منذ الوهلة الأولى للفيلم والتي يظهر فيها نور الشريف أو يحي شكري بمشهده الأول يسيطر عليك شعور واحد فقط هو شعور الحنين لرؤيته والاستمتاع بفنه الراقي شعور الحنين لسينما هادئة تتخللها صوت الجميلة شادية الذي صاحب معظم مشاهد العمل.

نجح نور الشريف بهذا الدور أن يعوض محبيه عن غيابه الطويل فقد استطاع أن يجعلك تبتسم وتحزن بل وتبكي على حال يحي شكري الأب الذي يعاني من الزهايمر ويعاني من قسوة ابنه مراد المتطرف دينيا والذي يكن لوالديه شعورا بالكراهية ولكنه يتمسك بشعور واحد لم يطمسه مرضه هو شعور الحنين لقصة حب قديمة الحنين لسعادته التي لم ينسها أبدا وهو الشعور الذي يجعل يحي يترك كل ما يربطه في الاسكندرية ذاهبا خلف صاحبة الصورة التي ستجلب له السعادة وهي ليلي السماحي أو ميرفت أمين التي جسدت شخصية فنانة معتزلة تحاول أن تتبرأ من ماضيها الفني اعتقادا منها أنه معصية لتذهب الي زميلها سامح ميخائيل ويجسده سمير صبري لتطلب منه الطلاق لأنهما تزوجا في أحد أفلامهما السينمائية وبهذا الدور استطاع مخرج وكاتب الفيلم أمير رمسيس أن يوضح مدى تأثير بعض دعاة الدين على مجتمعنا الحالي وتغييب عقولهم.

أما أيتن عامر أو سلمي الفتاة الجامعية بنت ليلي السماحي الفنانة فهي تعيش قصة حب مع زميلها كريم قاسم أو وائل ولكن تلاحقها دائما نظرة المجتمع لها وتحاول طوال الأحداث أن تتمرد على القيود المجتمعية التي فرضها عليها المجتمع واستطاع أمير رمسيس أن يجسد بهذه الشخصية نماذج حية متعددة للكثير من فتيات داخل مجتمعنا الشرقي.

ولكن مفاجأة هذا الفيلم تكمن في التطور الواضح لأداء شريف رمزي الذي جسد شخصية وائل الديلر الذي يبيع المخدرات لينفق على أسرته أو كما يقول لزبائنه فهو شاب في الثلاثينات يختار أسرع الطرق ليحصل على المال وأثناء رحلته للقاهرة يقابل يحي الذي يتعاطف معه ويشعر وكأنه والده الذي يتمناه.

أما درة أو أميرة فبأدائها الهادئ نجحت في تقديم دور الابنة البارة لوالدها يحي شكري التي تحميه دائما من قسوة ابنه المتعصب ولكندة علوش حضور مميز كضيفة شرف في شخصية تتحدى فيها كندة نفسها لتثبت أنها تستطيع تغيير جلدها ببراعة لتجسد شخصية رشا التي تتعاطي المخدرات باستمرار مما يجعلها تتعرف علي وائل الديلر قبل رحلته للقاهرة.

بتوقيت القاهرة تجربة فنية جديدة لمخرج مختلف مخرج نجح في أفلامه الوثائقية نجاحا باهرا أكثر من تجاربه في الأفلام الروائية الطويلة وهو ما جعل تجربته السينمائية الجديدة بتوقيت القاهرة التي تعتبر رابع تجاربه السينمائية الطويلة.

تجربة من نوع خاص لوجود نور الشريف في التجربة وهو عامل رئيسي لنجاح العمل وان كان فيها بعض العيوب التي ظهرت في بعض المشاهد وكأنها أقرب للأفلام الوثائقية المباشرة وبعضها بدت وكأنها مشاهد ناقصة مما يجعلك مع نهاية الفيلم تشعر وكأن للفيلم بقية.

ولكن نجح أمير رمسيس في جلب السعادة لجمهور الفيلم بعودة نور الشريف وصوت شادية وموسيقي خالد حماد وابتسامة ميرفت أمين في رحلتهم بتوقيت القاهرة.