على غرار حفله بمهرجان موازين في دورته الماضية، بصم النجم المغربي "الشاب قادر" وهو أحد رواد فن الراي، على حفل كبير حضره الالاف من عشاق هذا اللون الغنائي، وكان الاسم الوحيد المشارك من الجيل الذهبي لفن الراي الذي انطلق إلى جانب الشاب خالد والشاب طه والشاب مامي من فرنسا.
وتفاعل الجمهور الحاضر مع باقة من أغاني "قادر" التي ربط من خلالها الماضي بالحاضر، خاصة وأنه من الجيل الذهبي لفن الراي، وواحد من الذين ساهموا في انتشار هذا الفن وبلوغه العالمية خلال فترة الثمانيات، بل يظل الوحيد من أبناء جيله من المحافظين والمتشبثين بقواعد فن الراي باستعمال آلاته التقليدية الكمان والقانون.
وقدم "الشاب قادر" مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع أغنيته الشهيرة "سيد الهواري" التي ظلت مرتبطة بظهوره في فترة الثمانينات وهي فترة ظهور الجيل الذهبي لفن الراي، كما حرص على تقديم فقراته الموسيقية رفقة فرق من الفلكلور المغربي من الركادة وكناوة... الخ وهي الفقرات التي تفاعل معها الجمهور الوجدي بشكل كبير.
ويأتي تألق "قادر" الملقب ب "أسد الراي" ضمن فعاليات الدورة الــ 11 من مهرجان الراي بوجدة، تزامنا مع نجاح أغنيته الجديدة "نكتم"، وهي من ألحانه كما شارك في صياغة كلماتها مع الشاعرة "فاطمة المعروفي"، ومن توزيع "الإخوان باهي."
هذا، وكان "الشاب قادر" قد عاد إلى الساحة الفنية مؤخرا من بوابة أغنية "لغيام"، بعد فترة انقطاع طويلة دامت سنوات، طرحت خلالها العديد من التساؤلات عن أسباب الغياب خاصة وأن النجم المغربي كان من أول الذين ساهموا في ظهور فن الراي منذ 1985، وهي مرحلة ظهرت فيها العديد من الأسماء كالشاب خالد والشاب طه وغيرهما، وزادت التساؤلات بعد أن عمل المغرب على دعم أسماء جزائرية انطلقت شهرتها عبر مهرجانات المملكة.
الشاب قادر واسمه الحقيقي "قويدر مُرابط"، من مواليد مدينة وهران بالجزائر من والدين مغربيين٬ هو كاتب وملحن ومغني، انتقل إلى فرنسا رفقة والده في 1976، وبدأ الموسيقى في سن صغيرة (8 سنوات) بتشجيع من والده الفنان والعازف على آلة الناي، والذي كانت هديته لابنه "قادر" عبارة عن آلة "غيثار" قبل أن يشجعه على تلقي دروس في الموسيقى.
أول خطوة نحو نجومية "الشاب قادر"، كانت بعد لقاء جمعه مع مدير الأعمال الشهير "ميشيل لفي" سنة 1985، حيث تعد الانطلاقة الحقيقية لنجاح مساره الفنّي، فتوج اللقاء سنة 1986 بإطلاق أول ألبوم غنائي حمل عنوان "ريكا راي" وعرف نجاحا كبيرا حيث وزع في العالم بأسره، لتتوالى النجاحات من خلال 3 ألبومات طرحها "قادر" فيما بعد، كما تفاعل مع أغانيه وعشقها جمهور مختلف من كل أنحاء العالم عبر حفلات ومهرجانات أحياها في أوروبا والعالم العربي وأيضا في الولايات المتحدة الامريكية والصين.