بعد تسليم عبد الله منصور رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق عبد الله منصور ،سلّمت السلطات النيجيرية فجر اليوم الخميس 6 مارس/آذار 2014 السّاعدي القذّافي نجل الزعيم الليبي الرّاحل ،و نشرت له السلطات الليبية صورا بزي السّجن أثناء حلق رأسه إعلانا لدخوله في حالة إيقاف على خلفيّة الكثير من القضايا المتعلّقة به .
فمن هو الساعدي القذّافي ؟؟
الساعدي القذّافي هو ثالث أبناء العقيد معمّر القذّافي وُلد بطرابلس في 25 مايو 1973 و هو رجل أعمال و لاعب كر قدم سابق ،لعب لفرق في ليبيا و إيطاليا و كان قائدًا للمنتخب الليبي لمدّة طويلة ،خضع لتدريب في فريق لازيو الإيطالي تحت إشراف المدرّب بول غاسكوين، في بداية التسعينيات ،و قد بدأ مسيرته الرياضية في فريق أهلي طرابلس الليبي ،ثمّ في فريق إتّحاد طرابلس الذي كان رئيسه في ذات الوقت ،حيث الساعدي القذّافي يلعب في خطة وسط ميدان هجومي ،و كان قد طلب من مارودونا و العداء الجماييكي بين جونسن ،حيب ما ذكرت بعض المصادر الإعلاميّة ،إعطائه دروسًا خصوصية في الرياضة من أجل الرفع من مستواه البدني و الفني .في 2002 أصبح الساعدي يمتلك 7.5 % من نادي جوفتيس الإيطالي ،و من العام 2003 إلى 2005 لعب لفائدة فريق بيروجيا الإيطالي حيث شارك لمدة 20 دقيقة ضد فريق جوفتنس الذي كان من بين مالكيه ،سجّل مع بيروجيا هدفًا واحدًا ،قبل أن يتحوّل موسم2005/2006 لفريق أودينيزي الإيطالي أين سجّل هدفًا وحيدًا كذلك ،ثمّ انتقل بعد ذلك إلى فريق سامبدوريا .بالتوازي كان السّاعدي القذّافي نائبًا لرئيس اتحاد الكرة في ليبيا أين حاول تدعيم نشاط منتخب بلاده و النهوض بالإمكانيات الكروية للمنتخب و الرفع من مستوى الكرة الليبية ،حيث تمكّن من تنظيم أحد نهائيات كأس السوبر الإيطالي في العاصمة الليبية طرابلس ،و في العام 2004 ترأس لجنة لتنظيم كأس العالم في ليبيا أين قام بصرف 9 ملايين دولار من أجل توفير شروط تنظيم المونديال في ليبيا و لكنه لم ينجح في النهاية في الفوز بتنظيم كأس العالم 2010 في بلاده .
يثار كثير من اللغط حول مسيرة الساعدي القذّافي الرياضية و يتهمه الكثيرون بالوقف وراء اعمال دامية حصلت في الملاعب الليبية منها ما يقال عن أمره بإطلاق الرصاص عشوائيا على جمهور المشجعين في مباراة لكرة القدم في طرابلس بين فريق الاتحاد وفريق الأهلي بطرابلس في العام 1996 لترديدهم هتافات ضده، ما أسفر عن مقتل العشرات .كما يتّهم كذلك بشطب نادي السويحلي من الدوري وإغلاق ملعبه بمدينة مصراتة عام 1996. كما تذكر بعض المصادر أنه أمر بهدم مقر نادي الأهلي ببنغازي ، أحد أعرق الأندية الليبية وشطب تسجيله وتدخله في مجريات القضاء لإصدار أحكام قاسية وغير عادلة على بعض إدارييه ومشجعيه ، بسبب تظاهرهم والهتاف ضده .و ربّما تبقى أشهر القضايا المتعلّقة بالسّاعدي القذّافي هي دوره المحتمل في مقتل نجم الكرة الليبي بشير الريّاني الذي كان يُدرّب فريق الساعدي القذافي لبضع سنوات بعد أن لعب ضمن صفوف المنتخب الوطني بين عامي 1975 و1983. و تقول بعض المصادر أن ذلك كان خلفيّة كون الرياني كان ينتقد علنا موهبة الساعدي القذّافي الكرويّة ،وهو من القضايا التي رُفعت ضدّه بعد سقوط نظام والده حيث ذكرت وكالة "رويترز" في أكتوبر/تشرين الأول العام 2011 نقلا عن وكيل للنائب العام في ليبيا، بأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي وافق على طلب لفتح تحقيق بشأن دور محتمل للساعدي ابن معمر القذافي في مقتل لاعب سابق بالمنتخب الوطني الليبي لكرة القدم، بشير الريّاني .
السّاعدي القذّافي،رجل الأعمال :
بعد عودته الى ليبيا دخل السّاعدي مجال الأعمال من خلال إنطلاقه في مشروع إنشاء مدينة ليبية جديدة تلعب دورا إقتصاديًا خاصًا مشابها لمنطقة هونغ كونغ في الصّين في منطقة تبعد 40 كم عن طرابلس وبالقرب من الحدود التونسية بين الزوارة و ابو كماش . حيث كان المخطط أن تحتوي المدينة على خدمات ذات جودة عالية، و مركز صرافة، و مراكز طبية وتعليمية و منطقة سياحية فاخرة ،كما كان الساعدي القذافي كذلك قد حصل على رخصة توريد لمنتوجات شركة "أديداس" و دخل بالتوازي عالم صناعة الأفلام في هوليود الأمريكية .و كانت للساعدي القذّافي مشروعات مرتبطة بالكثير من الشركات التجارية في ليبيا مثل "تام اويل" شركة تسويق وتكرير النفط التي تملكها الحكومة الليبية ،حسب ما ذكرت صحيفة "الأندبندنتي" في عددها بتاريخ 1 أكتوبر/تسرين الأول 2006.كما تحدثت تقارير إعلامية كثيرة عن إستثمارات كبيرة للساعدي القذّافي في صناعة السّينما في "هوليود الأمريكيّة" حيث تحدّثت هذه المصادر عن استثمار للقذافي الابن في شركة "ناتشرال سيليكشن" لإنتاج الأفلام السينمائية بمدينة لوس أنجلوس الأميركية، بلغت مائة مليون دولار أميركي.و قد أثار دخول القذّافي الإبن سوق صناعة السّينما في أمريكا الكثير من الجدل داخل الوسط الفني و الثقافي و حتى السياسي الأمريكي بسبب مواقف والده السياسيّة .
السّاعدي القذّافي ،العسكري :
بالتّوازي مع كل هذا كان السّاعدي القذّافي رئيس القوات الخاصة الليبية وهي قوات حديثة ومتطورة دورها حماية النظام والثورة ومكافحة الإرهاب والحفاظ علي الأمن الداخلي للبلاد .و تذكر بعض المصادر أنّ الساعدي القذّافي قد أنشأ كتيبة عسكريّة خاصة به حيث كانت كتيبة الساعدي القذّافي إلى جانب بقية فصائل الجيش الليبي تعمل على مواجه المتمرّدين إبّان "ثورة 17 فيراير" و خاضت الكثير من المعارك كان أهمها معركة بنغازي الثانية حينما وصلت الكتيبة إلى مشارف بنغازي وأطبقت حصارا على المدينة التي تعد أقوى معاقل المتمرّدين حينها ومقرًا المجلس الوطني الانتقالي المعارض لكن و بمجرّد صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي فرض حظرا جويا فوق ليبيا نالت قوات السّاعدي المتمركزة حول بنغازي وقت بدء الضربة الجوية أوفر النصيب من القصف الجوي الفرنسي ما أوقع خسائر فادحة بقوات الكتيبة .كما قاد السّاعدي القذّافي فيلقا مكونا بين 500 و 700 جندي بعض مراحل معركة البريقة الطّويلة إبّان أحداث الإنتفاضة الأخيرة أين جُرح جرحا خفيفا عاد على إثره في 10 أبريل 2011 إلى طرابلس .
في 11 سبتمبر 2011 أعلنت السّلطات في النّيجر وصول السّاعدي القذّافي الى أراضيها ،مع ثلاثين آخرين من رموز نظام والد العقيد معمّر القذّافي بينهم ثلاث جنرالات ،و قالت النيجر بأنّها قبلتهم لــ"أسباب إنسانيّة" معلنة من الغد وضعه تحت الحراسة في نجامينا مع قيادات أخرى من نظام أبيه .في فيفري العام 2012 دعى السّاعدي القذّافي عبر قناة "العربية" إلى ثورة ضدّ النّظام الجديد في ليبيا ،معلنا رغبته في العودة الى ليبيا ،الشيء الذي دفع حكومة النّيجر الى القول بأنّ "السّاعدي القذّافي قد خرق شروط اللّجوء" معلنة في ما بعد،و تحت ضغوطات ليبية بتسليمه أنّها وضعته تحت "الإقامة الجبريّة" و وضعت خطّه الهاتفي تحت الرّقابة .هذا و يُذكر أنّ الحكومة الليبية قد إتّهمت الساعدي القذّافي بالوقوف وراء الحراك المسلّح الذي حصل في الجنوب الليبي بداية شهر فبراير الماضي وهو ما نفته كلياً مصادر نيجيرية التي أكّدت بأن الساعدي لايملك أي وسيلة للتنقل خارج إقامته ، و كان «المركز السوداني للخدمات الصحفية» قد نقل منذ مدّة عن مصادر وصفها بالمقربة من الحركات المتمردة بالسودان، إن اتصالات جرت بين نجل الزعيم الليبي السابق، الساعدي القذافي، وفصائل دارفور للاستعانة بهم لاستعادة السيطرة على الأوضاع في ليبيا. وأكدت المصادر أن لقاءً كان قد جمع نجل القذافي وممثلين من فصائل دارفور شمال منطقة حلف الواقعة على الحدود الحدود الليبية/التشادية/ السودانية لمناقشة كيفية إعادة تجميع صفوف أنصار معمر القذافي مرة أخرى، والترتيب وتوفير معسكرات للتدريب والأموال والأسلحة التي ستتلقاها الحركات.
الشيء الذي دفع بالحكومة الليبية الى العمل أكثر على إستعادته ،من خلال ضغط دولي على النّيجر و من خلال المفاوضات المباشرة وحتّى بالوساطة حيث تحدّثت مصادر إعلاميّة اليوم عن وجود صفقة بين الجانبين ككل عمليات التّسليم السّابقة التي دفعت السلطات الليبية مبالغ مالية كبيرة من أجل إتمامها ،حيث ذكرت مصادر إعلامية اليوم أنّ تسليم الساعدي القذّافي جاء بعد ضغوط فرنسية ليبية على النيجر و أن إتفاق التسليم جاء بعد ضمان فرنسي للنيجر بأن تمنح اللسلطات الليبية حكومة النيجر 4 مليارات دولار كمنحة و اتمام مشروعات كانت قد وُقعت مع "أمانة اللجنة الشعبية العامة" سابقا بقيمة 600 مليون دولار.