"بعزم الشباب نبني عهداً جديداً"، شعارٌ رفعه أسعد محسن زهيو المترشح الشاب للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 ديسمبر المقبل، معلناً أنه آن الأوان لشباب ليبيا أن يقولوا كلمتهم ويظهروا قدراتهم في صناعة الفارق وتحقيق المستحيل، بالرغم من تأكيده على إدراكه التام لخطورة وجسامة وصعوبة ومشقة هذه المهمة، وحجم التحديات والعقبات والعراقيل التي ستواجه كل من يتولى رئاسة ليبيا في هذه الفترة الحرجة والدقيقة من التاريخ، بوابة إفريقيا الإخبارية وفي إطار حرصها على متابعة مستجدات العملية الانتخابية، أجرت هذا الحوار مع المترشح للانتخابات الرئاسية الليبية، والأمين العام السابق للتجمع الوطني الليبي، أسعد زهيو، وإلى نص الحوار:
- ليبيا بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية وميثاق وطني.
-إجراء الانتخابات مطلب وطني حقيقي ومحاولة تعطيلها سيدخل البلاد في أزمة كبرى.
-أعول كثيراً على فئة الشباب الحالمة بغدٍ أفضل، وأعبر عن آلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل.
- ترشحت للمنافسة على هذا الموقع، لكسر حالة الجمود واحتكار السلطة من طرف فئة معينة.
- يجب إجلاء جميع المرتزقة والقوات المسلحة الأجنبية من ليبيا دون قيد أو شرط.
- نقبل العمل مع كل الشركاء الوطنيين حتى وإن اختلفنا في بعض القضايا المتعلقة بنهضة ليبيا.
- نرفض أن تكون ليبيا جزءا من أي تيار مؤدلج امتداده في خارج حدود الوطن.
- نعتمد جدا على الجهود التي تبذلها لجنة (5+5) في عملية إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية وتأطيرها وتوحيدها.
- سنعمل على تعزيز مفهوم الإرادة والسيادة الوطنية لدى الشعب الليبي.
- بداية.. كيف تقدم نفسك كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية؟
اسمي أسعد محسن زهيو، أبلغ من العمر ٣٧ عام متزوج وأعول، أقدم نفسي كشاب وأرفع شعار "بعزم الشباب نبني عهداً جديداً"، والإحصائيات تؤكد أن السواد الأعظم من الليبيين هم من فئة الشباب وبالتالي أتقدم اليوم لكسر احتكار السلطة من طرف فئة معينة سواء كانت هذه الفئة عمرية، أو سياسية، أو اجتماعية، أقدم رؤية اشترك فيها مع قطاع واسع من الليبيين للنهوض بليبيا والخروج من المحن والأزمات التي نعيشها اليوم.
- كيف جاءت فكرة الترشح للانتخابات الرئاسية؟
في الحقيقة فكرة الترشح جاءت بناء على توافق طيف واسع من شباب ليبيا من مختلف الأنحاء والأرجاء اتفقوا في إطار التجمع الوطني الليبي على تقديم مرشح رئاسي وشرفت بأنهم وضعوا ثقتهم في شخصي للتقدم إلى هذا التحدي، وهو محاولة منهم لتقديم رؤى ومقاربات مختلفة قد أكون الأداة أو الآلية التي يمكن من خلالها أن يقدموا أفكارهم وتطلعاتهم لليبيا المستقبل التي يريدون لها أن تكون.
- من وجهة نظرك.. ما هي أول الخطوات التي يجب القيام بها حال فوزكم بمنصب الرئيس؟
مشاكل أو أزمات ليبيا كثيرة وكبيرة ومعقدة، وبالتالي الأوليات أيضا كثيرة، ويأتي في مقدمتها مسألة توفير الأمن، والعمل على خلق بدائل للشباب الذين يحملون السلاح اليوم سواء كانوا في إطار التشكيلات المسلحة أو غيرها، والعمل على استيعاب التشكيلات المسلحة، وبناء أجهزة أمنية وشرطية قوية قادرة على توفير الأمن وحماية المواطن، والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة لأنه وبدون مؤسسة عسكرية قوية لا يمكن أن نعيش في أمان لا على المستوى الداخلي كأمن للمواطن، ولا على المستوى الخارجي كأمن للوطن بشكل عام.
أيضا هناك أولويات أخرى يجب العمل عليها تتمثل في رفع مستوى معيشة المواطن الليبي الذي يعاني ضنك الحياة منذ سنوات طويلة، والعمل على تحقيق الرفاهية للمجتمع بما يتماشى مع الاقتصاد الوطني ويتماشى مع الدخل الوطني، وأيضا التفكير في البدائل الاقتصادية فليبيا اليوم تعتمد فقط على النفط والغاز، فنحن دولة تعيش على اقتصاد ريعي ولهذا نحن بحاجة إلى التفكير في البحث عن البدائل الاقتصادية التي نضمن معها الرفع من المستوى المعيشي للمواطن، ويوجد الكثير من المشاريع البديلة للنفط والغاز التي تم التفكير فيها وطرحها في لقاءات مجتمعية والحوار حولها مع جملة من الاقتصاديين كــ توليد الطاقة البديلة، وللاهتمام بالزراعة لاسيما وان لليبيا مساحة شاسعة غير موظفة التوظيف الأمثل وكذلك الاستفادة من هذا الجمال الذي تتميز به بلادنا في إطار السياحة، وأيضا الاستفادة من الموقع الجغرافي الذي حبانا به الله سبحانه وتعالى بأن تكون بلدنا نقطة عبور للمسافرين حول العالم، كذلك ليبيا بموقعها الجغرافي المميز قد تكون بوابة للموانئ والمطارات والمنشآت لإفريقيا ونقطة ربط بين المشرق والمغرب، فكثيرة هي المشاريع الاقتصادية التي يمكن أن نكفل أو نضمن معها الرفع من مستوى المعيشة للمواطن بعيدا عن انتظار دخل النفط والغاز الذي سيأتي اليوم الذي تفقد فيه قيمتها.
وأيضا ومن الأولويات الهامة جدا، العمل على تحقيق المصالحة الوطنية، وهنا أقصد المصالحة الحقيقية -وليس المصالحة الشعارتية التي يطرحها البعض اليوم للاستفادة من زخم وقبول الشعب لهذا الشعار الكبير- وإنما تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تكفل لنا التعايش السلمي المشترك وتبدد مخاوف الجميع وتوفر الأمن والأمان والسلام لكل أبناء الشعب الليبي، وتجبر ضرر المتضررين وتطبطب على من كسرت خواطرهم، كالذين هجروا من ديارهم، والذين نزحوا من بيوتهم، الذين ذاقوا ويلات وعذابات السجون والذين هم في المنافي، وأتصور بأننا بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية وميثاق وطني حقيقي لكل الليبيين، وطي صفحة الماضي والانطلاق نحو المستقبل وبالتالي هذا لا يتأتى ألا من خلال إجراء مصالحة وطنية مجتمعية حقيقية، تكون الدولة هي الراعي الأساسي لها بثقة وبثبات وليس كما نرى اليوم من شعارات ترفع دون إحداث أي نتيجة عملية وحقيقية.
أيضا هناك الكثير من الملفات الحقيقة لا يسع المجال اليوم لحصرها، ولكن على سبيل المثال ينبغي الحديث عن التعليم، وتطوير منظومة التعليم، هذه المؤسسات التعليمية التي لا تخرج لنا إلا المزيد من الموظفين، وانما نحن بحاجة لمنظومة تعليمية وبحث علمي حقيقي يخرج لنا المخترعين والخبراء ورجال الاقتصاد واطلاق قدرات المبدعين، وأيضا الحديث عن تطوير منظومة الصحة وإيجاد مستشفيات ومراكز صحية حقيقية توفر العلاج للمواطنين، وبأسعار تتناسب مع دخولهم، كثيرة هي القضايا والموضوعات التي تشغل الرأي العام، وتشغل الليبيين، والتي تحتاج إلى الوقوف عليها ومعالجتها حتى يشعر المواطن بشيء من الاستقرار الداخلي والراحة، ومن ثم يمكن الحديث عن الحريات بكل معانيها، حرية التعبير، وحرية إبداء الرأي، وحرية الانتخاب، وحرية التصويت، وحرية التنقل، وحرية العيش بكرامة، كل هذه الحريات ينبغي أن تكفلها الدولة وينبغي أن تصونها وأن نفتح براح واسع لأن يعيش الليبيين عهداً جديداً حقيقياً.
وبالطبع هناك ملفات أخرى كثيرة قد يتضمنها مشروع عكفت على إعداده مجموعة من الخبراء يتحدث عن مناحي الحياة المختلفة، وأنا لا أقدم نفسي اليوم كخبير استراتيجي يفقه في كل شيء من التعليم إلى الصحة إلى البيئة إلى الخدمات إلى الطيران إلى الطرق إلى الجسور إلى أخره من هذه المجالات، ولكن أحاول بقدر المستطاع أن أجمع كل هذه المبادرات والرؤى التي تتحدث عن ليبيا المستقبل وإمكانية وضعها قيد التنفيذ من خلال جملة من الخبراء والعلماء والمفكرين والمتخصصين في مختلف المجالات.
- ما أبرز نقاط برنامجك التي أعددت للتعامل مع الملف الليبي من مختلف الجوانب؟
أولاً: المحافظةُ على وحدةِ ليبيا واستقلالها وتحقيق سيادتها واستعادة هيبتها.
ثانيًا: السعي بكل صدق من أجل إنجاز المصالحة الوطنية بين كل الليبيين وجبر الضرر وتطيب الخواطر من خلال عدالة تصالحية تعيد لقلوبِهم الصفاء والنقاء بلا أحقاد ولا كراهية ولا انتقام.
ثالثًا: العمل بكل جدية على إقامة دولة القانون والمؤسسات، التي يعرف فيها كل فرد ماله من حقوق وما عليه من واجبات، تأسيسا على مبدأ المواطَنة وسيادة القانون.
رابعًا: توحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية وتفعيلهما بما يحقق الامن والطمأنينة للمواطن، ويحمي الوطن من أي تطاول أو عدوان.
خامسًا: العمل على بناء اقتصاد وطني متنوع يحفظ لليبيين كرامتهم، ويحقق لهم أعلى مستوى ممكن من الرفاهية.. اقتصاد يقوم على استثمار كل الإمكانيات المحلية، ومشاركة القطاع الخاص، وتحقيق التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، وخلق بدائل متجددة يقوم عليها الاقتصاد الليبي عوضا عن اعتماده الكامل على ايرادات النفط والغاز.
سادسًا: الانتهاءُ وفي أسرع وقت، من إنجاز مشاريع البنية التحتية، من طرق ومواصلات واتصالات وكهرباء ومياه، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وتجويد النظام المصرفي واستعادة ثقة الناس به.
سابعاً: بناء علاقات دولية متميزة، قائمة على الاحترام المتبادَل، والمصالح المشتركة، وتأكيد الدور الفعّال لليبيا في محيطها العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، وتعزيز مفهوم الإرادة والسيادة الوطنية عند كل الليبيين.
- كيف تعلق على الدعوات المطالبة بمقاطعة أو تأجيل الانتخابات؟
الحقيقة ينبغي أن نعرف جيداً أن فرصة إجراء الانتخابات اليوم هي مطلب وطني حقيقي، وأن أي محاولة لعرقلة هذه الانتخابات أو الدعوة لتأجيلها ستدخلنا في أزمة أخرى أشد وطأة من أزمة 2014 التي خلفت حروب وانقسامات حادة في كل مؤسسات الدولة، وبالتالي اليوم هناك حالة إجماع وطني كبيرة جداً حول إجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر، المفوضية الوطنية العليا التقطت هذه الإشارة وبدأت تعمل وفق القوانين المحالة إليها، الكثيرون بدأوا في تقديم مقارباتهم وأفكارهم وبرامجهم للشعب، الراغبون في المشاركة قدموا إجراءاتهم للمفوضية، عليه ينبغي حقيقة أن نمضي في هذه العملية السياسية وأن نطوي وإلى الأبد الصفحات السوداوية في تاريخ ليبيا، وأن نمضي إلى مرحلة أخرى جديدة تكون فيها ليبيا آمنة وقوية ومستقرة وبخير وسلام، مرحلة نجدد فيها ومن خلالها الطبقة السياسية، ونحدد من خلالها الشرعية، ونقول إن شرعية الانتخابات أقوى من أي شرعية أخرى، وبالتالي لا اعتقد أنه من مصلحة الوطن أو المواطن العبث بإجراء الانتخابات أو محاولة تعطيل هذه العملية المهمة.
- بصفتك أصغر مرشح حتى الآن.. هل تعمل على استقطاب الشباب لدعمك في الانتخابات.. وكيف ستحقق ذلك.. أو ما الأسلوب الذي ستتبعه لجذب مؤيديك؟
بالفعل أنا أعول كثيراً على فئة الشباب لأنني واحد من هؤلاء الشباب الحالمين بغدٍ أفضل، وأحد الذين اكتووا بنار الحروب والاقتتال التي شهدتها ليبيا طيلة عقد من الزمن تقريباً، وبالتالي أنا أقرب إلى هذه الشريحة فكراً وعملاً وممارسة وأيضا دفعاً للضريبة، ونحن جميعا نتطلع إلى مستقبل أفضل لنا إن شاء الله، أما مسألة أو عملية استقطاب الشباب فأنا وفي تصوري ولله الحمد هناك عدد كبير من الشباب الليبي الذي تربطني به صلة وعلاقة سواء كانت في إطار الانتماء السياسي لإطار التجمع الوطني الليبي أو حتى بحكم العلاقات والتجارب السابقة، وبالتالي وهنا أريد أن أقول إن حتى مسألة جمع التزكيات التي تم تحديدها بعدد 5000 تزكية كشرط ضمن هذا السباق الانتخابي، وأنا على المستوى الشخصي تجاوزت هذا الرقم بكثير من خلال تجميع تزكيات من كل ليبيا بعزيمة الشباب وبتحرك من الشباب في مختلف أنحاء البلد، ودعيني أتفاخر بكل اعتزاز بأن هذه التزكيات التي قدمتها للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات كشرط أساسي من شروط الترشح هي تزكيات وطنية، وليست تزكيات جهوية أو تزكيات قبلية، فلقد جمعت هذه التزكيات من ليبيا بالكامل من شرقها إلى غربها إلى جنوبها إلى وسطها والذين عملوا على تجميع هذه التزكيات هم شباب ليبيا، وهم شباب الوطن الذين يتقاطعون معي في الحلم بغدٍ أفضل، وبالتالي أتصور أنني انتمي لهذه الشريحة وجزء من هذه الشريحة، وأنا أعبر عن آلام وتطلعات هذه الشريحة نحو المستقبل، وعندي حضور جيد في شريحة الشباب و الشابات، وبالتالي أتصور بأنني أنتمي لهذا الوسط، وهذا لا يعني بطبيعة الحال إنني اتنكر لأي فئة عمرية أخرى بل بالعكس أنا احترم شيوخنا وكبارنا وهم منارة لنا وهم المرجعية التي نعود إليها في كل شيء لنستشيرهم ونستأنس برأيهم، ولكني أتصور بأن أحرص الناس على مستقبلهم هم الشباب الذين سيعيشون هذا المستقبل ان شاء الله.
- هناك من يرى أن دخولك السباق الرئاسي ليس للمنافسة الجادة على منصب رئيس الجمهورية.. ما تعليقك؟
بالتأكيد الغاية والغرض من هذا الترشح هو المنافسة على هذا الموقع وكسر حالة الجمود التي وضعت على السلطة والتي استبعدت شريحة مهمة وهي شريحة الشباب، وكأن السلطة أصبحت حكراً لفئة معينة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو جهوية، وبالتالي مشاركتي لكسر هذا الحاجز وهذا الاحتكار، وهي مشاركة حقيقية ليست في إطار إضاعة الوقت ولا هي في إطار المقايضة كما يقول البعض أيضا - حتى وإن لم تأت في معرض سؤالكم - بل الغاية والهدف الحقيقي هو أن نشارك في عرس ليبيا الديمقراطي، وأن نقدم من خلال هذه المشاركة أفكارنا ورؤيتنا وتطلعاتنا للشعب الليبي، ومن ثم يكون للشعب الليبي الكلمة النهائية والقول الفصل، وبالتالي هذه مشاركة هي مشاركة جادة وهذا تنافس حقيقي، وأنا لن أخذل هؤلاء الشباب الذين يواصلون الليل بالنهار بالعمل في كل المناطق والذين بذلوا جهداً كبيراً جداً في إطار تجميع التزكيات وفي إطار تهيئة المناخ لعمل سينطلق قريبا بعون الله بمجرد أن تعلن المفوضية عن القائمة النهائية للمقبولين أو الذين قبلت ترشحهم لكي تجوب ليبيا كلها وسنقدم من خلالها أفكارنا ورؤيتنا وتطلعاتنا للمستقبل.
- إذا.. كيف ترى حضورك في الشارع الليبي وهل تتوقع أن تحصل على نسبة أصوات جيدة في الانتخابات في ظل المنافسة القوية؟
أنا جزء من هذا الوطن، وأنا أزعم بأنني على مدى عقد تقريباً من الزمن كان لا هم لي إلا هم ليبيا، فحملت هموم الوطن على عاتقي أينما كنت وحيثما حطت بي الرحال، ولم أسجل في يوماً من الأيام بأنني بعت الوطن أو تخليت وتنازلت عن حقي في المشاركة في تضميد جراحاته، وبالتالي أزعم بأن لدي رصيد وطني كبير من خلال دفاعي عن قضايا المظلومين والمكلومين، ومن خلال دفاعي عن قضايا المستبعدين، وقضايا المشردين والمهجرين والنازحين والمعتقلين والذين ضاقت بهم السبل في مختلف أصقاع الأرض، وبالتالي أتصور بأنه سيكون لي نسبة جيدة من أصوات من يرون أو من الذين يعلمون جيداً بأن هذا العمل الدؤوب الذي كنت أقوم به طيلة السنوات الماضية هو خدمة لليبيا ولأجل ليبيا ومن أجل الوطن.
أما مسألة النسب فهذه مسألة تحكمها الصناديق، ومسألة المنافسة إن كانت قوية أو ضعيفة، هذا أيضا يحكمه الشعب الليبي من خلال قول كلمته في 24 ديسمبر المقبل، وأنا سأعترف بكل المخرجات التي ستعلن عنها الانتخابات والتي تعبر عن إرادة الشعب، واحترم إرادة الشعب سواء اختاروني أو اختاروا غيري، ففي كل الحالات هذا قرار الشعب الليبي وأنا احترم قرار شعبي.
- ما رؤيتكم فيما يتعلق بـ "ملف المرتزقة والقوات الأجنبية"؟
بالطبع يجب خروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وينبغي أن تكون السيادة على هذه الأرض سيادة ليبية فقط، لا يشاركها أو ينازعها فيها أيا كان سواء كانت دول أو شركات أو جماعات أو حتى الأمم المتحدة، فينبغي أن تعود السيادة التامة للوطن على كامل ترابه، وخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وأن نعمل على تقوية جيشنا وشرطتنا وأجهزتنا الأمنية وأن نوحدها ونوكل إليها مسألة حماية الوطن والمواطن، حيث لا كرامة لنا ولا رأي أو موقف أو قرار طالما هناك جندي أجنبي غريب بشكل رسمي أو غير رسمي يقف على هذا التراب الليبي وعلى هذه الأرض الطاهرة، ولهذا نؤكد على ضرورة خروج كل المرتزقة من ليبيا دون قيد أو شرط.
- ماذا عن ملف المهجرين في الخارج؟
بالنسبة لقضية المهجرين في الخارج، -وأضيف لكِ أيضا النازحين في الداخل ممن تركوا بيوتهم ومساكنهم وأسرهم مضطرين نتيجة للحروب- هذه القضية من أهم القضايا التي تشغل تفكيري لأني جزء من هذه المأساة ذات يوم، فأنا أشعر بآلام هؤلاء، وأشعر بآهات هؤلاء، لأنني جزء منهم وبالتالي قضيتهم تعتبر قضيتي، وكنت ومازلت وسأظل أدافع عن حق كل الليبيين في العيش الكريم وأن يقيموا في بيوتهم وقراهم ومدنهم، لا أن ينزحوا خارج بيوتهم ومساكنهم أو يتم تهجيرهم نتيجة لمواقفهم أو آرائهم السياسية او نتيجة النزاعات المسلحة التي أحرقت الأخضر واليابس.
- في حال فوزكم بالرئاسة.. كيف سيكون موقفكم من تيارات الإسلام السياسي؟
نحن نقبل بالعمل داخل ليبيا مع كل الشركاء الوطنيين حتى وإن اختلفنا في بعض القضايا التي لها علاقة بكيف يمكن أن تكون ليبيا في المستقبل، لكننا أبداً لا يمكن أن نتعامل مع أي قوى ترى أن ليبيا جزءا من تنظيم دولي، أو تابعة لمرشد عام، أو أي قوى ترى أن ليبيا يمكن أن تكون جزءا من إطار مؤدلج خارج حدود هذا الوطن ولا تؤمن حتى بالدولة الوطنية التي نعتز ونفتخر ونتشرف بأننا جزءا منها، فنحن نعتز بكوننا جزءا لا يتجزأ من الوطن العربي والوطن الإسلامي ومحيطنا الأفريقي والمغاربي، ولكن نرفض أن نكون جزءا من تيار مؤدلج يحكمنا باسم الدين أو يكفرنا باسم الدين فأبداً على الإطلاق لن نقبل ذلك، والتيارات الإسلامية إذا أرادت أن تكون تيارات إسلامية ليبية هي جزء من هذا الوطن، أما إذا كانت تريد وتُصر على أن تبقى تيارات إسلامية امتداداتها في الخارج، فنحن لن نكون في أي اتفاق مع هذه التيارات ولا في أي علاقة مع هذه الإطارات.
- توحيد مؤسسات الدولة.. معادلة صعبة متى وكيف يمكن تحقيقها؟
يجب وفي أسرع وقت ممكن العمل على توحيد مؤسسات الدولة كافة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والمؤسسة الشرطية والأمنية لأن هذه المؤسسات من مهمتها الأساسية حماية الوطن والمواطن، وبالتالي فنحن نؤيد أعمال لجنة (5+5) التي تلعب دوراً إيجابياً ومحورياً في هذا الإطار، وأرى أن أعضاء هذه اللجنة يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبالتالي إذا كتب الله لي أن أكون على رأس هذه الدولة، فسوف أستعين بهذه النخبة العسكرية المحترمة في عملية إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية وتأطيرها وتوحيدها.
وبالمقابل أيضا يجب العمل على توحيد كافة المؤسسات الأخرى مثل مصرف ليبيا المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، وديوان المحاسبة، والأجهزة الرقابية، وغيرها من المؤسسات، حيث لا يمكن للدولة أن تعمل وتسير في ظل الانقسام الحاد الحاصل في مؤسسات الدولة، وتشبث بعض العناصر بإدارة هذه المؤسسات، ليبيا تحتاج إلى إدارات موحدة في كل المؤسسات لمعرفة حجم المصروفات والإيرادات، ومن ثم يمكن تقليص حجم الفساد المستشري في البلاد، وهذا كله لن يتأتى الا من خلال توحيد هذه المؤسسات وإعادة تنظيمها.
- أخيرا.. ما رؤيتكم فيما يتعلق بسياسية ليبيا الخارجية المستقبلية وعلاقتها ببعض الدول التي تسببت في أزمتها خلال المرحلة الراهنة؟
سنعمل على بناء علاقات دولية متميزة، قائمة على الاحترام المتبادَل، والمصالح المشتركة، وتأكيد الدور الفعّال لليبيا في محيطها العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، وتعزيز مفهوم الإرادة والسيادة الوطنية عند كل الليبيين، ونشدد على أن علاقة ليبيا بكل الأطراف الدولية ينبغي أن تكون علاقة تقدم وتعلي وترفع من مصلحة ليبيا أولاً، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تقدم مصلحة أي طرف دولي على مصلحة ليبيا، بمعنى أن مصلحة ليبيا في المقدمة وهذا بالنسبة لي على الأقل خط احمر، ومن ثم يمكن أن نتعامل مع العالم الذي يحترم هذه الرغبة ويحترم موقفنا ويحترم إرادتنا وسيادتنا على هذه الأرض ولا يتدخل في شؤوننا الداخلية، فنحن سنتعامل مع العالم من هذا المنطلق، أما بعض الأطراف الدولية التي تريد أن تكون أو أن تعمل داخل ليبيا دون إذن من السلطات الليبية ودون تنسيق مع الدولة الليبية المتمثلة في سلطتها الرئاسية أو التنفيذية أو التشريعية فأنا أتصور بأن هذا العمل سيكون مرفوض بشكل قطعي ولن نقبل به على الإطلاق.