تضاربت الأنباء الواردة من ليبيا حول مصير ناقلة النفط الكورية الشمالية التي ترسو في ميناء السدرة النفطي  بوسط الساحل الليبي للتزود ب350ألف برميل من النفط الخام هي الشحنة الأولى التي يقوم المكتب السياسي لأقليم برقة ببيعها بعد أن هدد في مناسبات سابقة السلطات المركزية بالتصرف بشكل مستقل في بيع النفط من الحقول والموانئ النفطية الواقعة تحت سيطرته، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي لإقليم برقة أسامة العريبي أن عملية البيع تمت فعلياً بدون العودة للحكومة المركزية التي حملها ما وصفه "بإهدار أموال الليبيين في مكاسب سياسية فضفاضة مقابل تفشي الجريمة والإرهاب، موضحا أن هذا الأمر يبرر لأي إنسان وطني التحرك لدعم مؤسسات الدولة والأمن والجيش".

وكان عبدربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة أكد خلال تجمع شعبي بميناء السدرة احتفالاً بأول عملية بيع للنفط تحت إشرافه بأن عائدات النفط  سيتم توزيعها بين أقاليم البلاد الثلاثة (طرابلس، برقة، فزان)  وفقاً لما كان متبع إبان الحقبة الملكية في ليبيا ما يعني أن يوزع 30% من العائد بين أقليم برقة والحكومة المركزية مناصفة، فيما يخصص ال70% الباقية لميزانية التحول و التنمية لكامل البلاد.

وبالتزامن مع إعلان أقليم برقة إتمام عملية البيع هدد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان باستخدام القوة ضد أي ناقلة نفط تدخل الموانئ الليبية دون العودة للسلطات المركزية ولو أدى الأمر لقصف أي ناقلة تتجاوز التعليمات لما يمثله ذلك من مساس بسيادة الدولة.

وفي خطوة منه تبدو لحماية الناقلة الكورية وغيرها من تهديدات زيدان سيطرت قوات تابعة لأقليم برقة على قاعدة القرضابية الجوية بسرت لضمان عدم استخدامها في خروج طائرات حربية لتهديد حركة الناقلات من وإلى موانئ المنطقة الشرقية التي سيُعتمد عليها في تصدير شحنات لاحقة من النفط لصالح الأقليم، وقد أكد مصدر خاص لبوابة إفريقيا الإخبارية من داخل قاعدة القرضابية الجوية صحة خبر توافد قوات عسكرية للقاعدة دون تأكيد هويتها من حيث تبعيتها للمجلس العسكري برقة من عدمه.

ويرى مراقبون أن ما يشوب عملية تسويق النفط الليبي بهذه التجاذبات بين السلطات المركزية والمجلس التنفيذي لأقليم برقة، وما تشهده ليبيا من انتشارٍ للسلاح تحت سيطرت مليشيات غير منضوية تحت سلطة شرعية قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية وانقسامات ونزاعات بين مناطق شرق و غرب البلاد ستجعل استمرار وحدة التراب الليبي في مهب الريح.