بعد احتجاب وصمود داما سنتين متتاليتين، بسبب الأزمة الصحية، ها هي مدينة فاس تستعد لاستقبال عشاق المهرجانات، الوافدين إليها من المغرب ومن الخارج، لحضور النسخة 26 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وقال بلاغ للمهرجان، توصلت "بوابة أفريقيا الإخبارية" بنسخة منه، أنّ النسخة  26 تتجسد من خلال تنوع الأصوات الروحية عبر الحضارات، عبر حضور صفوة فنانين سيفدون على فاس من 15بلدا، نذكر من بينهم على وجه الخصوص سلطنة عمان، كازاخستان، الهند، فرنسا، إيطاليا، السنغال، وغيرهم من البلدان التي تحتضن مجموعات مختصة في إحياء وتمجيد التراث الروحي الأصيل. وسيشارك في المهرجان وجوه ونجوم لامعة في سماء الفن، ولأول مرة، ستشارك مجموعة الأخوات روحاني من الخارج، تلك المجموعة التي تعد من كبار مطربي الغناء الصوفي الهندي إلى جانب مجموعة كورا من السنغال والصوت الصداح للنجمة الكبيرة سيني كامارا. ويأتي الدور بعد ذلك على مجموعة أونيكي مقام لآسيا الوسطى بأغاني السرد المتعددة الأنغام.  

وأضاف البلاغ، أنّ الجمهور سيكون على موعد مع إبداعات عازف البيان والملحن ميكائيل ليفيناس رفقة السوبرانو ماريون كرانج، حول أشعار بول سيلان، المأخوذة من رائعته "La Passion selon Marc" وقطع غنائية مستوحاة من قاديش التراث العبري لمجموعة "La Tempête"، تحت إدارة رئيسها سيمون بيير بيستيون، الذي يرحل بالجمهور في سفر حالم عبر الزمن يستعرض من خلاله الروابط التي لطالما نسجت عبر التاريخ ما بين ثقافاتنا ودياناتنا منذ قرون حول البحر الأبيض المتوسط. وخلال السهرة المنتظرة، سيكون لعشاق المهرجان موعد مع مزيج ما بين الجاز الشرقي وعازف البوق الشهير إبراهيم معلوف والألوان الموسيقية البلقانية للمجموعة العالمية الشهيرة هيدوتي أروكستار، في حفل بهيج سيكرمون من خلاله الموسيقى العالمية العريقة المتجذرة عبر العصور والحقب.  

وحسب البلاغ، ستنظم السهرة الافتتاحية لهذا العرس الموسيقي العالمي، من خلال حفل رائع مستوحى من العلاقة التي تربط الموسيقى بكل ما هو مقدس. وبهذا، سيوجه آلان ويبر، المخرج والمدير الفني السابق للمهرجان، الدعوة للجمهور للسفر عبر الصوت والصورة في رحلة تنطلق من المغرب عبر الديانات الخمسة الكبرى بالعالم: الإسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية والهندوسية... كما سيجمع الحفل ما بين عروض فنية للعديد من الموسيقيين المنحدرين من مختلف الثقافات مع رسوم خرائطية على جدران الساحة الشهيرة لباب الماكينة.  

وخلص البلاغ إلى أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يتضمن هذا الموسم، نقاشاً فكرياً حول موضوعين اثنين خلال يوم 11 يونيو 2022 سيتطرق عبرهما للهندسة المعمارية كبصمة، ومعيار وإطار للمعتقدات والروحانيات، وذلك من خلال تنظيم مائدتين مستديرتين تحت عنواني "الفضاء وطرق الحياة" و"رموز المقدس". ويأتي هذا المنتدى، كالعادة، كتكملة ضرورية للمهرجان تمكن مدينة المقدس والروحاني من التوجه للعالم بمساهمتها الثقافية والروحية عبر توجيه رسالة إنسانية وكونية، تدعو إلى السلام والتآخي. 

للإشارة، مهرجان فاس تظاهرة فنية مثقلة بالقيم المغربية المعبرة عن الانفتاح الثقافي والتسامح الديني التي تجسد الصورة الحقيقية للمملكة المغربية، أرض السلام والتعايش. وانطلاقا من منظور يرى أن الثقافة والسياحة الثقافية تشكلان محركا حقيقيا للتنمية المستديمة، فإن من الأھداف الأساسية التي حددتها مؤسسة روح فاس: الرعاية والتخطيط ومواكبة كل نشاط ثقافي يسعى إلى تحقيق ھذا النوع من التنمية في مدينة فاس، وهي تعمل على الصعيد الوطني والدولي وتساھم في الرقي بصورة فاس باعتبارھا مركزا لحوار الثقافات، ومن خلال سعيها إلى الرفع من شأن التراث المادي والروحي لمدينة فاس والإبداع الخلاق، تلعب المؤسسة دورا محفزا على صون الرابطة القائمة بين روح فاس العريقة وبين مستقبلها.