أكد المحلل الاستراتيجي والعسكري وعضو مجلس النواب المصري اللواء حمدي بخيت أن ليبيا وتونس أكثر دولتين في المغرب العربي عانتا من عنف جماعة الإخوان بعد العام 2011 مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن خلايا التنظيم كانت كامنة ثم أخذ أعضاء التنظيم التعليمات لتنفيذ المخطط الموضوع مسبقا من حرق وقتل وهدم واغتيال الشخصيات المهمة في الدولة وتحويل الدول إلى مسخ يمكن إعادة تشكيله كما يريدون.

إلى نص الحوار

هل يمكن أن تحدثنا عن تاريخ العنف السياسي لجماعة الإخوان؟

تاريخ العنف السياسي للإخوان بدأ مع نشأتهم سنة 1928 في مصر كفكرة من المخابرات البريطانية تقوم على استخدام الإسلام كستار لبث الفرقة والتدمير وعدم الاستقرار في دول شمال إفريقيا ودول العالم العربي وهذه النواة خرجت من مصر ثم انتشرت في شمال إفريقيا أما في المغرب الغربي فإن تواجد الإخوان لم يكن بذات القوة التي كانت في مصر لكن كانت له نواة في تونس وليبيا والجزائر والمغرب إلا العنف الذي مارسته الجماعة كان أكثر وضوحا في الجزائر عندما تصدت للتطرف والإرهاب في الثمانينات والتسعينات وهو ما أدى لوجود نواة لهذه العناصر في المغرب وتونس إضافة للجزائر وبذلك يمكن القول إن النشأة بدأت من حالة العنف والفكر المتطرف التدميري الذي قامت به الجماعات المتطرفة في الجزائر ثم انتشر تحت ستار الإخوان في تونس والجزائر والمغرب ويمكن القول إن الشكل العام للتنظيم تمثل في وجود قيادته في مصر فيما كان الانتشار في جميع الدول العربية بما فيها دول الجوار الإسلامي مثل تركيا وبعض الدول الأخرى. 

ما ملامح العنف السياسي لجماعة الإخوان في دول المغرب العربي؟

صور العنف الإخواني لا تتغير من دولة إلى أخرى حيث أنها فكرة واحدة تنفذ في كل دولة يوجد بها نواة للتنظيم.

ما ملامح هذه الفكرة؟

أولها التستر وبناء الخلايا تحت ستار الدين والدعم الاجتماعي مستغلة ضعف الحكومات في تلبية مطالب الشعوب وخاصة في المناطق العشوائية والريف حيث أن تركيب وتكوين الخلايا ينطلق من هذه الأماكن للانطلاق إلى أماكن أخرى وأعتقد أن ملامح العنف واضحة من اغتيالات وتفجيرات وقتل جماعي واغتيال الرموز السياسية والاجتماعية ومحاولة قلب أنظمة الحكم وتفتيت خريطة الدول باعتبار أنه لا مسمى للوطن.

ما أكثر دول المغرب العربي التي عانت من العنف السياسي لجماعة الإخوان؟

أكثرهم ليبيا وتونس بعد العام 2011 حيث كانت هذه الجماعات خلايا كامنة بدأ دورها في الظهور عام 2011حيث جاءت الفرصة وأخذ أعضاء التنظيم التعليمات لتنفيذ المخطط الموضوع مسبقا من حرق وقتل وهدم واغتيال الشخصيات المهمة في الدولة وتحويل البلاد لمسخ يمكن إعادة تشكيله كما يريدون.

ما آثار ممارسات جماعات الإخوان على المشهد في المغرب العربي من مختلف الجوانب؟

الإخوان أحدثوا تأثير سلبي على كل قوى الدولة في أي مكان تواجدوا فيه فمثلا في البعد الاقتصادي يحاولون بناء اقتصاديات موازية لاقتصاديات الدولة رغم عدم استطاعتهم فعل ذلك لكنهم استغلوا ضعف قدرة الحكومات على تلبية مطالب المواطنين ويقوم هذا البعد على شرذمة اقتصاد الدولة وإقامتها على محاور ضعيفة وصغيرة دون وجود مشروعات اقتصادية 

أما البعد الاجتماعي فيتمثل في تشكيك المواطنين في دينهم وقيمهم وتقاليدهم والرجوع إلى زمن الخلافة الذي انتهى ولابد من التأكيد على انتهاء ملامح هذا العهد من ارتداء جلباب قصير وتكثيف اللحية وبالتالي فإن مظهر التدين لم يعد كما كان من قبل لكن التدين نمط حياة والاقتداء بأخلاقيات الإسلام هو الأساس لكن الإخوان قاموا بربط أخلاقيات الإسلام بالبعد الزمني القديم وحاولوا أخذ الناس إلى ردة في الأفكار والتقاليد والعادات.

أما البعد السياسي فتمثل في استخدام الإسلام كستار للمتاجرة بالدين لتحقيق أهداف سياسية وهي بناء تنظيم حزبي قوي والوصول إلى الحكم مثل ما يسمى بأحزاب النهضة والتنمية في مختلف الدول العربية وتركيا 

وعند الحديث عن البعد الإعلامي يبرز الإعلام الأسود الذي يستخدمونه في التهديد وبث الرعب في نفوس الناس.

ويمكن القول إن الغاية عند الإخوان تبرر الوسيلة "ميكافيلية" ومع ذلك يدعون الدين رغم عدم اتفاق الدين مع الميكافيلية في السياسة فالدين أوامر ونواهي واضحة أما السياسة فتتسم بأنها مطاطة.

لماذا فشل الإخوان بعد الوصول للحكم في العديد من دول المغرب العربي؟

الفشل جاء نتيجة وعي الناس وكسر شوكة التنظيم وقيادته في مصر وصحوة الشعوب المتأخرة وإدراكهم أن التنظيم كان يعبث بالقيم الدينية كما أنهم اتسموا بضعف القدرة على إدارة الدولة فهم لا يستطيعون إدارة الدول.

إلى أي مدى يمكن القول إن جماعة الإخوان يمكن أن تشكل تحالفات مع جماعات متطرفة؟

جماعة الإخوان جماعة إرهابية من الدرجة الأولى، والتحالف بين الجماعات الإرهابية تحالف ليس وليد يوم وليلة وإنما وليد زمن طويل أسسته بريطانيا بعد الحرب العامية الأولى ثم تطور وتبنته أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية لتبني تنظيمات على خلفيات متعددة بعضها قبلي وبعضها عقائدي وبعضها ديني حيث أنها جميعا تعمل في نفس الإطار الهادف إلى تمزيق الدول وإحداث اقتتال داخلي فيها ولابد من التذكير بأن تنظيم القاعدة وليد المخابرات الأمريكية في العراق وأفغانستان لمقاومة الاتحاد السوفيتي سابقا ثم إن تنظيم القاعدة هو الذي عمل ضد الولايات المتحدة في أفغانستان وبذلك انقلب السحر على الساحر كما أن تنظيم داعش تأسس على يد الشخص الوحيد الذي تم إطلاق سراحه من معتقل غونتنمو وهو أبو بكر البغدادي ثم إن داعش خراسانالتي تم تأسيسها حديثا في أفغانستان لتحل محل القاعدة لأن تنظيمي داعش والقاعدة منهارين وكل هذا يعني أن التنظيمات الإرهابية صنيعة أجهزة المخابرات وحرب الاستخبارات تعتبر واحدة من أحد حروب المعلومات في الجيل الحديث حيث أن حرب الاستخبارات بنيت على حماية التنظيمات الإرهابية والتواصل بينها وخلق بؤر توتر في العالم ففي الساحل والصحراء بإفريقيا نجد انتشار الإخوان في المغرب العربي وداعش في ليبيا ومحاولة دخول مصر وبوكوحرام في نيجيريا كل ذلك للسيطرة على دول جنوب الساحل والصحراء وهذا الأممر تنبهت له مصر أثناء قيادة الاتحاد الإفريقي ودعت إلى تأسيس  مجموعة الساحل والصحراء حيث اجتمع وزراء دفاع هذه الدول وجرى عمل مركز لدول الساحل والصحراء في القاهرة في خطوة قوية لمناهضة التنظيمات غير المستقرة .