على غرار اتفاق الدول الغربية لإنشاء تحالف دولى لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وبعد صراعات دامت طويلا، استقرت دول أفريقيا على مواجهة جماعة بوكو حرام الإرهابية التى تصاعدت حدة هجماتها فى نيجيريا منذ بداية العام الماضي.

وفي يوليو الماضي، اتفقت خمس دول أفريقية على تشكيل قوات مشتركة، بقيادة نيجيريا، لقتال جماعة بوكو حرام المسلحة.وتوصل قادة الدول المعنية إلى هذه الاتفاق في قمة ترأسها رئيس نيجيريا الجديد، محمد بُخاري، الذي وعد في حملته الانتخابية بمعالجة المشكل.وتشكلت القوات المشتركة بأغلبية من نيجيريا وتضم تشاد والكاميرون والنيجر وبنين.وتقرر أن تقود نيجيريا هذه القوات المشتركة، بعدما رفض الرئيس بخاري دعوات إلى تناوب الدول على القيادة، حيث اتفق الزعماء على أن تتخذ القوات مقرها في العاصمة التشادية نجامينا، بدل مدينة باغا شمال شرقي نيجيريا.

وأكد محمد بن شمباس، ممثل الأمم المتحدة في غرب أفريقيا أنه من المنتظر أن تبدأ القوة التي يبلغ تعدادها حوالي 10 آلاف جندي هجماتها على آخر الجيوب التي تسيطر عليها بوكو حرام حين ينتهي موسم الأمطار قريبا.ويقول بن شمباس إن الحل العسكري وحده لن يهزم بوكو حرام، مشيرا الى أسباب أعمق للتشدد مثل البطالة والتغير المناخي بسبب تراجع مساحة بحيرة تشاد.وكان يفترض أن تعمل القوة المشتركة ومقرها في نجامينا عاصمة تشاد بكامل طاقتها في يوليو الماضي، وتضم قوات من تشاد والنيجر وبنين ونيجيريا والكاميرون، إلا أن استمرار موسم الأمطار الذي كان يتوقع أن ينتهي في سبتمبر الماضي طال، لكن تفاصيل خطط إنشاء هذه القوة لم تنته إلا في أواخر أغسطس، واشتكى البعض من المراقبين من عدم إحراز تقدم منذ ذلك الحين.

وكان سفير الاتحاد الأوروبي في توجو، نيكولا برلانغا مارتينيز، قال الأسبوع الماضي، إن دول الاتحاد لن تتدخل عسكريا في منطقة حوض بحيرة تشاد، في إطار الحرب ضد بوكو حرام، مفضلا الإكتفاء بتقديم الدعم اللوجستي والمالي تحت قيادة افريقية في هذا الصدد، وذلك خلافا للولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعلنت، مؤخرا، إرسال 300 جندي أمريكي إلى الكاميرون دعما لمساعي القضاء على المجموعة المسلّحة النيجيرية.

وأوضح مارتينيز لوكالة الأناضول، إنه يفضل أشكالا أخرى للتدخّل الأوروبي ضدّ المجموعة النيجيرية، تكون تحت قيادة افريقية، ما يعني أنّ إرسال قوات تابعة للاتحاد الأوروبي إلى البلدان المعنية بالحرب على “بوكو حرام، يعد –على الأرجح- أمرا غير وارد”، على خد تعبيره.

ووفق مراقبون فإن القوة الافريقية المشتركة أو التحالف العسكري لبلدان حوض بحيرة تشاد نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين، لازالت تكابد في مواجهة عقبات ما قبل الانتشار الفعلي، حيث يتحدّث بعض المراقبين عن هنات أخرى من قبيل نقص في التحضيرات على المستويين الاستراتيجي واللوجستي، وهذا ما يطرح إشكالية الموارد.

وكشفت جماعة بوكو حرام الإرهابية عن صور تظهر مصنعا لصناعة الصواريخ في شمالي شرق نيجيريا.وقد استخدم مسلحو الجماعة قذائف صاروخية أر بي جي في هجماتهم الماضية وظل النيجيريون يتساءلون عن مصدر تزويدهم بهذه الأسلحة.وتكشف الصور عن أن بعض أفراد الجماعة لديهم المعرفة التقنية لتصنيع الأسلحة، ويعتقد أن الصور أخذت داخل كلية في ولاية بورنو النيجيرية.وأرسلت هذه الصور عبر تطبيق واتس آب إلى خدمة بي بي سي بلغة الهاوسا عبر رقم تلفون نقال من الكاميرون، كما نشرت في مواقع ذات صلة بجماعة الدولة الإسلامية التي أعلنت بوكو حرام انضمامها إليها.

ويقول محللون إنه يعتقد أن آلات التصنيع جلبت من باما، المدينة الواقعة شمالي شرق نيجريا التي تمكن مسلحو بوكو حرام من استعادة السيطرة عليها مؤخرا.

من جانبه أعلن الجيش النيجيري أن قواته طردت متطرفين من جماعة بوكو حرام من مدرسة مهجورة شمال شرقي البلاد، الأحد، في عملية قتل فيها 4 مسلحين.ونقلت أسوشييتد برس عن بيان للجيش إن المتمردين استخدموا المدرسة معسكرا لهم.

والجماعة التي بدأت كحركة متطرفة مناهضة للتعليم الغربي وهو ما يفسر اسمها "التعليم الغربي حرام" ، قتلت عشرات الآلاف وارتكبت العديد من الفظائع في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا.وبسبب أعمال العنف التي تقوم بها هذه الحركة المتطرفة، حرم 10.5 مليون طفلم من الذهاب إلى المدارس، بينما يتلقى 2.5 مليون طفل تعليمهم في مخيمات لاجئين.