وجه الكاتب الصحفي الليبي عبدالحكيم معتوق، خطابا للأمم المتحدة، لينبه من خلاله ما آلت إليه الأمور في ليبيا جراء التدخل الدولي الذي جاء خلال أحداث فبراير 2011 تحت غطاء قرارات الأمم المتحدة.
وقال معتوق، في خطابه الذي خص بوابة افريقيا الإخبارية، به والذي عنونه "الأمم المتحدة .. انقذوا ليبيا من القمامة" على نهج مندوب ليبيا الأسبق بالأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم: "حتمآ .. ستضع الحرب أوزارها .. تلك الحرب التي أدرتم أنتم رحاها .. منذ لحظة الموت الأولى .. عندما قررتم وضع شعب بأقليمه خارج التاريخ ..بينما كنتم تدركون جيدآ وصوله لهذه المالآت .. وأرشيفكم مزدحم بمخرجات هذا النوع من المواقف حيال شعوب عديدة خلال القرن العشرين .. تدخلتم بزعم حمايتها .. وأنتم من جهز لها أفران محارقها .. "
وأضاف معتوق، "ثمان سنوات من الموت والأستباحة والنهب والمرض .. وأنتم تتسلون بقضية وطن .. ومصير شعب .. قسمتموه إلى فسطاطبن .. بعد أن مارستم في حقه كل أنواع الجريمة السياسية البشعة .. وأسقطتم الدولة .. وشردتم الشعب .. وساهمتم في نهب مقدراتها من خلال ( مافيا المال ) العالمية .. أصدرتم حزمة من القرارات التي لم تساوي سوى الحبر الذي كتبت به .. أطلقتم يد التكفريين .. ورعاتهم الذين يمدونهم بالمال والسلاح .. لذبح هذا الشعب المسكين .. غضيتم النظر عن المهربين واللصوص .. وبنوك العالم أمتلئت بأرصدت مجهولة المصدر .. وأنتم على علم كامل بذلك .. وفي كل كارثة أنسانية يذهب فيها عشرات الآبرياء .. تعقدون جلسة طارئة لمجلس الأمن .. تتبادلون خلالها النخب .. وتقهقهون ملئ بطونكم .. وتخرجون ببيان صحفي .. في ظاهرة الرحمة .. وفي باطنه مباركة هذا العذاب الذي يأخذ شكل جماعية العقاب !! .. "
وقال معتوق، "حتى الذين نصبتوهم ليحكموا الليبيين .. راعيتم في أختيارهم .. انعدام الضمير .. والوطنية .. واجهة سياسية هشة .. حصنتوها بقرار اعتراف ..رغم أنف الجميع .. وتقارير لجانكم .. تؤكد لكم .. بأن الذي يجري فوق الأرض الليبية .. تجاوز بمراحل أقصى حدود الظلم .. ويتعارض مع كل القيم الإنسانية .. وجدتم وظائف لستة موظفين .. أثنين منهم فشلوا حتى على البوح في وطن فروا منه .. وسعوا للحصول على الجنسية الفرنسية .. فكيف لهم بتقديم حلول لغيرهم .. وأنتم لازلتم تتكئون على نداء كاذب أنطلق من حنجرة صدئة !! .. فصدقتموه لأنكم وهو كنتما في حالة نشوة لاقتناص الغنيمة .. ولكنكم لم تحركوا ساكنا تجاه صرخات الأطفال والنسوة والشيوخ .. الذين يعيشون أشد أنواع القهر .. ولا لمناشدات الخلص من أبناء هذا البلد المكلوم والمنكوب .. "
واختتم الكاتب الصحفي الليبي خطابه، "اليوم صارت مصداقيتكم على المحك .. وأتفق على رفضكم الذي خدعتموه .. أو الذي ساعدتموه على ممارسة فعل الخديعة .. لم يبقى أمامكم من وقت سوى إنقاذ عضو يعتقد بأنه نال استقلاله منكم .. بتنظيف بلد روائح القمامة فيه لوثت العالم من النفايات البشرية والعضوية جراء هذا الصمت والتباطئ المخزي في حسم الأمر أمام كارثة بكل المقاييس بشرية وبيئية !!."