حذر الكاتب محمد بعيو، من مؤامرة من وصفهم ببعض "القوى الدولية الفاعلة" لتقسيم ليبيا وعدم السماح بانتهاء الحرب في البلاد.
وقال بعيو، في تدوينة بعنوان (هل يسقط الإخوان في فخ غبائهم وانتهازيتهم؟) نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "حاول التنظيم الإخواني وحزبه الصواني، والثعالب المنفردة التابعة له، ولا زال يحاول، ركوب موجة الحرب الأخيرة في طرابلس ومحيطها، وتصوير نفسه {على غير الحقيقة}، قائداً سياسياً وربما عسكرياً لمعركة الدفاع عن طرابلس، محاولاً ليس فقط المزايدة على السيد (فائز السراج)، وما تبقى من مجلسه الرئاسي، ووزرائه المفوضين [الذين من بينهم عدد من المتأخونين تبعياً وليس بالضرورة تنظيمياً]. بل تمادى التنظيم الإخواني، عبر قيادييه وشخوصه وأبواقه، في ابتزاز سلطة الأمر الواقع، التي كانت حتى 3 أبريل الماضي آمنةً مطمئنة، تفعل ما تريد دون حسيبٍ عنيد ولا رقيبٍ عتيد، حتى داهمتها الحرب، التي كانت تراها رأي العين قادمة، لكنها تغافلت عنها، ربما عجزاً عن التقدير، وربما اطمئناناً إلى الوعود، فوجدت نفسها أمام التحدي الخطير أن تواجه وتقاوم، وذلك كان أمامها الخيار الوحيد، ولو كنت مقامها ما فعلت غير ذلك، وهذا منطقي وطبيعي، فلكل فعلٍ رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه، وقد كان قرار الهجوم الخاطيء موجباً للدفاع الطبيعي، لقوى سياسية ومناطقية عن نفسها، لأن المهاجم لم يقدم أي مشروع غير الاستسلام التام أو الموت الزؤام، بل وأعطى لحربه تسويغاً دينياً جهادياً، يفتح الباب لسردية القسوة المتمادية المتماهية زوراً مع العقيدة، حين أطلق عليه تسمية الفتح المبين، التي هي توصيفٌ مقتصر نصاً مقدسا ووصفاً وخطاباً، على فتح مكة، والمُخاطَب به من الله تعالى، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز لأحدٍ بعده إسقاطه ولا إنزاله ولا تأويله ولا استنباطه ولا استخدامه بأي حالٍ من الأحوال".
وتابع بعيو، "استفاد التنظيم الإخواني من حالة الارتباك الأولى، التي أحدثها الهجوم فسارع إلى المبادرة، وهو الجاهز دائماً لاستغلال الظروف الاستثنائية، بل وخلق هذه الظروف إن استطاع، كما فعل في سوابق أقدم، منها غزو بني وليد سنة 2012، وعملية فجر لـــيـبـيـــا سنة 2014، مثلما استفاد من حالة الاستقطاب والعداء الشديدين بين المعسكرين الإقليميين، المعادي للإخوان ويمثله الثلاثي مصر السعودية الإمارات، والموالي للإخوان ويمثله الثنائي التركي القطري، وكلا المعسكرين يتحاربان منذ سنوات بالوكالة فوق الأرض الليبية، وبدماء الليبيين، وكلا الطرفين جاهز ومستعد بتكديس وقود الحرب مالاً وعتاداً، طالما أن الحريق لن يكون في ثيابهم وفي بلدانهم، بل في الجسد الليبي المنهك المريض المتهالك، الذي يعاني منذ سنين من متلازمة الموت المزدوج، غياب الدولة، وغيبوبة الشعب. ومثلما أدى الاندفاع إلى الدفاع إلى جمع كل الأضداد والخصوم السياسيين والأيديولوجيين والمناطقيين، في مناطق القتال بصورة اضطرارية، جعلتهم يتناسون مؤقتاً كل ما كان وما زال يفرقهم، ويعيدهم إلى حالة الخصومة والتنازع مرةً بعد أخرى، فإن طول مدة الحرب وتمادي التيار الإخواني، وحزبه الصواني وأبواقه وثعالبه المنفردة، في ممارسة الغباء السياسي، المدفوع بشهوة سطوة السلطة، وسطوة أسطورة التمكين، دفعت المدافعين المتحالفين اليوم بحكم الضرورة، المتخالفين غداً بحتمية التناقضات، إلى التململ من هذه السطوة الإخوانية الفاجرة، التي هي ليست نتاج معطيات القوة الحقيقية على الأرض، وفي جبهات القتال، وبالدماء والتضحيات، بل قوة البروباغاندا الغوغائية، وفعالية الدوغمائية المالية والتآمرية، وبدأت الأصوات ترتفع في كل المناطق المنخرطة في الحرب الدفاعية، بضرورة الحد من نفوذ التنظيم الإخواني، الذي ليس من حقه أن يركب صهوة الحرب ليحقق مكاسب سياسية، ثمنها دماءٌ ليس للإخوان تنظيماً ولا أفراداً فيها أي نصيب، كما أن المبالغة في الضغط على السيد (فائز السراج)، وإهانته والتطاول عليه من الأبواق المدفوعة إخوانياً، جعل الرجل ينتقل من مرحلة التململ إلى بداية التمرد على هذا الابتزاز الرخيص، فالرجل مهما قالوا فيه تحمل مسؤوليته وخاض معركته، لكنه يعرف أن الحروب الأهلية خاصة تلك التي تتدخل فيها الأطراف الخارجية بالدرجة التي عليها الحالة الليبية، لا تُحسم في الجبهات بل على طاولة المفاوضات، ويعرف السيد السراج أن الإخوان يحاولون مدعومين بحلفائهم الإقليميين وداعميهم الدوليين، احتكار أو قيادة التمثيل للغرب الليبي في أي مفاوضات، لينالوا عن باطلٍ من الكعكة، ما ليس لهم فيه أي حق". وأضاف، "إنّ السؤال المنطقي والبديهي الذي يفرض نفسه على المنتصر في أي حرب كائناً من يكون، هو: -ماذا يفعل بانتصاره، قبل أن ينقلب السؤال إلى الضد: -ماذا سيفعل به انتصاره، حيث الهزيمة في الحروب الأهلية لا تطرح سوى إحدى حتميتين..الخضوع والإقصاء، أو الإلغاء والفناء.هذه الحرب التي يبدو أن بعض القوى الدولية الفاعلة ستحاول إن استطاعت ألا يكون فيها طرف منتصر، ستنتهي إلى أحد خيارين، إما تقسيم لـــيـبـيــا نهائياً {لاسمح الله}، وإما تقاسم غنيمة السلطة مؤقتاً، لتتجدد الحروب بعد كل فترة هدنة، فما لم تقم الدولة الوطنية الاتحادية الديمقراطية العادلة، بسلطاتها الشرعية الفاعلة، فإن كل الخيارات المتاحة هي للأسف سوداء. ويبقى التصدي الوطني الشامل، لخطر ليس الإخوان فقط، بل كل الجماعات والتنظيمات والأحزاب العابرة للحدود، والتابعة للخارج فكرياً أو سياسياً أو عسكرياً، والخائنة للهوية الشوفينية الوطنية الليبية، بتكويناتها وثقافاتها، معركةً وطنية تاريخية، لا مهرب منها ولا مفر، لتبقى لـــيـبـيـــا المقر والمُستقر".