تحت تأثير الاحتباس الحراري، ونظراً لفقدان غابات التايغا، التابعة لجمهورية ياقوتيا شمال روسيا الغطاء الشجري الذي كان سيساهم في تماسك الطبقات، ويمنع نفاذ درجات حرارة أعلى من المعتادة إلى العمق، بدأت تلك الطبقات تنهار تدريجياً، وظهر شق في البداية، وأخذ يتسع حتى تحول إلى «فج عميق» يطلق عليها العلماء «فوهة باتاغايك»، بينما أثار شكله الغريب مخيلة السكان المحليين الذين أطلقوا عليه اسم «بوابة الجحيم».
ففي هذه المنطقة بات تأثير التغيرات في الطبيعة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري مصدر خوف للمواطنين المحليين، بعد ظهور ما يُطلقون عليه «بوابة الجحيم»، وهي عبارة عن «فج عميق» تشكل نتيجة انهيار لطبقات التربة في منطقة مجاورة لقرية باتاغايك، في غابات التايغا شمال سيبيريا. وأخذ الفج شكل «شرغوف عملاق» يشبه الكائنات الغريبة المرعبة التي تعرضها أفلام الخيال العلمي أحياناً، وبلغ طوله حالياً نحو 1 كيلومتر، بعمق نحو 100 متر، ويستمر بالاتساع عرضاً.
وبدأت ملامح فج «بوابة الجحيم» تظهر منذ الستينيات من القرن الماضي، بحسب صحيفة الشرق الأوسط بعد أعوام على قطع الإنسان للأشجار في تلك المنطقة، التي تُصنف ضمن مناطق الجليد الأزلي، وتكون غالباً تحت تأثير درجة حرارة تتراوح ما بين 50 إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تدريجياً، تحت تأثير الاحتباس الحراري، ونظراً لفقدان المنطقة الغطاء الشجري الذي كان سيساهم في تماسك الطبقات، ويمنع نفوذ درجات حرارة أعلى من المعتادة إلى العمق، بدأت تلك الطبقات تنهار تدريجياً، وظهر شق في البداية، وأخذ يتسع حتى تحول إلى «فج عميق» يطلق عليها العلماء «فوهة باتاغايك»، بينما أثار شكله الغريب مخيلة السكان المحليين الذين أطلقوا عليه اسم «بوابة الجحيم»، ويتجنبون الاقتراب منه.
ويحذر العلماء من هذا الفج، لافتين إلى أنه تشكل نتيجة تحرر غازات كانت ترتكز عليها طبقات التربة هناك. وكان انبعاث هذه الغازات تسبب بانفجار عام 2013، سُمع صوته على بعد 100 كم، وأكد شهود عيان من سكان القرى المجاورة أنهم شاهدوا لحظة الانفجار وميضاً في السماء. ويتابع العلماء التغيرات على «بوابة الجحيم»، بما في ذلك عبر الفضاء. ونشرت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عام 2017 مجموعة صور لذلك الفج التقطتها الأقمار الصناعية، ويبدو من أعلى مثل كائن حي غريب يزحف بين أشجار غابات التايغا.
ومقابل القلق والخوف، وجد علماء المناخ والحفريات والجيولوجيا، في هذه الظاهرة، فرصة ثمينة لدراسة تاريخ طبقات الجليد الأزلي، بعد أن تمت تعرية جزء كبير منها نتيجة الانهيار في التربة. ويُعتقد أن تلك الطبقات التي تمت تعريتها نتيجة الاحتباس الحراري، تشكل فرصة لدراسة التغيرات التي طرأت على سيبيريا خلال أكثر من 200 ألف عام.