تتابعون هذا الحوار الشيق الذي اجرته "بوابة افريقيا الاخبارية" مع الداعية الدكتور علي حلتيم ،ساعات عن دخول خير الشهور وأعطرها رمضان المكرم على هامش المحاضرة الملقاة بمنطقة بشمال محافظة  سطيف 300 كيلومترا شرق الجزائر  والتي اشرف على تنظيمها المكتب البلدي لجمعية الإرشاد والإصلاح، حيث توقف الدكتور علي حلتيم عند ابرز المعاني السامية لرمضان وما الواجب فعله خلال ساعاته بالليل والنهار، والخلاف الحاصل في تحديد ليلة ترقب الهلال أو كما تسمى ليلة الشك فمتابعة طيبة.

بوابة افريقيا الاخبارية : سعداء بهذا اللقاء لحظات فقط عن دخول الشهر الفضيل.

الدكتور علي حلتيم:اهلا..هو في الحقيقة سيد الشهور وابركها وأخيرها، لأنه ببساطة يستطيع فيه المؤمن أن يضمن به الجنة لو يصومه ايمانا واحتسابا، لذا نتمنى أن يحل علينا الشهر وكلنا استعدادا لصيام ايامه وقيام لياليه، وتكثيف الدعاء وعمل الخيرات فيه ،وانتهاز هذه الفرصة الطيبة  التي تجعلنا دائما الى الله أقرب.

بوابة افريقيا الاخبارية:ألقيتم اليوم محاضرة حول المعاني الحقيقية لرمضان، هلا ذكرت القارئ وايانا بابرز هذه المعاني؟

الدكتور علي حلتيم: نعم لاننا أحوج لمثل هذه المواضيع التي تجعلنا نفهم رمضان فهما صحيحا ،لأن المولى عز وجل لم يفرض هذا الشهر على عباده لكي يجوعهم او يجعلهم يشعرون بالضمأ، لكنه فرض علينا رمضان لعديد الحكم التي لا تعد ولا تحصى، أكان في الشق الايماني او الصحي أو الاجتماعي وحتى النفسي والاقتصادي،فرمضان يجعلنا نشعر بغيرنا من المعوزيين والفقراء، كما يجعلنا نتأمل في البطولات الكبيرة لسلفنا خلال الازمنة الفارطة، خاصة ونحن نعلم بان اغلب الغزوات والفتوحات كانت خلال الشهر الفضيل بداية بمدرسة بدر الكبرى، أما صحيا فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة الفوائد الكبرى للصوم ،بحيث تتواجد كبريات المصحات والمستشفيات حتى في الدول غير الاسلامية باتت تفرض الصوم على بعض المصابين بامراض المعدة والأمعاء والكبد والبنكارياس، هذا الاخير الذي اثبت ذات الدراسات انه يحتاج الى 12 ساعة في اليوم راحة لا يستقبل فيها الأطعمة والمشروبات، والبحوث في هذا المجال ما زالت تكتشف العجب العجاب من اسرار فرض الصيام،أما اجتماعيا فيعلمنا رمضان معنى التضامن والتكافل والمحبة ،وهي معان كلها تؤثر في الجانب النفسي، وإذا تحدثنا عن المجال الاقتصادي فلهذا الشهر الكريم دروس كبيرة في عالم السوق والبورصة والادخار وإحصاء النفقات، هذا ربما ابرز ما يجب معرفته عن الشهر الكريم، رغم أننا لم نعطي سوى القليل من المعاني الرمضانية.

بوابة افريقيا الاخبارية:يكثر الجدل مع بداية كل رمضان بشأن اختلاف الامة في تحديد أولى أيام رمضان الى ما ترجعونه فضيلة الشيخ؟

الدكتور علي حلتيم: نعم هذا الجدل لا يزال قائما رغم التطور الحاصل في وسائل رصد الهلال ،والانفجار المعروف في مجال الاتصالات، لكن هذا لا يخفي شيئ أخطر من هذا، فنحن اليوم نعيش ازمة اختلاف داخل البيت، وداخل المسجد واحيانا تثور حروب بسبب اختلاف في الرأي، ما عسانا نقول سوى رفع الايادي والدعاء لكي يتفق المسلمون ويتوحدو ضد جميع المؤامرات، لان الاختلاف بين المسلمين سيخدم أساسا أعداء الاسلام .

بوابة افريقيا الاخبارية:تحدثت عن النية،فما تأثير الحسابات التي يضعها المسلمون بشان قصر الوقت بين العشاء والفجر وكذا الحرارة وغيرها على نية العبد؟

الدكتور علي حلتيم: يجب على المسلم ان يتحزم جيدا لهذا الشهر المبارك، ووضع الحسابات هذه لا يجوز أصلا لانها تؤثر بشكل كبير جدا على نية العبد الصائم، فرمضان كله خير في إي فصل وفي اي وقت فلمذا نضع تلك الحسابات التي تضعف الهمم وتجعلنا نفكر بالهوامش ونترك الأصل في الصيام ؟ لذا فنصيحتي هو الابتعاد عن هذه الحسابات وإخلاص النية لصوم رمضان والتأكد ان كل فعل امرنا به ربنا عز وجل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء الا ليزيدنا فائدة.

بوابة افريقيا الاخبارية:نصيحة أخيرة للشباب على وجه التحديد

الدكتور علي حلتيم: الرسول عليه الصلاة والسلام كان دائما يوصي بالشباب لأنهم كانوا سنده خلال محطاته لنشر الرسالة السماوية، لذا فالتفاف شبابنا اليوم حول الدين امر لابد أن يكون ،وعليهم ان لا يفكرو بان الصيام هو الامتناع عن الاكل والشرب وشهوة النساء وانما هناك امور خطيرة قد تجعل منهم لا يجنون سوى الجوع والعطش، لذا فعليهم استثمار الوقت في عمل الخيرات وقراءة القرآن وقيام الليل بدل الاستماع الى الاغاني الماجنة ومتابعة المسلسلات والأفلام الملهية ،والتلفظ بالالفاظ البليدة والبذيئة وغيرها من الامور التي تسييء الى الصوم.