نجحت وساطات اجتماعية قادها عدد من أعيان وشيوخ منطقتي العجيلات بأقصى الغرب الليبي والجبل الأخضر بشرق البلاد، في نقل رفاة الشهيد هشام الشوشان، ليتم دفنه بإحدى مقابر العجيلات بعد أكثر من عشر سنوات من مقتله ضمن أولى ضحايا أحداث فبراير 2011.
وتم اليوم نقل رفاة الشوشان ليدفن بجوار قبر والدته التي توفيت في وقت سابق، ودفنت بإحدى مقابر مدينة العجيلات التي تقطن بها عائلته، وذلك بعد الاتفاق على نقل رفاته بوساطة اجتماعية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من قبل الأجهزة المسؤولة.
وأشعلت عملية نقل رفاة الشوشان مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر الصحفي الليبي علي الهلالي، على حسابه بفيسبوك تحت عنوان "وعاد هشام الشوشان" تدوينة قال فيها:
عاد هشام الشوشان اليوم إلى مسقط رأسه بالمطمر إحدى ثنايا مدينة العجيلات المجاهدة الموصوفة بكونها مثلث الأبطال .
عاد ذلك الشاب الذي كان مكلفا بواجب عمل في البيضاء لم يرفضه يوما لأنه موظف ويحترم وظيفته ويحترم أهله الليبيين في كل هذا البلد الذي عاش يحبه وظل يحبه حتى في لحظات حياته الأخيرة .
عاد هشام ..إلى العجيلات في الغرب منطلقا من البيضاء في الشرق بعد ما يزيد عن عشر سنوات بعد أن عجز عن العودة قبل ذلك نتيجة لقيام عناصر تناصب ليبيا والليبيين العداء بقتله حتى يكون قتله إيذانا بالشقاق بين مشرق الوطن وغربه وعملوا على تعميق حالة العداء حتى لا يعود هشام ولا يعود الوطن بالتالي .
عاد هشام.. بعد مضي أكثر من عقد لأن هناك من يدرك أن هشام كان ضحية مؤامرة أريد من خلالها استعمار الوطن وإعادته لحضيرة التبعية من خلال العملاء ..
عاد هشام.. ورغم تأخر عودته إلا إنه عاد .. فهل سنشهد عودة الوطن معه ؟
غفر الله لك أيها الموسوم بحب الوطن وتقديس الواجب تجاهه .. أيها الذي ارتقت روحك إلى بارئها وأنت تؤدي واجبك بكل أمانة ..
فيما نشر المحامي خميس الزناتي، هو الآخر تدوينة على حسابه بفيسبوك، قال فيها:
"بعد عقد من الزمان يعود رفاة الشهيد بإذن الله تعالى هشام الشوشان ليوارى في مثلث الصمود بجوار بركة أمه التي عزاؤها أن ابنها سيبقى شاهد عيان على حفنة من تجار الدين وحفنة من تجار الشرف وحفنة من أبواق الإعلام الكاذب وحفنة من السذج..
يعود الرفاة حاملاً معه صحائف الحقيقة حيث لا دموع لشلقم ولا صلوات مكاء وتصدية أمام المحاكم وتحت رايات الصليب ولا مساجد ضرار استولت الشياطين على منابرها..
يعود الرفاة بعد كل هذه السنين وكأننا به يلقي التحية في طريقه على شهداء البريقة والقرضابية والزعفران والحي الثاني ثم يمضي في طريقه غرباً حيث يجدد التحية لشهداء تاورغاء ومقبرة جنات وماجر وباب العزيزية.
يعود رفاة الشوشان، وما اشبه الليلة بالبارحة، فلم تعد معه العقول إلى رشدها بل لازالت في غيها وعلى ضلالتها.
عاد جثمان هشام الشوشان بمجهودات من رجال شرفاء لم يناموا على الضيم تذكر مجهوداتهم وسط هذا الجرح الغائر، تذكر فتشكر.
رحم الله الشهيد الشوشان واللعنة ستلاحق الخونة والعملاء اينما كانوا.