في ظل اتجاه القوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى الاستمرار في عملياتها القتالية،حيث تدخل العمليات العسكرية مرحلتها الثالثة و الأخيرة التي وصفها قيادات الجيش الليبي بالحاسمة،تبدو حكومة الوفاق في طرابلس، بقيادة فايز السراج، التي تقاتل تحت رايتها مجموعة من الميليشيات المختلفة في توجهاتها، كأنها تعيش عزلة دولية.

حيث عبّر السراج في عدد من اللقاءات والبيانات، أخيراً، عن أسفه لـ "حالة الجمود التي يعيشها مجلس الأمن، وعدم توافق أعضائه تجاه الأحداث في العاصمة طرابلس". ولم يتوقّف أسف السراج عند هذا الحد، بل انتقد موقف داعميه الدوليين، محذراً من أن "الانقسامات الدولية قد تؤدي إلى إعادة سيناريو العام 2011، الذي تخلى فيه المجتمع الدولي عن ليبيا".

إذ برزت ملامح العزلة الدولية خاصة في تردّد الموقف الإيطالي الذي يعتبر حليف متميز لحكومة السراج حيث ترددت أنباء في الأشهر الماضية عن وجود انقسام في الموقف الإيطالي بشأن التعامل مع الأزمة الليبية خلق حالة من التردد بشأن استمرار دعم حكومة طرابلس.

وطالب السراج إيطاليا بـ"التدخل بشكل حازم للتوصل إلى إحلال السلام في ليبيا"فوفقا لمصادر مقربة من نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، فقد جاء هذا الطلب خلال اللقاء الذي جمع  الشهر الماضي في مقر محافظة ميلانو السراج وسالفيني، بحسب وكالة آكي للأنباء الإيطالية.

وبعد أن باءت محاولته بإقناع رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي ووزير الخارجية إينزو موافيرو ميلانيزي بالتدخل لصد قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، رغم تلويحه بفزاعة داعش والهجرة، لجأ السراج لماتيو سالفيني للضغط على حكومة بلاده للخروج من موقف الحياد الذي فرضته الانتصارات المتتالية للجيش وبدأ يظهر نسبيا بعد معركة طرابلس.

في شهر مايو الماضي، قام  رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بجولة  كان يُعلق عليها آمال كبيرة في حشد الدعم لا يبدو أنها أتت بما كان مرجوا منها، ليجد نفسه، وفق سياسيين ليبيين، في عزلة في الداخل والخارج.

حيث عاد السراج لطرابلس خاويا من العواصم الأوروبية التي زارها بعد أمله بالوعود والمساعدة ليُفاجأ بأبواب أوروبية موصودة.

وبدأ رئيس حكومة الوفاق ردوده بالإعلان عن إنهاء التعامل مع بعض الشركات الألمانية والفرنسيةلكن هذا الإعلان لم يصمد سوى ساعات قليلة ليعود بعده السراج ويتراجع عن قراره.

في هذا الصدد،أكد السياسى والإعلامي الليبي ياسين عبد القادر الزوي أن هناك تفهما دوليا لدور القوات المسلحة فى ليبيا وأهميته، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا.

وأضاف فى حوار مع "الأخبارعلى هامش ندوة دعم الجيش الوطنى الليبي التى عقدت بالقاهرة في شهر مايو أن السيد فايز السراج وحكومة الوفاق الوطنى تعاني من عزلة سياسية دولية وإقليمية وأصبح ليس لديهم ملجأ إلا بعض البيانات الشكلية أو تصريحات من الدول راعية الإرهاب والتطرف وعلى رأسها تركيا وقطر.

من ذلك،يرى مراقبون أن أن لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن أكثر من مرة، وآخرها مطالبته بإرسال لجنة دولية لتقصّي الحقائق، يشير إلى الارتباك الكبير الذي تعيشه بالتزامن مع "غيابحلفائها السابقين، لا سيما إيطاليا، هذا الوضع سيجرّ حكومة السراج للعب ورقة المهاجرين و النفط للضغط على الدول الغربية لكن تضييق الخناق على المليشيات سيحول دون نجاح هذا التوجه.