قال دبلوماسي كبير في موسكو إن بلاده تسعى إلى دور في إنهاء النزاع الدائر في ليبيا بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء انسحاب القوات الروسية من سوريا ، حيث أعلن الزعيم الروسي مؤخرا النصر على داعش.

وخلال لقاء في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الحكومة الليبية لوزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد طه سيالة إن الحكومة الروسية مستعدة للعمل مع جميع الأطراف في ليبيا، التي دمّرتها الحرب منذ انتفاضة لمتمردين وجهاديين، مدعومة من قبل حالف الناتو العسكري الغربي ، وأدت إلى الإطاحة وقتل معمر القذافي في عام 2011.

وقد انتقدت روسيا جهود الولايات المتحدة وحلفائها في الدولة الواقعة في شمال افريقيا وأجرت محادثات مع القائد العسكري خليفة حفتر المنافس للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة.

وقال لافروف "إن الاتحاد الروسي مستعد لتقديم دعم شامل نحو التوصل إلى ترتيب نهائي، وقد أقمنا اتصالات مع جميع المجموعات والقبائل السياسية في بداية الأزمة الليبية".

وأضاف لافروف في وقت لاحق: "ما زلنا نحافظ على التفاعل الوثيق مع جميع الأطراف المعنية، ونأمل أن نتمكن من زيادة التعاون الثنائي مع ليبيا موحدة وذات سيادة وحرة عندما يستقر الوضع وتزال جميع التهديدات التي تواجه الدولة الليبية والأمن الليبي".

بعد وفاة القذافي، الذين اتهمه نقاد في الداخل وفي الغرب بانتهاكات حقوق الإنسان ، سرعان ما انقلبت الفصائل الداخلية في ليبيا على بعضها البعض، وفتحت الباب أمام تمرد إسلامي، ارتبط الكثير منه بتنظيمي القاعدة وداعش.

ودفع العنف المستمر وعدم الاستقرار في ليبيا بالرئيس السابق باراك أوباما إلى وصف التدخل الأمريكي في هذا البلد بـ "أسوأ خطأ". وقبل سنوات من رئاسته الخاصة، حذر دونالد ترامب في عام 2011 من أنه "مهما اعتُبر حكم القذافي سيئا – فإن ما سيأتي في ليبيا سيكون أسوأ - فقط تابعوا"، وذلك على الرغم من أنه بدا أحيانا يدعم التدخل الأميركي.

ومع استمرار الصراع في ليبيا والذي غطت عليه إلى حد كبير إراقة الدماء في العراق وسوريا، قفزت ليبيا مرة أخرى إلى عناوين الصحف العالمية عندما نشرت تحقيقات شبكة سي إن إن الشهر الماضي صورا لتجارة الرقيق التي ازدهرت في ظل غياب سلطة وطنية موحدة.

وكانت الولايات المتحدة مؤيدا قويا لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، لكن روسيا اتبعت نهجا متعدد الأوجه، يغازل في آن واحد حليف الأمم المتحدة ومجلس النواب الذي مقره طبرق الموالي لحفتر، الذي ساعد في هزيمة الجهاديين الذين يحاولون إقامة حكمهم الخاص، والمتطرف في البلاد.

وفي أكتوبر، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تنقيح وتعزيز اتفاق 2015 السياسي على أمل أن يفضي إلى حكومة موحدة وشاملة. وأكد لافروف على دعم روسيا لهذه المبادرة.

وفيما ألقت الولايات المتحدة بثقلها وراء عملية السلام نفسها، فإن واشنطن وحلفاءها ينظرون إلى دور موسكو في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط بشكل عام بشك عميق.

بعد عام من بدء الولايات المتحدة قصف أهداف لداعش في سوريا في عام 2014، انضمت روسيا للعمليات بناء على طلب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي مثل القذافي، كان يعتبره الغرب وتركيا ودول عربية زعيما غير شرعي.

وقد ساعدت روسيا منذ ذلك الحين الحكومة السورية على استعادة السيطرة على معظم البلاد، حيث أعلن ائتلاف من سوريا وروسيا وإيران انتصارا الشهر الماضي.

وكان بوتين أعلن مؤخرا عن بدء انسحاب قواته من سوريا ، لكنه قال إن قواعد موسكو المتوسطية بالقرب من مدينتي اللاذقية وطرطوس ستبقى.

وقد دفعت هذه الخطوة، فضلا عن دور روسيا في ليبيا، كما يدل على ذلك الاتفاق الأسبوع الماضيعلى  السماح للجيش الروسي باستخدام المجال الجوي المصري، بعض المراقبين إلى الربط بين استراتيجية روسيا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط كجهد أكبر لمواجهة الناتو في أوروبا.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة