التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، في العاصمة طرابلس، نائب قائد القوات العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، جون برينان. وبحث الطرفان سبل تعزيز التعاون العسكري بحضور رئيس الأركان محمد الحداد، ووكيل وزارة الدفاع، عبد السلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي، إبراهيم الدبيبة، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي برنت.

وتناول المجتمعون مستجدات الوضع الأمني في إفريقيا، والتحديات الإقليمية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وآليات تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة، وأكد الدبيبة أهمية استمرار التعاون العسكري مع الجانب الأمريكي، والاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير المؤسسة العسكرية الليبية، بما يعزز قدراتها في حفظ الأمن والاستقرار.

يأتي هذا اللقاء بعد أيام قليلة من التقرير الأممي المؤرخ بتاريخ 6 ديسمبر 2024 والذي تحدث عن نفوذ الميليشيات والتوترات الأمنية وانتهاك حظر السلاح المفروض على ليبيا في شرق وغرب البلاد، وذكر للمرة الأولى بصورة رسمية تواجد قوات عسكرية أمريكية في الغرب الليبي.

حيث لفت التقرير النظر إلى حقيقة التعاون العسكري الأجنبي مع الأطراف المتحاربة في ليبيا وتنفيذ بعض الشركات الأجنبية وعلى رأسهم شركة "أمينتوم" العسكرية الأمريكية الخاصة لتدريبات عسكرية للميليشيات في المنطقة الغربية داخل الأراضي الليبية.

ففي مطلع العام الماضي، تناولت وسائل الإعلام أنباء عن مساعي الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في ليبيا وإرسال وفود تابعة لوزارة الدفاع "النتاغون" إلى ليبيا وقيام الملحق العسكري الأمريكي بزيارات عديدة لقواعد ومعسكرات تابعة لرئاسة أركان حكومة الوحدة في طرابلس.

هذه الزيارات تبعها وصول عدد من عناصر شركة "أمينتوم" إلى طرابلس واتخاذهم من قاعدة معيتيقة مقراً لهم لتدريب قوات ميليشيات اللواء 444 التي يقودها محمود حمزة الموالي للدبيبة. وعلى الرغم من إنكار السلطات الليبية والأمريكية لهذه الإنباء وبعد قرابة العام، تمكن تقرير لجنة الخبراء من كشف ملابسات هذه الأنباء.

ووفقاً لفريق التحقيق فإن “Amentum Services Incorporated”  هي شركة خاصة مقرها في الولايات المتحدة قدمت دورات تدريبية لأطراف ليبية مسلحة داخل ليبيا وخارجها. ورداً على استفسار من الفريق، ذكرت شركة "أمينتوم" أنها قامت بتدريب جهات أمنية ليبية محتملة خارج ليبيا بموجب العقود المبرمة مع حكومة الولايات المتحدة.

وعلى خلاف ادعاء الولايات المتحدة وشركة "أمينتوم" عن عدم وجود أي سجل يفيد قيام الشركة العسكرية الخاصة بأي أعمال في ليبيا أو بإشراك جهات أمنية ليبية، ثبت للفريق أن شركة "أمينتوم" قدمت تدريبات لجماعات مسلحة في قاعدة معيتيقة الجوية مطلع عام 2024 ونشرت 400 عنصر على أقل تقدير داخل ليبيا.

نظراً لما سبق، يرى الخبراء والمراقبين للشأن الداخلي الليبي، أن لقاء الدبيبة بنائب قائد الأفريكوم يحمل في طياته العديد من المعاني، أهمها تأكيد التواجد الأمريكي في غرب البلاد، وضرورة البحث عن المسؤول من تسريب المعلومات بخصوص تواجد "أمينتوم" في ليبيا للجنة الأمم المتحدة، ومناقشة السبل الممكنة لعدم تكرار مثل هذه الحادثة.