سلط الكاتب الصحفي محمد عمر بعيو، الضوء على ملف "قطاع النقل الجوي ومصاعب الانتقال من الفوضى إلى الاستقرار".
وقال بعيو، في تدوينة نشرها بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "من مقتضيات الموضوعية وموجبات الإنصاف الإقرار والإشادة بالجهود الكبيرة التي بذلها قطاع النقل الجوي الليبي بجميع العاملين فيه بصورة مباشرة وغير مباشرة، وجميع مكوناته من شركات ناقلة، وإدارات مطارات، وطيران مدني، وخدمات فنية وأرضية، وسلطات منافذ مِن أمن وجمرك وجوازات ومنظومات، وفي ظروفٍ شبه مستحيلة، بدأت منذ فرض الحظر الجوي في مارس 2011 بموجب قرار مجلس الأمن 1973، واستمرت رغم رفع الحظر في خريف 2011 بفعل سيطرة ميليشيات القبائل والمناطق والعصابات والأحزاب على المطارات، وما مارسته من تهريب وابتزاز وفساد، لتكون قمة المأساة إحراق مطار طرابلس صيف 2014، مع بداية الحرب الإجرامية التدميرية المسماة زوراً وفجوراً فجر ليبيا، وتحصن عصابات شورى بنغازي في مطار بنينة وتحويله إلى ميدان عمليات أثناء حرب الكرامة، ثم تحويل مطار معيتيقة الذي صار المنفذ الدولي الوحيد للعاصمة بسبب الميليشيات المتصارعة في سوق الجمعة وتاجوراء إلى ميدان رماية للصواريخ والقذائف العشوائية والهجمات، وإقفال مطاري سبها وتمنهنت وبقية مطارات الجنوب بسبب انعدام الأمن، وقلة الطائرات، واستمرار الصراع، مع استمرار مطار مصراتة الدولي رغم نقص الإمكانيات في العمل، ليحل محل مطار معيتيقة عند الضرورة، كما حدث خلال فصل الصيف الفائت، وما نتج عن ذلك الاستخدام البديل من مصاعب ومتاعب للمواطنين، بل ومصائب تمثلت في وقوع حوادث مرورية للمسافرين من طرابلس وإليها أودت بحياة وبصحة العشرات".
وأضاف بعيو، "هذا الشعب الليبي العنيد شعب جبارين، فلا يوجد شعب مستعد للسفر من مطاراته وبطائراته في ظروف الخطر الكبرى متعددة المصادر، وقطاع النقل الجوي جبار كهذا الشعب، ولا يوجد كابتن أو طقم طائرة في العالم مستعد لقيادة وخدمة طائرة أو مطار، بينما احتمال سقوط قذيفة على المطار، أو تسلل متفجرات إلى مخزن طائرة {لا سمح الله} وارد في كل وقت، لكن الفضل لله من قبل ومن بعد، ومن فضله علينا ترسخ هذا اليقين العظيم في وجدان شعبٍ عجيب، صنع وجوداً وتاريخاً وحضارة في أرض لا ماء فيها ولا شجر، وتحدى ظروفاً وتحديات تفوق إمكانيات البشر، لكنه بقي وسيبقى بإذن الله عصياً على العدم، وسيسافر ويتحرك ويذهب ويعود، وسيجعل بإرادته كل عوامل المستحيل تجليات ممكن، والكتابة مستمرة بمشيئة الله عن قطاع النقل الجوي وعن المواصلات عموماً، في هذا البلد شبه القارة، لكنني أردت أن تبدأ الكتابة بالتجليات لتصل إلى جلاء الحقائق وتقديم الحلول، وما من مشكلةٍ إلا ولها حل، شرط توفر المترادفين المتكاملين.. الإرادة والإدارة".