مازالت العديد من الأرياف والقرى محاصرة تحت بياض  الثلوج، ومازال سكان هاته المناطق يعيشون المعاناة والحرمان والعزلة.  مناطق بأكملها مغطاة بالبياض ولايوجد ولو مسلك للوصول إليها ، ورؤوس أغنام لم يمنعها الثلج الذي غطى الغابة من البحث عن القوت.

دوار آيت سعيد ، أحد هذه القرى المحاصرة ، غطاه الثلج من رأسه إلى أخمصه،  لايتوفر على أي مسلك يمكن من الولوج إليه ، بيوته شيدت من الطين وسقفت بالبلاستيك والحجارة ، فيما تكدست الثلوج فوق سطوحه، ودرجات  الحرارة وصلت  إلى مستويات دنيا،  و الساكنة يعتمدون على الحطب الذي يجلبونه من الغابة، فيما لايتوفرون على الكهرباء ويضيئون بالشموع وقنينات الغاز، أما المدرسة فتبعد عن أطفالهم بحوالي ثلاثة كيلومترات أو أكثر.

وعلى بعد أزيد من ثلاثة كيلومترات من هذا الدوار، على الحدود مابين محافظتي بني ملال وأزيلال، توجد قرية آيت تامجوط، هذه الأخيرة تابعة لجماعة تاكلفت بدائرة واويزغت بمحافظة أزيلال، حيث بلغ علو الثلوج حوالي ثلاثة أمتار، ما جعل الأهالي بالمنطقة محاصرين ، حيث يقطع السكان مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات على الأقدام وسط الثلج لكي يصلوا إلى الطريق المعبدة ، و مازال الناس يضيئون بالشموع وقنينات الغاز، والأطفال لايتوجهون إلى حجرات الدراسة، لأن المدرسة بعيدة عنهم.

 أما الماء الصالح للشرب فمنعدم على الإطلاق، إذ لا يشربون إلا من ماء النهر، لكن بعدما تساقطت الثلوج غطته وأصبحوا يلجأون إلى تسخين الثلج، أما النساء الحوامل يعانين أثناء الولادة.

 هذه  الصعوبات و العوائق التي يعاني منها سكان هاته المناطق جعلتهم  يستغيثون بالجهاتالمسؤولة للتدخل العاجل قصد فك الحصار و العزلة.

وأكدت اتصالات عدد من سكان القرى، أن الثلوج التي تسببت في سد المسالك والطرق،حرمتهم من التسوق وقضاء حاجياتهم الضرورية وزادت من محنتهم ، وأكد أحد المواطنين من منطقة تيلوكيت بدائرة واويزغت إقليم أزيلال ، أن ارتفاع منسوب الثلوج بدوار آيت عبي تجاوز المترين، وأن السكان التزموا منازلهم بالقرى أكثر من أسبوع، و بعضهم نفذت مدخراتهم من المواد الغذائية، و أضاف أن أربعة قطعان من ماشيته نفقت جوعا وبردا، و لم تسلم قطعان جميع الساكنة من نفس المصير، و طالب من المسؤولين التدخل العاجل لفك الحصار.