نفى الكاتب الصحفي محمد بعيو، ما تداول خلال الآونة الأخيرة من أخبار حول طلبه الحصول على وظيفة مستشار إعلامي لدى وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.
وقال بعيو، في تدوينة نشرها عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فسيسبوك، بعنوان (هذه قصتي مع ابن عمي {الذي لا يزال} وصديقي {الذي كان}.. فتحي باشاغا)، "احتراماً لكم أيها الكرام، والتزاماً بعهد الوفاء والاحترام الذي يجمعني بكم أن أقول الحق والحقيقة، أجد نفسي وأنا المتجاهل للحملات المغرضة ضدي التي يمولها المتأخونون واللصوص، مُلزماً بالرد على ما نشر عن علاقتي بالسيد فتحي باشاغا مفوض الداخلية في حكومة الوفاق، ومحاولتي كما زعموا الحصول على وظيفة مستشار إعلامي عنده، وانقلابي عليه عندما رفض ذلك، وفي الوقت الذي لا أستغرب فيه أن يكون مصدر هذا التدليس، ذلك المستوزر حديث العهد بالعمل العام وبالإدارة العامة، والمندفع نحو تحطيم كل ما يظن ومن يظن أنه يقف في وجه أحلامه الموهومة في الزعامة، وهو الشخص البسيط الذي نزل قبل نحو ربع قرن من مقعد طائرة حربية إلى مقعد التاجر، وليس في العملين عيب ولا نقصان، والذي يتهمه البعض علناً بمسؤوليته عن الحرب الأخيرة في طرابلس، التي سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، بسبب قرارات عشوائية غير مدروسة، أو ربما بدوافع أخرى الله يعلمها وربما تنكشف ذات يوم، ولا شك أنه من دواعي السخرية وتفاهة الكذبة والكاذبين أن أبحث أنا عن وظيفة تافهة لدى شبه وزارة، في الوقت الذي أستطيع فيه الحصول على منصب يعادل منصبه لو أردت، ولو كانت نفسي تهفو إلى وظيفة مستشار لكان العمل مع الرجل المهذب اللطيف المتواضع السيد [فائز السراج] أولى من التوظف لدى مرؤوسه، فما أتفه الحاقدين وما أشد وضاعة الكذابين، وما دمت قررت وضع كل الحقائق بين أيديكم أيها الأصدقاء والمتابعون متحملاً كامل المسؤولية وكافة التبعات، فإنني أود إيضاح ما يلي:-
-فتحي علي عبدالسلام [باشاغا] بعيو هو ابن عمي من نفس قبيلتي [بعيو أولاد الشيخ في مصراتة] وبيننا كعائلات علاقات مصاهرة ورحم قديمة متجددة، ولا أحمل له ولأهله الأعمام الكرام إلاّ كل محبة واحترام.
-تربطني بالأستاذ فتحي باشاغا على الصعيد الشخصي علاقة صداقة ومودة، تعكرت ذات يوم قبل وأثناء حرب فجر لـيـبـيا التي كان هو أهم قادتها ومفجريها والمسؤولين عنها وعن تبعاتها، ثم استقامت العلاقة بعدما أخذ السيد فتحي طريق السلام وواجه التحديات الكثيرة في مصراتة، أثناء مشاركته في مفاوضات الصخيرات، لكن اتضح لي أخيراً أن الرجل ربما كان يشارك في تلك المفاوضات من أجل أن يحصل على وظيفة كبيرة، وهذا طموحٌ مشروع وإن كان من غير المشروع بلوغه بالمناورة والمراوغة، ولكن هذا ما حدث وما كشف حقيقته من يميز الخبيث من الطيب من لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.
-عندما تم تكليف السيد فتحي باشاغا بالداخلية زارني مشكوراً في منزلي، قائلاً إنه يريد الاستفادة من آرائي ونصائحي وخبرتي، وهذه ثقةٌ منه ليس لها مقابل ولست أنا من يطلب لها ثمن، وبالفعل تناقشنا مطولاً وقمت بصياغة ورقة أرسلتها إليه في اليوم التالي تحتوي عدة أفكار وملاحظات هدفها واللهُ يشهد مساعدته وخدمة الوطن، كما قمت بناءً على رغبته وحماسه بوصل العلاقة بينه وبين بعض كبار مسؤولي الحكومة المؤقتة في البيضاء، بغرض التعاون والتنسيق خدمة للمصلحة الوطنية العليا، التي لا تنقسم ولا تتجزأ، وإن انقسمت الإرادات وتجزأت السلطات، ثم زارني مرة أخرى في بيتي وزرته في مقر إقامته بقرية مدينة النخيل في جنزور بطرابلس وتواصلنا مراراً بكل مودة.
-دافعت عن السيد فتحي باشاغا علناً في قناة الحدث وعلى صفحتي، هذه دافعاً عنه تهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان، وقد أثبتت الشواهد والقرائن ومجريات الأحداث والمواقف، وزيارات السيد فتحي الخارجية، أن دفاعي عنه ربما كان خاطئاً من هذه الناحية، فقد ثبت لي التأثير الكبير للإخوان ولرئيس حزبهم محمد صوان على السيد الوزير المفوض، دون أن أكون متأكداً من انتمائه التنظيمي إلى الجماعة الضالة التي من المعروف عن أغلب المنتمين إليها إنكار هذا الانتماء والتبرؤ منه، حتى إن أُضطروا للقسم على ذلك فمشائخهم المدلّسون أفتوا لهم أن الكذب علينا نحن غير المتأسلمين جائز شرعاً خزاهم الله.
-ضمن حرصي عليه ومساعدتي له أبلغت السيد فتحي باشاغا بوجود فساد في توريد أثاث مكتبي لوزارته، وفي سداد التزامات سابقة مشوبة بالفساد خاصة في مجالات المشتريات والتموين فغضب مني وأعرض عني، ورغم أنه لم يُسيء الأدب إطلاقاً قررت قطع التواصل معه احتراماً لنفسي أنا الذي أضع احترام نفسي فوق كل الاعتبارات والعلاقات والمصالح وانتهى الأمر.
-عند تكليف السيد فتحي بالداخلية سعيت وبناءً على طلبه وعملت على توثيق العلاقة بينه وبين السيد محافظ مصرف لـــيـبـيـــا المركزي، ويشهد الله أن السيد المحافظ تجاوب واستجاب وفتح للسيد فتحي كل الأبواب، ضمن القانون واللوائح والإجراءات، لكن السيد الوزير ربما لشططه أو لانعدام خبرته القانونية والإدارية طلب أشياء لا يمكن تنفيذها، من بينها فصل حسابات الداخلية عن وزارة المالية، والسماح له بالتصرف فيها، وعندما أوضح له السيد المحافظ عدم جواز ذلك واستحالته بموجب القانون المالي للدولة واللوائح، أوعز الوزير المفوض إلى إحدى زميلاته المقاطعات في مجلس النواب بشن حملات على المحافظ على حسابها الفيسبوكي الذي لا يتمتع بكبير شعبية، ثم صعّد الخلاف متوجهاً إلى النيابة العامة وهذا بالطبع حقه، لكن من باب إظهار الحقيقة أقول وقد اطلعت من المصرف المركزي على ملف الموضوع محل الشكوى، إن ما رفع الشكوى بشأنه غير حقيقي وغير موضوعي، ولقد انسحبتُ تماماً من علاقة السيد فتحي بالمصرف المركزي التي ساهمت في إصلاحها قبل أن يقوم بإفسادها.
-تعود السيد فتحي باشاغا أن يشكو كل مسؤول يختلف معه إلى السيد غسان سلامة والسيدة ستيفاني ويليامز، وهذا مأخذ كبير عليه وعلى كل المسؤولين الطارئين والسياسيين الهواة، الذين كادوا يدخلون بعثة الأمم المتحدة ليس فقط إلى مكاتبهم الرسمية بل إلى غرف نومهم ،ليحولوها من بعثة دعم ومساندة ومساعدة عند الضرورة وعند الطلب إلى بعثة وصاية وسلطة وسيطرة وإدارة، وهنا أنقل معلومة وصلتني من مصدر موثوق جداًمفادها أن السيدة ستيفاني أوحت أو قالت للسيد فتحي باشاغا إنه أهم شخص في لــيـبـيـا وأنه أشبه برئيس الدولة، وهذا بالطبع خداعٌ وفتنة وتلاعب بعقل شخص بسيط قليل الخبرة، ربما ساهم في زيادة اعتداده بنفسه واستعداده لخوض المزيد من المعارك الدونكيشوتية.
- لا أحد ينكر وجود فساد كبير سابق وموروث في وزارة داخلية الوفاق، وربما يكون السيد فتحي باشاغا صادق النية في محاربته، لكن وسائله غير سليمة، بل ستكون غير مشروعة إذا أصر على السيطرة الشخصية المباشرة على مصروفات وتوريدات وعطاءات وتعاقدات الوزارة، فهو في الأساس تاجر وستلحقه الشبهات لا محالة، كما أنه في الأساس وبعد فبراير هو ميليشياوي ليس أفضل من الميليشيات التي يريد خوض حرب هوجاء معها، ستكون آثارها مدمرة على طرابلس بالذات وربما كل الغرب الليبي، وهو ما نصحه العقلاء بالحرص على تجنبه، والعمل على بناء وزارة الداخلية ذات الواجبات الكبيرة والمسؤوليات الخطيرة، لكن الرجل مستمر في عناده خالطاً عن غير وعي بين الذاتي والموضوعي، كما أنه يخدم أدرك أم لم يدرك مخطط تنظيم الإخوان وحزبهم الفاشي، في إشعال الفتنة في طرابلس التي خسروها ولم يعد لهم نفوذٌ فيها.
واختتم بعيو تدوينته قائلا "أقـول والله سـبـحـانـه يـعـلـم ويـشـهـد والـراسـخـون يـعـرفـون:- إنـنـي بـريء مُـبـرأ مـن الـفـسـاد كـنـت وسـأبـقـى بـإذن الله، حـتـى يـنـتـهـي عـمـري ويـضـمـنـي قـبـري، ولـولا نـظـافـتـي مـا ارتـفـع صـوتـي ولا رفـعـت هـامـتـي".