كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير مطول، أن مسلحي تنظيم داعش الذين انسحبوا من معاقلهم في العراق وسوريا، كانوا يحملون مبالغ طائلة بالعملات الغربية والعراقية، فضلًا عن سبائك ذهبية يقدرها خبراء مستقلون بنحو 400 مليون دولار أمريكي نُهبت من البنوك، أو تم الحصول عليها من خلال شركات إجرامية.
وفيما تم دفن بعض هذه الكنوز أو إخفاؤها، غسل قادة من داعش عشرات الملايين من الدولارات من خلال الاستثمار في "أعمال شرعية" في مناطق عدة في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، حسبما قال مسؤولون.
وظهر جزء من الممتلكات التي نهبها مسلحو التنظيم خلال حملات دهم وتفتيش شنتها إدارة مكافحة الإرهاب في الأسابيع الأخيرة على معاقل سابقة للتنظيم في أربيل بإقليم كردستان العراق. وجاءت حملة الدهم بعد تتبع محققين تدفق ملايين الدولارات من عائدات تنظيم داعش المتشدد من خلال شبكات مصرفية لها روابط مع تركيا والعراق وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة مكافحة الإرهاب في حكومة إقليم كردستان قوله: "إنهم لا يستطيعون كسب المال بعد الآن عن طريق بيع النفط؛ لذا فهم يفعلون ذلك بطرق أخرى".
ووقعت كل هذه الثروة في يد تنظيم داعش المتشدد بعدما استولى على مدن سورية وعراقية قبل 4 سنوات. ففي يونيو 2014، استولى التنظيم على الموصل ثاني أكبر مدن بالعراق، وأفرغ خزائن البنك هناك من ثروة تقدر بنحو 500 مليون دولار من العملة والذهب.
كما سيطر التنظيم على حقول النفط والمناجم والمصانع والمزارع في مناطق بالعراق وسوريا، وسرعان ما أنشأ شبكة لبيع البترول والمعادن والتحف الأثرية في السوق السوداء.
وبحلول 2015، بلغ مجموع الموجودات لدى تنظيم داعش في العراق وسوريا ما قيمته 6 مليارات دولار، وفق تقديرات بعض المحللين المستقلين.