أسند الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مهمة الاشراف على المشاورات السياسية بخصوص مراجعة الدستور ، إلى مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحي حسب ما ذكرته مصادر موثوقة لموقع " كل شيء عن الجزائر ".

ومنذ عودة الوزير الأول الأسبق أحمد أويحي، الذي سبق له وأن شغل منصب أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي )، إلى الساحة السياسية عقب تعيينه من طرف الرئيس بوتفليقة في منصب مدير الديوان برئاسة الجمهورية ، كانت الطبقة السياسية في الجزائر قد علقت على ذلك بالقول إن أويحي سيكون رجل المرحلة المقبلة خلال الخمس سنوات بالنظر لثقة الرئيس فيه، وأيضا لحنكته السياسية ومعرفته كيفية ادارة الأمور، خاصة الأزمات، وهو الذي يسميه الإعلام الجزائري بـ " رجل المهمات القذرة "، وفي ذلك وصف لعدم تأثره بالانتقادات لما يباشر معالجة ازمات حادة كما فعل مع شبكة الأجور لما كان رئيسا للحكومة في السنوات الأولى من حكم الرئيس بوتفليقة خلال العهدة الأولى والثانية بالأخص.

والمشاورات السياسية بشأن تعديل الدستور الجزائري الذي كان قد عدل منذ 2008 وفتح العهدات الرئاسية، كان قد تحدث عليها الرئيس بوتفليقة في خطابه الأخير لما أدى القسم الدستورية الاثنين الماضي. وهي عبارة عن سلسلة لقاءات يجريها المكلف بهذه المشاورات، مع قادة الأحزاب السياسية ( معارضة وموالاة)، وكذا مع الشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ( منظمات وجمعيات شبانية، نسوية، حقوقية، وعمالية، ونقابات قطاعات عديدة ).  

وكانت مشاورات سياسية مشابهة قد تمت في الجزائر من اجل بلورة شكل الاصلاحات السياسية التي كان الرئيس بوتفليقة قد بادر بها في خطابه في15 أبريل 2011، والذي أدارها في تلك الفترة الأمين العام الحالي للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الأمة، وهو الرجل الثاني في الدولة بسحب الدستور الحالي.

لكن الطبقة السياسية الحالية التي تعززت بأقطاب معارضة جديدة، كانت قد أطلقت عدة مبادرات سياسية هي الأخرى بهدف الخروج من " الأزمة السياسية " كما تقول معظم التشكيلات المعارضة في البلاد، غير أنها هذه المرة، قد لا تستجيب بشكل يرضي الرئيس بوتفليقة، كون الظروف تختلف حسب معارضيه، فهؤلاء ومنهم منافسه بن فليس، وبعض الأحزاب الإسلامية، كحركة حمس، والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، وآخرون من مرشحي الرئاسيات الأخيرة، يصرح كلهم بأنهم لا يعترفون لا بالنتائج ولا به رئيسا، وهو ما قد يصعب مهمة أحمد أويحي في إدارة هذه المشاورات.