"لن نسمح بانتهاك سيادة ليبيا وكل ليبي شريف مع خروج القوات الأجنبية وهذا الملف يجب غلقه.. العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي والمصالحة الوطنية هدف كل الليبيين وهذه شروطها..الترشح للانتخابات الرئاسية حق لكل الليبيين وتأجيل الانتخابات الرئاسية مستعبد.. العزوف وعدم استلام البطاقات الانتخابية خطير جدا حتى لا يتم استغلالها من قبل المستغلين الفاسدين والمرتشين.. أعددت برنامجي الانتخابي منذ سنة 2017 لأنني أعلم منذ ذلك الوقت أن ليبيا ستستقر وستبدأ مرحلة جديدة، وها قد أتت هذه اللحظة..".
هذه نبذة مما جاء في الحوار الشامل الذي أجرته "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الإثنين مع رئيس حزب النداء ورئيس المنظمة الوطنية لصوت الشباب الليبي المترشح للانتخابات الرئاسية د. أكرم الفكحال.
وفي ما يلي نص الحوار:
بداية ماهي حقيقة الوضع الراهن في ليبيا؟
نعتقد أن الوضع الراهن في ليبيا يبشر بكل خير إن شاء الله حيث خرجت البلاد من حالة لا سلم ولا سلام ولا تنمية إلى حالة تفاؤل بمستقبل واضح يعم كل البلاد وكل شرائح المجتمع الليبي، ونتمنى ألا يكون هناك إقصاء أو تهميش لكل من له الحق في الترشح حتى تكون كل النتائج مرضية للجميع ومنهم المعارضون.
من هو المترشح أكرم الفكحال.. وما هو شعار حملتكم وبرنامجكم الانتخابي؟
د. أكرم إبراهيم الفكحال مواطن ليبي عاش ما عاشه الليبيون جميعا من مأساة وضيق مادي ومعنوي واجتماعي، والمه ما مرت به بلاده من كوارث وحروب وخلافات وتصدعات كان الخاسر الكبير فيها هو الليبيون جميعا دون استثناء.
أما عن نفسي فلدي خبرة عملية ومهنية تزيد عن إحدى وعشرين سنة في العديد من المناصب القيادية، متحصل على الماجستير في المراجعة الداخلية والدكتوراه في المالية مع مرتبة الشرف، وأنا أيضا رئيس حزب النداء ورئيس المنظمة الوطنية لصوت الشباب الليبي منذ ثلاث سنوات.. وشعار حملتي الانتخابية هو "ليبيا استقرار وبناء".
وبالنسبة لبرنامجي الانتخابي سأترك الإعلان عنه خلال الأيام القادمة إن شاء الله، كما أني لا أخفيك القول بأنني بصدد إعداده وتجهيزه منذ سنة 2017 لأنني أعلم منذ ذلك الوقت أن ليبيا ستستقر وستبدأ مرحلة جديدة، وها قد أتت هذه اللحظة.
كيف تقيمون مسار العملية الانتخابية إلى حدود الساعة؟
أعتقد أنه حسب ما نعلم ووفق المعلومات المتوفرة لدينا فإن العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي بفضل تظافر جهود كل الجهات المعنية بالعملية الانتخابية (مواطنون - مترشحون - هياكل تنظيمية)، كما أنه لا يفوتني أن أشير إلى أن للجميع الحق والمشاركة في هذا العرس الديمقراطي على أن تنطبق عليه الشروط الموضوعة بدون استثناءات.
ماهي رؤيتكم للمصالحة الوطنية في ليبيا؟ وما خطتكم لتحقيق هذه المصالحة في حال فزتم بالانتخابات؟
المصالحة الوطنية هدف كل الليبيين للعيش في أمان ورفاهية، لكن ليس من السهل (كما حصل في كل بلدان العالم التي عاشت ما عاشته ليبيا خلال السنوات الماضية) أن تمحي من الأذهان ومن العقول كل ممارسات ومظاهر التفرقة والاختلاف والصراعات التي مررنا بها، وهذا يتطلب وقفة جادة وعملية حقيقية على أرض الواقع وليس مجرد شعارات زائفة وواهية بل عمل حقيقي وملموس يشعر فيه كل ليبي أنه شارك فيها ووضع أساسها لمستقبل مشرق، كما سنعمل وبكل جهد وبكل ما أوتينا من قوة التدقيق في كل الأسباب والمسببات وذلك لتشخيص كل أشكال المعوقات لبلوغ المعالجة الفعلية بسرعة ودون تسرع وذلك باليات فعالة استنادا على التجارب المقارنة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع الليبي.
نحن نراهن على أن الشعب الليبي بكل مكوناته يتطلع إلى حياة أفضل نوعيا سياسيا ومعنويا واقتصاديا واجتماعيا وهذا يتم بإزالة الخلل والتناقض الموجود في النصوص القانونية، والهياكل القضائية، وفي نفوس القائمين على هذا الجهاز وأيضا المزاوجة في معاملة المجرمين بين النظرة الواقعية الإنسانية، وبين ضرورة الردع بالعقوبة.
هل ترون أن أنصار نظام القذافي مكون أساسي في المشهد الليبي وفي حكم ليبيا الجديدة؟
ليبيا تسع الجميع وبالجميع وعن نفسي لست مع أي تصنيف للشعب الليبي بل الكل معني والكل مطلوب منه التكاثف يدا بيد لبناء ليبيا الجديدة.
ماهي خطتكم لاستعادة السيادة الليبية في الداخل والخارج؟ وهل أنتم مع وجوب خروج جميع المرتزقة الأجانب من البلاد؟
أعتقد أن كل ليبي وطني شريف لا يرغب في وجود أي قوات أجنبية على الأرض الليبية ولا يريد أي انتهاك للسيادة الليبية، وهذا الملف من الضروري غلقه بالاتفاق والتوافق مع كل المعنيين به ولن نسمح بانتهاك سيادة ليبيا ممن كان من يكون كما لا يفوتنا أهمية التمسك بالقيم الأخلاقية والحضارية والتاريخية للمجتمع الليبي لحماية الوطن من الجريمة والانحراف واحترام القوانين والتحرك في حدودها.
ماهي شروط إجراء انتخابات شفافة في ليبيا؟ وهل تلك الشروط متوفرة في ظل الوضع الحالي؟
الشفافية ضرورة ملحة لإنجاح ومصداقية العملية الانتخابية لكن تبقى المسألة نسبية في جوهرها، الشفافية المطلقة تطمح لها كل شعوب العالم لكن الواقع يظهر أن العملية الانتخابية لن ترضي كل الخاسرين.
الإخوان لوحوا بالتصعيد (تصريح المشري تعليقا على ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر) في حال كانت نتائج الانتخابات لصالح هاتين الشخصيتين؟ ما تعليقكم؟ وهل ترون أن تأجيج الأوضاع من طرف الإخوان أو أي أطراف أخرى في ليبيا إمكانية واردة إثر الإعلان عن النتائج؟
كل الاحتمالات واردة وممكنة بغض النظر عن الجهة أو الطرف الذي قد يقوم بذلك ولكن نحن نراهن على رغبة ووعي الشعب الليبي في الانتقال إلى ليبيا جديدة بحكومة ورئيس ينتخبهما الشعب عن طريق الصناديق.
ماذا تقولون عن ظواهر شراء الأصوات والذمم والمال السياسي في الانتخابات، وهي ظواهر قد توجد في أي انتخابات في العالم وليس فقط في ليبيا؟
فعلا لا تكاد انتخابات تخلو من دور المال في التأثير على اختيارات الناخبين بطرق متعددة حسب المناخ السياسي والتجارب الديمقراطية وهناك العديد سيقوم بشراء الذمم ظنا منه أنها ستكون سببا للفوز في الانتخابات وهو لا يعلم أنه إن قام بهذه الطريقة الخسيسة سيعلم كل الأطراف ومنهم من اشترى صوته أنه قادم للفساد والدمار والحرب وليس للاستقرار والبناء والسلام، كما أن العزوف وعدم استلام البطاقات الانتخابية خطير جدا حتى لا يتم استغلالها من قبل المستغلين الفاسدين والمرتشين.. وهذه دعوة للجميع لاستلام البطاقات الانتخابية من الجهات المختصة والمشاركة في الانتخابات رغما عنهم حتى لا نترك لهم الساحة أونترك تغليب الدفة لهم زورا وبهتانا.
ما تعليقكم على ترشح سيف الإسلام القذافي ولاحقا استبعاده وإمكانية عودته للسباق (الإجابة حول عودته للسباق ضرورية في حال تم ذلك قبل نشر الحوار)؟
كما أشرت سابقا للجميع الحق والمشاركة في هذا العرس الديمقراطي على أن تنطبق عليه الشروط الموضوعة دون استثناءات.
هل توجد إمكانية لتأجيل الانتخابات الليبية؟ وخاصة الرئاسية؟
تأجيل الانتخابات مستبعد جدا لقد ضرب الشعب الليبي موعدا مع التاريخ ولا أظن أنه سيخالف هذا الموعد.
أكيد أن نتائج الانتخابات سيكون لها أثرا كما في أغلب ديمقراطيات العالم وخاصة في الدول حديثة التجارب بالديمقراطية، ولكن نحن على ثقة في كل مكونات الشعب الليبي في تجاوز هذه الفترة الظرفية للانطلاق نحو الوحدة الوطنية والتعامل بروح التسامح والتعاون من أجل كل الخير لليبيا.
كيف يرى المترشح أكرم الفكحال ليبيا المستقبل أو بالأحرى ليبيا ما بعد الانتخابات؟
حان الوقت لتجاوز الصراع الماضي لمواجهة تحديات ليبيا المستقبلية.. وأن تكون ليبيا ذات سيادة حقيقية ودولة مستقرة وقوية وامنة ولها دورها الفاعل في المحافل العربية والاقليمية والدولية وتوطيد الوحدة الوطنية وحماية ثوابت الدولة وتعزيز استقلال الوطن والحرص على أمنه واستقراره وإرساء نظام حكم راشد قائم على تعددية سياسية حقيقية يصون الحقوق والحريات العامة (الفردية والجماعية) وحقوق الإنسان، ويتوفر فيه حق الممارسة السياسية والنقابية والإعلامية للجميع.
أنتم شخصية شابة فهل ستمثلون صوت الشباب المثقف والمكافح الذي سيبني ليبيا الجديدة في حال فزتم في الانتخابات؟
إذا قدرنا الله بأن نتحمل هذه المسؤولية سنعمل في إطار ما هو قانوني وشرعي من أجل تحسين معيشة كل الليبيين وفتح الافاق لكل شرائح المجتمع بكل أطيافه.
رؤيتي وهدفي ورسالتي في برنامجي الانتخابي أن يكون إصلاحيا شاملا مفتوحا لكل الخيرين والخيرات من أبناء ليبيا الحبيبة من أجل التعاون على تنمية الوطن وحمايته، وخدمة الشعب، ويتم ذلك عبر منهج يقوم على التسامح والتراحم والتواد والتعاون بين جميع مكونات الشعب الليبي، واعتبار السياسة مصالح يحكمها الدستور والحق والعدل وتحقيق التنمية الشاملة للبلاد في إطار العدالة الاجتماعية باعتماد نظام اقتصادي وطني يزاوج بين الاقتصاد الحر وواجب الدولة في الرعاية والرقابة والتحفيز، والعمل على محاربة الفساد بكل أشكاله، كما سنسعى إلى دمج المرأة والشباب في تحمل مسؤولياتهم في القضايا الكبرى للدولة، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف ستكون لدينا استراتيجية عمل للإصلاح والبناء، تمثل رؤية اجتهادية منطلقة من قيم المجتمع وتاريخه وحضارته، ومن الإدراك الشامل والعام لواقع الأمة وآمالها وتطلعاتها، ومن استيعاب مختلف العوامل الداخلية والخارجية التي تصنع الأحداث، وتؤثر في مجريات الأمور كما تتضمن الحديث عن هموم الأمة وتعالج مشكلاتها وتلبي طموحها.