يبدأت عديد المطارات الدولية في وضع خطط و استراتجيات العودة إلى النشاط بعد أن كبدها الفيروس التاجي خسائر بألاف المليارات، وعلى غرار فك الإغلاق الكلي بعديد الدول و عودة بعضها تدريجيا إلى النمط الطبيعي للحياة، في محاولة للتعايش مع الفيروس التاجي المستجد و كبح جماح الإنهيارات الإقتصادية و الإجتماعية و التبادلات التجارية بين مختلف دول العالم، أزمة حادة لم يشهدها العالم من قبل، جعلته يدخل في سبات شبه كلي منذ ما يقارب الشهرين و النصف.و مع غياب لقاح فعال يجد العالم نفسه مظطرا للتأقلم مع الفيروس تفاديا لتفاقم أزمات أخطر لا يمكن التعايش معها،لذلك بدأت المطارات بإعداد العدة الوقائية و الإستراجيات اللازمة لاستئناف النشاط..

لكن التساؤول يطرح من جديد حيث أن الفيروس التاجي في أول انتشار له كان عبر المطارات و من خلال السفرات و سجلت جل بلدان العالم حالاتها الأولى من العدوى الوافدة. فهل سيعود الفيروس التاجي للسفر بين الدول من جديد؟سارعت العديد من الدول إلى وضع نظم نظرية صارمة لإعادة فتح المطارات وفق خطة دولية محكمة توقيا من عودة انتشار الفيروس، تدابير يعتبرها خبراء الصحة نظرية إلى حين التطبيق و دراسة النتائج و العواقب.
وتشمل الخطط أجهزة التعرف على ملامح الوجه، وتطبيق تقنيات الذكاء الصناعي وأدوات المسح البيومتري، وتصميم مسارات من مداخل المطارات إلى أبواب الطائرات بلا لمس من أشخاص آخرين للمسافرين والأمتعة على السواء وسستخضع عمليات التسجيل لإجراءات التباعد 
الإجتماعي بالإضافة إلى تعقيم المسافرين والأمتعة. كل هذه الإجراءات ستتطلب مساحات أوسع لمختلف خطوط الطيران وقاعات أكبر للإنتظار. 
ويتوقع الخبراء أن تطول المدة الزمنية لمواعيد الرحلات بين كل رحلة ورحلة بسبب الحاجة إلى التنظيف الشامل للطائرة وفقا للإجراءات الصحية. كل هذه التدابير و الاجراءات التي كانت تتطلب بعض الدقائق ستتحول إلى ساعات طوال من المراقبة و التثبت و التعقيم و الإنتظار!دخلت هذه الخطط حيز التنفيذ في  كثير من المطارات عبرالإرساء الفعلي لتدابير الحماية و الوقاية بها. 

ومن بين المطارات التي بدأت بالفعل في اتخاذ تلك الإجراءات مطار هونغ كونغ الذي أدخل مجموعة من التعديلات على إجراءات السفر المعتادة لضمان عدم تفشي الفيروس، حيث تتجول أجهزة روبوت في المطار من أجل تعقيم الأرضية ودورات المياه على مدار الساعة، بينما تم تركيب حواجز لقياس حرارة القادمين إلى المطار من مسافرين وعاملين في مطار سنغافورة.

كما تستعد مؤسسة مطار دبي الدولي وطيران الإمارات لمنح الضوء الأخضر لشركات الطيران العالمية والمسافرين و السماح لهم بالعودة للتنقل و النشاط و أعلنت شركة طيران الاتحاد الإماراتية عن تركيز حواجز تعقيم خاصة ترصد درجة حرارة المسافرين والعاملين في المطار، بالإضافة إلى معدلات ضربات القلب والتنفس. وهي وسيلة لفرز الركاب الذين قد يمثلون خطر العدوى لغيرهم من أجل فحصهم فردياً، قبل السماح لهم بالسفر أو العمل. وترى الشركة أن هذه الأجهزة سوف تستخدم في المدى البعيد لضبط حالات مرضية أخرى قد تمنع أشخاصاً من السفر، وتقلل من حالات الطوارئ في أثناء الطيران.وقد جعلت شركات الطيران الأوروبية الكبرى مثل الخطوط الجوية الفرنسية و الهولندية إلى جانب تدابير الوقاية و التعقيم و وسائل الفرز و الكشف الدقيق عن الفيروس، عملية إرتداء الكمامات إلزامية ومن المتوقع أن تقوم جميع شركات الطيران الأخرى بنفس الشيء.إجراءات إلزامية صارمة تفرضها كبرى المطارات العالمية ضمانا لعودة "سالمة" و محمية بتدابير وقائية دقيقة و متطورة تبقى نجاعة معظمها في كبح جماح انتشار فيروس كوفيد 19 نظرية إلى حين التطبيق و مراقبة النتائج. 

إجراءات تتطلب موارد مالية كبيرة لن تقوى عليها كل دول العالم و خاصة الدول الفقيرة التي مازالت و ستظل لأشهر أو سنين تعاني وطأة و مخلفات الأزمة الوبائية حتى حين انتاج لقاح و عودة التوازن المجتمعي و الإقتصادي العالمي و المحلي.ربما ستكتفي كبرى المطارات بالسفر في ما بينها، لكن العالم يحتاج لكل دوله ليستعيد وعيه الإقتصادي و الإجتماعي و لتنتعش التبادلات التجارية و تعود الحركة الجوية الطبيعية لأن وجود ثغرات و سلبيات في نظم الحماية  بجميع مطارات العالم ستعمق معاناة قطاع الطيران العالمي و ستسمح بعودة الفيروس "للتجول .من جديد" بين الدول.