حتى بعد مرور أحد عشر شهرا، لا يقوى بطل رياضة ركوب الأمواج سيمون لويس على نسيان وجوه الأطفال. في يناير الماضي، فارق لويس الرمال الذهبية لشاطئ سانت كيلدا للانضمام إلى طاقم دولي لإنقاذ اللاجئين قبالة السواحل اليونانية.

"ليسبوس لا تزال تسكن ذاكرتي" يقول لويس. "خاصة ذلك الطفل الصغير المجمد، تتناقله الأيدي .. مني إلى النرويجيين ثم الفرنسيين فالألمان ... "قضيت بعضها ليال بلا نوم ... ما زلت أتذكر وجوه الأطفال."

ورغم هذه التجربة المؤثرة، يعمل الشاب البالغ من العمر 32 عاما الشهر المقبل، للانضمام إلى مهمة إنسانية أخرى، وهذه المرة على متن سفينة تعمل بالقرب من سواحل ليبيا. "لقد بدأنا نرى على الطريق المركزي للهجرة المزيد من المآسي، الناس يموتون بأعداد أكبر، وأنا أسأل نفسي هذا السؤال دائما، 'حسنا، لقد كنت هناك، لقد رأيت ذلك ... لدي جميع المهارات، لماذا لا أذهب وأقدم المساعدة ؟'".

وقال المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة العليا لللاجئين وليام سبيندلر، إن ما لا يقل عن 3740 لاجئ ومهاجر قتلوا هذا العام أثناء عبورهم البحر المتوسط إلى أوروبا. وحتى الآن، تمكن 327800 شخصا من الإفلات من مخالب الرحلة الخطرة، حيث هناك احتمال حالة وفاة مقابل وصول 88 شخص إلى السواحل الأوروبية . لكن احتمالات الموت أعلى بذلك على المسار البحري بين ليبيا وإيطاليا ، حيث تقابلها 47 حالة وصول فقط.

و في هذه المياه الخطرة الممتدة على بعد 30 ميلا بحريا قبالة ليبيا، سيعمل السيد لويس خلال الفترة من 16 ديسمبر الجاري حتى 7 يناير المقبل. وسوف يكون على متن سفينة Aquariusضمن فريق البحث والإنقاذ ، في إطار مشروع مشترك منظمة SOS للبحر المتوسط ومنظمة أطباء بلا حدود.

وتستطيع السفينة التي يبلغ طولها 77 مترا حمل ما يصل إلى 500 شخص. وقد ولد طفلان على متن هذه السفينة التي نشطت سابقا في مجال حماية الثروة السمكية، ونقلت 6187 شخص بأمان على متنها حتى الآن.

يقول لويس حالة البحر في أشهر الشتاء غير مستقرة وأن اللاجئين قد يميلون بسبب إلى حالة من الذعر، مما يعرض حتى فريق الإنقاذ للخطر. ثم هناك احتمال حصول حروق حمضية بسبب مخازن الوقود في القوراب لدى اختلاطها بالمياه المالحة.

"كيف تنقذ 100 شخص يغرقون في وقت واحد .. هذه هي الحقيقة القاسية من ذلك.. يمكن للأمور أن تمضي في الاتجاه الصحيح ، ويمكن العكس ... ثانية تفرق بين الاثنين".

ويشير لويس إلى أن عمله وأسرته كانا داعمين لمهمته، وأن والدته دفعت تذكرة رحلته الجوية. لكنه لا يزال يحتاج إلى تمويل معدات فنية ومساعدات طبية للسفينة. فقد جمع حتى الآن 1790 دولار فيما هدفه هو جمع 5000 دولار.

وبينما هو في الخارج، لن يحتفل بطل الدور النهائي الاسترالي بعيد ميلاده الـ 33، و سيغيب عن احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. ولكن، كما يقول، سوف يكون من المفيد تقديم المساعدة.

"علينا أن نسأل أنفسنا، ما الذي دفع المهاجرين لركوب الموت بوضع أنفسهم على القارب؟" "أنا لا تهمني سياسة بلادنا بشأن الهجرة وطلب اللجوء أو ما تقوله حكومتنا، أنا أهتم فقط بالبشر والناس."