أعلن أبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام مؤخرا مبايعة جماعة بوكو حرام لتنظيم داعش بقيادة “البغدادي”، حيث أوضح موقع أوول افريكا أن هناك عددا من الجماعات المتطرفة في ليبيا والجزائر والمغرب وتونس انضمت لداعش منذ بداية عام 2014، حسب صحيفة البديل المصرية.

وأضاف أن هذه التنظيمات الإرهابية التي انضمت لداعش تخلت طوعا عن استقلالها وأعلنت أن سلطتهم العليا مستمدة من شيكاو المعروف بآرائه المتطرفة التي لا هوادة فيها، وهنا يثير التساؤل مرة أخرى عن كيفية رد زعيم بوكو حرام على أوامر البغدادي بعد البيعة والتحالف بين بوكو حرام وداعش؟

تنظر الحكومة النيجيرية إلى التطورات الأخيرة على أنها اعتراف رسمي من بوكو حرام على هزيمتها وضعفها بعد الأعمال العسكرية التي استهدفت مواقعها والذي من شأنه أن يمهد الطريق لتأجيل الانتخابات المقبلة، خاصة وأن بوكو حرام لجأت إلى تكتيكات يائسة على نحو متزايد، مثل التفجيرات الانتحارية (في كثير من الأحيان إشراك الأطفال والفتيات الصغيرات)، وذلك باستخدام الماشية كدروع وأجبروا المخطوفين على العمل معهم وتجنيدهم في الجماعة الإرهابية والتي يمكن أن تكون مؤشرا على تراجع شعبيتها.

منذ شهر يونيو الماضي أصبحت تكتيكات داعش وبوكو حرام مماثلة على نحو متزايد كما تبين ذلك من استخدام العنف المفرط ، كما بدأت بوكو حرام في تنفيذ عمليات الإعدام العلنية الوحشية، فهذا التحالف الجديد مع داعش يؤكد أنه ليس شيكاو فقط شريك انتهازي، ولكن غير جدير بالثقة حيث أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعهد فيها شيكاو بالولاء لجماعة إرهابية، بل كانت بوكو حرام انضمت رسميا في 2011 إلى صفوف الجماعات المرتبطة بالقاعدة وانهت انضمامها معهم في أغسطس تزامنا مع تفجير مقر الأمم المتحدة في أبوجا والذي قتل فيه حوالي 23 شخصاً وأصيب عدة أشخاص آخرين.

ويمكن أيضاً أن ينظر إلى الاندماج بين التنظيمين الإرهابيين بأنه انتصار شخصي لشيكاو الذي يميل إلى العنف الذي يطبقه البغدادي، الانضمام لشبكة القاعدة أيضا أحدث نقلة نوعية في فلسفة وطريقة عمل الجماعة، لا سيما من حيث التكتيكات التي تنفذها بوكو حرام على غرار تنظيم القاعدة والتفجيرات الانتحارية واختطاف الأجانب، كما هو الحال في شمال مالي.

هذا التحالف الجديد من المرجح أن يعطي بوكو حرام تأثيرا قاريا جديدا من الناحية الاستراتيجية كما سيؤمن التمويل الجديد، والأسلحة والمقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم لبوكو حرام، كما سيعزز نفوذ البغدادي، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من التنسيق بين دول خط المواجهة، وزيادة الانتشار السريع للجنود ومنع المساعدات الخارجية لبوكو حرام.

ينظر الاتحاد الإفريقي في اجتماع على مستوى القمة خلال الأيام المقبلة لإعلان منطقة حظر جوي للطائرات غير التجارية وغير العسكرية في المنطقة، وأن تطلب الدول ضمان عدم تصدير المعدات العسكرية إلى الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا حتى لا تصل في نهاية المطاف إلى أيدي بوكو حرام. ــ صحيفة البديل المصرية