شن الكاتب الصحفي محمد بعيو، هجوما على المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، واصفا إياه بـ "الكذاب الذي يستخف بعقول الشعب الليبي". 

وقال بعيو، في ورقة تحليلية نشرها بعنوان (يا غسان متى تتوقف عن الاستخفاف بنا)، "هذا المبعوث الأممي غسان سلامة، لا يحترمنا نحن الليبيين أساساً، ولهذا لن يحترم عقولنا، وسيظل يتعامل معنا بغرور سخيف وتعالي مستفز، وفي كل مرة يتمكن فيها من إهانتنا لا يتورع عن ذلك أبداً، وأحدث ارتكاباته في هذه اللعبة القذرة التي يمارسها معنا، اختياره لمجموعة من الليبيات والليبيين، ليشاركوا فيما يسمى (المسار السياسي)، الناتج عن مؤتمر برلين، والمؤيد بقرار مجلس الأمن 2510، تحت تسمية المستقلين، وإذا كان من السخف مبدأياً تسمية ليبيين منخرطين بصورة أو أخرى في الصراع العسكري والسياسي الليبي الليبي سواء بالمشاركة السلبية المباشرة، أو بالسلبية والأنانية والابتعاد عن الاشتباك الإيجابي مع القضية الوطنية بالمستقلين، فإن معايير سلامة في الاستقلالية تقوم على الشخصانية والمزاج والعلاقات الشخصية والشبهات. وعندما حوصر غسان سلامة، في أول جلسات جنيف، التي غاب عنها طرفا الصراع، بالسؤال الحاسم (كيف تسميهم مستقلين وكثير ممن اخترتهم منحازون ضمن أطراف الصراع بل إن بعضهم فاعلين مباشرين فيه)، حاول أن يجد منجاته من هذا السؤال بالكذب والتدليس، قائلاً إنه لم يقل إن هؤلاء مستقلين، بل سبق وقال إنهم الأشخاص المختارين من طرف البعثة، فكان جوابه أحقر من فعله"، بحسب تعبيره.

وتابع بعيو، "أيها المبعوث الأممي الكذاب: -هل تستطيع الإجابة عن السؤالين الواضحين لنا الفاضحين لك، أولهما/ ما هي معايير الاستقلالية في نظرك، واستقلالية عمن وعن ماذا، وفي مستقليك المزعومين من هو وزير مفوض في حكومة الوفاق مثل السيد فتحي باشاغا، ومن هو عضو مجلس نواب مثل السيدة اليعقوبي، والسيدة ماجدة الفلاح عضو مجلس الدولة، والسيد عبدالرحمن السويحلي المتسلل من كرسيه الذي تم انتخابه فيه ممثلاً لدائرته المصراتية في مجلس النواب، ليصبح بقدرة مشعوذ أممي سابق رئيساً سابقاً لمجلس الدولة، ثم مستقلاً مزعوماً في جنيف. وثاني الأسئلة: ما هو التواجد على الأرض الليبية، والتأثير في القضية الوطنية لهؤلاء المستقلين المزعومين، أو معظمهم، وكيف تم اختيار السيد عبدالله عثمان، ومعه شريكه في البزنس، أيام مركز دراسات الكتاب الأخضر، ثم مشروع لــيـبـيــا الغد، السيد عمر بو شريدة، الذي مع الاحترام لشخصه وقبيلته لم ينطق بكلمة، ولم يساهم بأي فعل إيجابي تجاه وطنه وأهله طيلة 9 سنوات من العناء والعذاب، مكتفياً وشريكه من غنيمة السلطة الآفلة، بالإياب إلى الثروة الحاضرة في الوطن وفي المهجر"، على حد قوله.

وأضاف بعيو، "من حق كل ليبي مقيماً كان في وطنه، أو في المهجر، أن يشارك في تقديم الرؤى والأفكار في كل ما يتعلق بالشأن الوطني والقضية الوطنية، لكن باعتباره فقط مواطناً، أما في مسألة تمثيل لــيـبـيــا في أي محفل أو اجتماع، خاصة مثل المسارات المتعلقة بالحل، فإن المشاركة والتمثيل يجب أن يستندا على اختيار شعبي، أو استقصاء وسبر آراء، صار ممكناً ومتاحاً إجراؤها بفضل تطور وسائل الاتصال والتواصل، أو اعتماد على معايير موضوعية واضحة للعيان، تتعلق بالحضور والتأثير والإيجابية والفاعلية، والاشتباك البنّاء، وليس الهدام مع القضية الوطنية. ثم إن أولى معايير الاستقلالية أن يكون المستقل مستقلاً فعلاً، وليس منخرطاً مع أي طرف، وأن تكون بوصلته الوطن وحده، وأن يؤسس آراءه ومواقفه على الحيدة والموضوعية والميزان والاتزان، فيدين من يعتدي ومن يخطيء، ولا يبريء خاطئاً ولا يُدين بريئاً، ولا يصمت عن الحق، ولا ينطق بالباطل، ثم قبل وبعد ذلك أن يكون ذلك المستقل، شجاعاً صامداً في وطنه أو مع وطنه، وليس جباناً هارباً، ولا كذاباً مناوراً، ولا سمساراً متاجراً، ولا لصاً سارقاً، ولا مثير فتنة ناطق، ولا صامتاً عن حق الوطن كشيطان ليس أخرس. غسان سلامة لا أحد من الليبيين يحترم نفسه يمكن أن يحترمك، لأنك لا تحترمنا، ولهذا لن يؤيدك إلا غير المحترمين، والذين ليسوا بالتأكيد أكثرية بل أقلية الأقلية"، على حد وصفه.