وزارة الخارجية الليبية بحدوث خطأ من قبل مصلحة الطب الشرعي المصرية في تسليم جثمان مواطنة ايريترية بدلا من تسليم جثمان المواطنة الليبية وطالبت السفارة بسرعة تسفير جثمان المواطنة الاريترية لتسليمه لمصلحة الطب الشرعي المصرية.
وتابعت السفارة أن النيابة العامة أصدرت قرارا بتشكيل لجنة ثلاثية لإعادة تشريح جثمان المواطنة الليبية المتوفاة مرة أخرى كما مكنت نجلها من التعرف على الجثمان وأقر أمام النيابة وبحضور محامي السفارة بأنه تعرف على جثمان والدته.