تتقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه وسط العاصمة الليبية طرابلس في مواصلة لعملية "طوفان الكرامة" العسكرية التي أطلقتها القيادة العامة منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي والرامية لانهاء نفوذ المليشيات المسلحة والقضاء على العناصر الارهابية المنتشرة فيها.فيما تواصل جماعة "الاخوان" محاولاتها لتأليب الرأي ضد الجيش ومحاولة تشويهه.

وفي تطور لافت،أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، أن قواته اخترقت للمرة الأولى الدفاعات المستحكمة للقوات الموالية لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج جنوب العاصمة طرابلس.وشنت مقاتلات تابعة للجيش الوطني سلسلة غارات جوية على أهداف ومواقع لقوات السراج صباح أمس في جنوب طرابلس وغربها، فيما دخل القتال بين قوات الطرفين أسبوعه الثامن على التوالي.

وبثت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، مساء أول من أمس، عبر صحفتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مشاهد مصورة لما وصفته باللحظات الأولى لاقتحام منطقة الأحياء البرية (قرب مطار طرابلس) ومن ثم السيطرة عليها و"تطهيرها من الحشد الميليشياوي الإرهابي"، في إشارة إلى القوات الموالية لحكومة الوفاق. وقالت إن "هذه الميليشيات فرت أمام بسالة وشجاعة رجال الجيش وهم يلقنون العدو فنون القتال والإقدام".

وأفادت مصادر ليبية، بأن خط المواجهات العنيفة تقترب من أحياء وسط العاصمة طرابلس، حيث يتقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على قوات حكومة الوفاق المدعومة بالميليشيات المتطرفة. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مساعد رئيس أركان الجيش الوطني، سراج المجبري، تأكيده أن قوات حفتر أحرزت أمس الاثنين، تقدما في منطقة صلاح الدين التي تبعد بضعة كيلومترات عن وسط العاصمة.

وكان الجيش الوطني قد تقدم في وقت سابق في محور طريق مطار طرابلس الدولي وسيطر على معسكر النقلية؛ وكبّد الميليشيات المسلحة العديد من الخسائر ما أجبرهم على الفرار وترك مواقعهم. كما شهد محور عين زاره أيضا تقدما للقوات الليبية جنوبي العاصمة، وتم تدمير مجموعة من الآليات تتبع الميليشيات في الكرونيت.

وفي غضون ذلك،تتواصل محاولات جماعة "الاخوان" لعرقلة تقدم الجيش الليبي ومحاولة تأليب الرأي العام ضده عبر نشر الاشاعات وهذه المرة جاءت عبر تصريحات قيادي موال لحكومة السراج زعم خلالها أن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش طلب منه اغتيال سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي.

وزعم إبراهيم المدني قائد لواء المدني الموالي لحكومة السراج، في تصريحات تلفزيونية أن قيادة الجيش طلبت منه اغتيال نجل القذافي مقابل حصوله على أي ضمانات ومميزات، بعدما طرح المدني نفسه مبادرة للمصالحة الوطنية. كما زعم أن حفتر سعى إلى إقناع الكتيبة التي كانت تتولى حماية نجل القذافي في محبسه السابق بمدينة الزنتان الجبلية بتسليمه، لكن قائدها رفض.

لكن "حراك ليبيا إلى السلام" الموالي لنجل القذافي اعتبر في بيان له أن هذه الاتهامات تأتي في إطار ما سماه بعمليات "شراء الذمم" التي تقوم بها جماعة "الإخوان" في ليبيا، معتبراً أنها مجرد محاوله أخرى وفاشلة للجماعة لتشويه قيادة الجيش الوطني. وأوضح أن نجل القذافي سبق له وصف "الإخوان" بـ"الخونة والعملاء"، مشيراً إلى أن "الجماعة المقاتلة" وجماعة "الإخوان" يحملان "حقداً كبيراً" على سيف الإسلام وعائلته.

ودخلت "الحركة الوطنية الشعبية الليبية" على خط الجدل المثار حول هذا الملف، بتصريح على لسان الناطق الرسمي باسمها،ناصر سعيد اعتبر فيه أن هذه الاتهامات محاولة "بائسة وخبيثة من قبل التيار (الإخواني) - الميليشياوي لإضعاف الموقف الشعبي الكاسح لقوات الجيش، ومحاولة مكشوفة للالتفاف حول الدعم الجماهيري الذي تحظى به معركة القوات المسلحة ضد حركة الإخوان المسلمين وأتباعهم من الميليشيات المجرمة".

وأضاف سعيد،"أن جماهير الشعب الليبي واعية لمرامي الدعاية الخوانية المليشياوية فالقوات المسلحة العربية الليبية هي مؤسسة ذات عقيدة وطنية وشرف عسكري لا يمكن أن تستهدف مواطناً ليبياً فما بالك بشخصية مثل الدكتور سيف الإسلام"، منبها جميع أطياف الشعب الليبي إلى ضرورة الانتباه إلى مخططات الإخوان المسلمين وأتباعهم الميليشاويين، والاستمرار في دعم معركة القوات المسلحة لتحرير طرابلس حتى بناء الدولة الوطنية التي تضمن الأمن والأمان والاستقرار والتنمية لكل أبنائها دون استثناء أو إقصاء.

وتأتي هذه المحاولة في اطار محاولات سابقة قادها تيار الاسلام السياسي وعلى راسه جماعة "الاخوان" والمليشيات الموالية لها لتشويه الجيش والتي وصلت حد استهداف المدنيين والصاق التهمة بالقوات المسلحة على غرار القصف الصاروخي العنيف على حيي ابو سليم والانتصار السكنيين في جنوب العاصمة منتصف أبريل الماضي.

وقال متحدث عسكري ليبي،أن جماعات تنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين، صرفوا ملايين الدنانير في حربهم الإعلامية ضد الجيش الوطني الليبي.وأشار المتحدث باسم غرفة عمليات الكرامة العميد خالد المحجوب، إلى أن هذه الجماعات تعاونت مع شركات عالمية لتحقيق هذا الغرض.

وقال المحجوب في فيديو نشره المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن "هناك غرفًا مخصصة للحرب النفسية، تصرف عليها أموال طائلة، من خزينة الدولة".واعتبر أن "الشخصيات التي تم استدعاؤها من قبل الإخوان المسلمين، للترويج الإعلامي، لم يعد لها أي فاعلية في الشارع الليبي، وقد أستهلكت إعلاميًا".

وتأتي تحركات قيادات التيار الاسلامي في ليبيا للتحريض ضد الجيش الوطني الليبي ومحاولة تشويهه بالتزامن مع تزايد الحضور التركي في ليبيا.حيث كشف مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، خليفة العبيدي،الثلاثاء، أن الجيش الليبي رصد وجود جنود وضباط استخبارات من تركيا يقومون بتدريب الجماعات المسلحة ويقاتلون في صفوفهم بالعاصمة الليبية طرابلس

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن العبيدي قوله أن "ضباط أتراك يقومون بتدريب المليشيات المسلحة على استخدام الأسلحة التي وصلت إليهم عن طريق أكثر من شحنة قادمة من تركيا".

وأوضح مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة أن "بعد رسالة الأخيرة التي وجهها القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر للمليشيات من ترك سلاحه عليه الأمان وصلتنا اتصالات كثيرة من مجموعات كانت مع المليشيات المسلحة مؤكدين تركهم للسلاح وعودتهم إلى بيوتهم"، موضحا بأن "هناك من يتخوف من عمليات تصفيه جسدية من قبل قادة المليشيات أن تركوا سلاحهم".

وأشار العبيدي إلى أن "العمليات العسكرية في طرابلس مستمرة حتى اللحظة وتقدم مستمر لقوات الجيش الليبي في جميع المحاور القتال جنوبي وشرقي العاصمة"، مشيرا إلى أن "الخطة العسكرية مدروسة جيداً وفقا لما خطط له القائد العام للجيش الليبي".وتابع إلى أن "أهالي طرابلس في انتظارنا وهذا لا يخفه علي احد ولكن المليشيات تحاول إخفاء إرادة الشعب داخل العاصمة من خلال تهديدات وقمع وكتم الأصوات التي تنادي بالجيش والشرطة".

وكانت شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للقوات المسلحة قالت في وقت سابق، إن "قوات (الوفاق) تشن حملات خطف واعتقالات في صفوف النشطاء، والصحافيين والإعلاميين والمدونين، بعد دعواتهم للترحيب بالقوات المسلحة داخل العاصمة، ومطالبتهم بإنهاء زمن الفوضى بوجود الجيش والشرطة"، وطمأنت سكان بالعاصمة بأنها "ستردّ حق أبنائهم وستعيدهم لأهلهم سالمين".

وتواجه المظاهرات السلميّة في العاصمة الليبية طرابلس،بالرصاص الحيّ، لاسيّما إذا ما تجرّأت جموع المتظاهرين على المطالبة بإخراج جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية من العاصمة طرابلس.ويتعرض كل من يخالف المليشيات للإختطاف أو الإعتقال التعسفي أو القتل دون رادع في ظل غياب سلطة الدولة والقانون.

وتزايد ارتباك جماعة الاخوان أمام انتصارات الجيش الوطني الليبي المتتالية وتحريره للمنطقة الشرقية بالكامل من قبضة التنظيمات المتطرفة برغم الدعم الذي كانت تتلقاه هذه التنظيمات من جماعة الاخوان. ولم تكفّ الجماعة عن محاولات عرقلة تقدم الجيش الليبي في معركة تطهيره للجنوب خلال الأشهر الماضية، من الارهاب والعصابات الاجرامية.

ويعول "اخوان" ليبيا على الدعم التركي في تسليح المليشيات وتوفير الغطاء السياسي لها، ووصل بهم ها الارتباط الى حد طلب التدخل التركي ضد الجيش الليبي في أكثر من مناسبة.وتسعى أنقرة لتقويض الأمن في البلاد، وتزويد الميليشيات بالأسلحة والأموال،وهو ما أكدته سفن السلاح التي تم ضبطها في أكثر من مناسبة قادمة من تركيا باتجاه الجماعات المسلحة في ليبيا.

وقد أعلن الجيش الوطني الليبي فى وقت سابق،حظرا بحريا كاملا على الموانئ الواقعة غربي ليبيا، بهدف منع تهريب الأسلحة وقطع الإمدادات العسكرية للميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، وترافق ذلك مع دعوات أممية بضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر الأسلحة على ليبيا، فيما قال مراقبون إن القرار يعني أن الجيش الليبي سيضرب بيد من حديد كل من يقترب من موانئ المنطقة الغربية وخاصة شحنات السلاح التركية.

ويرى الكثير من المتابعين للشأن الليبي، أن وقوف تيار الاسلام السياسي، وفي مقدمته جماعة "الاخوان"، ضد انتصارات الجيش الليبي، كشف النوايا المشبوهة لهذه الفئة ودعمها للتنظيمات الارهابية التي تنشر الفوضى في البلاد. وباتت كل مخططات المجموعات المنتمية إلى الإسلام السياسي في ليبيا وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين مكشوفة لدى الشعب الليبي الذي أدرك أن هذه التنظيمات لا تحاول إلا السيطرة على الحكم وتنفيذ مشروعها التخريبي في المنطقة.