عقب أحداث الجمعة الماضي والاشتباكات المسلحة التي وقعت أمام مقر كتيبة 17 فبراير بمنطقة قاريونس بمدينة بنغازي، والتي أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وجرح أكثر من عشرين آخرين، التقت "بوابة أفريقيا الإخبارية" اليوم القيادي في كتيبة 17 فبراير الحاج فتحي الزايدي للوقوف على وجهة نظر كتيبة 17 فبراير فيما جرى من أحداث وأجرت معه الحوار التالي:

سيد فتحي ما هي رواية كتيبة 17 فبراير للأحداث الدامية التي وقعت يوم الجمعة أمام مقرها؟

قمنا قبل أحداث الجمعة الماضية بيومين بنشر بيان على صفحتنا على موقع الفيسبوك حول ما وصلنا من معلومات عن مخطط يجري التحضير لتنفيذه الجمعة من قبل آمر القوات البرية السابق خليفة حفتر والقيادي بالقوات الصاعقة سالم النايلي المشهور "بعفاريت" إضافة إلى العقيد جلال الفارسي "أحد قادة كتيبة نداء ليبيا الموالية للقذافي". حيث يخطط هؤلاء لإخراج مظاهرة أمام فندق تيبستي ببنغازي على أنها مظاهرة سلمية شكليا بينما هم في الأصل عسكريون يرتدون لباسا مدني ليهاجموا بيها مقر كتيبة 17 فبراير.

وبالفعل تأكدت هذه المعلومات بعد خروج مظاهرة أمام فندق تيبستي وتعالت الأصوات فيها للتوجهة إلى مقر كتيبة 17 فبراير بمنطقة قاريونس ومهاجمتها

لكن هناك سيارة مجهولة قامت بالرماية على المتظاهرين أمام تيبستي قبل توجهها لكتيبة 17 فبراير، من برأيكم قام باستهداف هذه المظاهرة؟

من خلال المخطط الذي علمنا بأنه فإن الأطراف التي ذكرتها هي من خططت لاستهداف المظاهرة وبعض المدنين الذين كانوا فيها، بهدف استفزازهم ومن ثم توجيههم صوب كتيبة 17 فبراير متهمين إياها بالمسؤولية عن استهدافهم.

وهنا نتهم خليفة حفتر ومن معه ممن يسيطرون على مقرات الدولة بكتائب غير شرعية تتحكم بمطار بنينا الدولي والحقول والموانئ النفطية، نتهمهم بالرماية فوق المتظاهرين أمام تيبسي ومن ثم تهييج الناس وتوجيهم نحو كتيبة 17 فبراير، وأسجل علامة استفهام عن اختيار المتظاهرين كتيبة 17 فبراير للتوجه لها دون غيرها! هذه إشارة بأن الأمر مفبرك بالكامل.

بعد وصول المتظاهرين إلى مقر كتيبة 17 فبراير بمنطقة قاريونس كيف تعامل أفراد الكتيبة معهم؟

بعد صلاة المغرب وصل المتظاهرون لمنطقة كوبري طرابلس في حي طابلينوا لكن سكان الحي أقنعوهم بالرجوع ليعودوا من بعد ذلك عبر شارع الدقادوستا، وفي الأثناء كان لنا في تلك المواقع أفراد من التحريات التابع للكتيبة يقومون برصد المظاهرة والتعرف على هوية من يقودها، فقد أجمعوا كلهم بأن المظاهرة ليست بسلمية حتى أن بعض المتظاهرين كان يخفي السلاح معه، وهذا دليل آخر على أنهم أشخاص عسكريين لا مدنيين وقد تأكد هذا الأمر لنا عدد من المواطنين الذين شاهدوا المظاهرة.

في الأثناء رأيت بأم عيني عددا من عناصر الأمن بمديرية أمن بنغازي يقومون بتوجيه المظاهرة تجاه كتيبة 17 فبراير، وفور وصول المتظاهرين إلى مقر الكتيبة دخلوا إلى المبنى السابق لغرفة العمليات في نهاية معسكر 17 فبراير، ومن ثم التقوا مع شباب مدنيين تابعين للكتيبة ولم يستخدم أفراد الكتيبة أي أسلحة آن ذاك، غير أن جزء من المتظاهرين بادر بالرماية مستهدفا أفراد الكتيبة الذي لم يجدوا حلا غير الدفاع عن أنفسهم من خلال الرماية في الهواء ردا على استهدافهم، وهذا الأمر موثق بمقاطع فيديو مصورة لدينا.

 

إذا أنتم تؤكد بأن أفراد كتيبة 17 فبراير لم يبادروا بالرماية وإنما من قام بالرماية هو في جانب المتظاهرين؟

نعم، أفراد كتيبة 17 فبراير لم يقوموا بالرماية على المتظاهرين أبدا، حتى بعد أن تمت الرماية عليهم لم يردوا وإنما قاموا بالرماية في الهواية لإخافة من استهدفهم بالسلاح، ومن استهدف أفراد كتيبة 17 فبراير بالسلاح كانوا أشخاصا عسكريين، فليس من الطبيعي أن يبقى متظاهرون مدنيون في المنطقة حتى ساعات متأخرة من الليل.

 

إذا كيف تفسر سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين؟

كان هناك مصدر آخر للنيران قادم من مديرية أمن بنغازي من الخلف، وكانت الرماية بأسلحة متوسطة نوع 14 ونصف، حيث كان الرصاص موجها نحوا كتيبة 17 فبراير قادما من مفترق مديرية أمن بنغازي وكانت الرماية كثيفة، علما بأن الأشخاص المدنين لا يملكون أسلحة متوسطة مثل الـ 14 ونصف أو الدوشكة، وهنا اعتقد بأن تدخلا عسكريا ضد كتيبة 17 قبراير قد حدث من كل من مديرية أمن بنغازي وكتيبة الصاعقة والمظلات، حيث استمروا في الرماية حتى الساعات الأولى من الفجر، وهذا الأمر بشهادة أصحاب المحلات التجارية على جانبي الطريق الذين وثقوا الأمر بكاميرات المراقبة الخاصة بهم.

وللعلم فأن هناك أطراف كثيرة مستفيدة من الهجوم على كتيبة 17 فبراير فهناك المليشيات تسيطر على مطار بنينا الدولي وتقوم بالتحكم في حركة الطيران وتهريب الهجرة غير الشرعية عبر المطار كيفما تشاء، وهناك من يقوم بالسيطرة على المواني النفطية ومقدرات الشعب الليبي وهو لا يتبع الدولة لا من قريب أو بعيد.

كل هذه الأطراف الخارجة عن شرعية الدولة تزايد اليوم علينا وتهاجم مقر كتيبة 17 فبراير، رمز الثورة التي خرّجت كتائب الثوار وقوافل الشهداء، دونا عن باقي المعسكرات الأخرى في كامل مدينة بنغازي، هذه الأطراف التي هاجمتنا هي على علاقة بمن تهجم على كتائب ثوار مصراتة في طرابلس دون غيرها، متجاهلين وجود كتائب أخرى على غرار كتائب الصواعق والقعقاع التي تحوي اللواء 32 المعزز التابع للقذافي، لماذا لا يهاجمها أحد بحجة أنها خارجة عن شرعية الدولة؟.

 

ما موقفكم مما أعلنه وزير العدل صلاح المرغني بالتوصل إلى اتفاق يقضي بإخلاء مقر كتيبة 17 فبراير ببنغازي خلال 3 أيام؟

بالتأكد مقر كتيبة 17 فبراير هو رمز لثورة 17 فبراير في بنغازي، ونحن مع مطالب الشعب الليبي عامة وأهالي بنغازي خاصة، ونحن سنخلي مقر الكتيبة لكن بشروط يجب أن تنفذ؛ ومن ثم سنسلم المقر حسب الاتفاق، وشرطنا الرئيس هو أن تقوم الدولة باستلام المقرات الأخرى التي تسيطر عليها كتائب غير شرعية، مثل مطار بينيا الدولي الذي تسيطر عليه كتيبة لا تتبع الدولة، إضافة إلى الموانئ النفطية وباقي المقرات والمباني الحيوية الأخرى في المدينة.

إذا قام وزير العدل صلاح المرغني بإخلاء هذه المؤسسات الحيوية واستلامها من الكتائب غير الشرعية التي تتحكم بها، حينها سنكون نحن أول من يسلم مقره.

 

هل هناك مشاورات حاليا بينكم وبين الحكومة أو أبلغتكم الحكومة بشرطكم؟

نحن بصفتنا ثوار بكتيبة 17 فبراير أبلغنا بعض الوسطاء من بينهم القاضي طارق المحجوب وباقي الوسطاء الذين قدموا إلينا من الحكومة، أبلغناهم بشرطنا إخلاء المطار والموانئ النفطية أولا إن أرادوا منا إخلاء مقر الكتيبة وننتظر ردهم، علما بأننا ومعنا باقي ثوار بنغازي نقوم حاليا بالتجهيز لوقفة احتجاجية ستخرج يوم الجمعة القادم رفضا لتسليم مقر كتيبة 17 فبراير قبل أن تسلم للدولة باقي المقرات الحيوية التي تسيطر عليها ميليشات غير شرعية.

 

كلمة أخير في هذا الصدد.

كلمتي للشعب الليبي هي أن يكون الشعب واعيا ومتيقظا، ويجب أن يعرف أهل بنغازي تحديدا أن من في كتيبة 17 فبراير لم يأتوا لبنغازي من خارج البلاد وإنما هم أبناءكم أبناء بنغازي.