أنطلقت فى ليبيا مؤخرا أصوات تنادي بالحوار والمصالحة الوطنية بين الأطياف السياسية الليبية خاصة مابين أنصار النظام السابق فى الخارج والقوي السياسية فى ليبيا.

وفي هذا الإطار سعي زعيم حركة النهضة التونسي راشد الغنوشي، إلى المصالحة بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة  فى اتجاه الغنوشي لربط قناة اتصال بين الحكومة الليبية وأحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية - المصرية ، المقيم حاليًّا في القاهرة فيما سربت مصادر أخري صحفية في ذات السياق أن هذه الاتصالات تعود لعدة أسابيع، وشملت كذلك قيادات ليبية أخرى على غرار عبدالحكيم بلحاج، وعلي التريكي.وفى الوقت الذي تحفظ زبير الشهودي، مدير مكتب الغنوشي لتوضيح مايجري من محادثات حول مشروع مصالحة يلوح في الافق بين الليبين.

أكد الدكتور صالح إبراهيم المبروك عميد اكاديمية الدراسات العليا في ليبيا سابقا واحد ابرز قيادات حركة اللجان الثورية والمتواجد فى العاصمة البريطانية لندن أكد بأن راشد الغنوشى أجري اتصالا مباشرا معه موضحا رغبة الغنوشي و تونس المتمثلة فى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقى على مساعد الشعب الليبي فى الخروج من ازمته والعمل مع كل الخيرين منه فى انجاز حوار وطنى يفضى الى مصالحة وطنية تعبد المهجرين الى ديارهم.وجاء حديث المبروك عبر صفحته الشخصية علي الفيس ليوضح الجدل حول الحوار الوطني ودعي أيضا للمسارعة فى عمليه الحوار كونها الطريق الأمثل للخروج من أزمة ليبيا.

 وفى توالي ردود الأفعال أظهر الدكتور موسي أبراهيم المتحدث بإسم الزعيم الراحل معمر القذافي أختلافه مع من أسماهم رفاقه قائلا ان رفاقي الذين انجروا وراء خدعة الحوار الوطني برعاية تونسية- نهضوية وبإشراف من شخصيات ليبية ضعيفة ومهلهلة أختلف معهم لجملة من الاسباب حسب ما أوضحها إبراهيم  من بينها بأن الدولة التونسية لم تكن طرفاً محايداً في الصراع الذي حدث فوق الأرض الليبية حيث أن الدولة  التونسية تورطت في انتهاكات صريحة وصارخة ومدروسة لحقوق المهجرين الليبيين لديها ومن أسوأ هذه الانتهاكات، هو تسليم مواطنين ليبيين لديها للعصابات على حد قوله.

وتهجم موسي إبراهيم على  حركة النهضة بقيادة السيد راشد الغنوشي واصفا إياه بأنها هي المسيطر على تونس وان هذه الحركة هي فرقة تنتمي لفكر وتاريخ حركة الإخوان المسلمين الدولية. وانها من صلب وجوهر المخطط ضد ليبيا و العروبة والإسلام. فمن الجنون والجهل وغياب الوعي أن نعطي دور الراعي للحوار لعدو شديد العداوة لنا ويحمل عقيدة دينية-سياسية فاسدة تجعله ينظر لنا على أننا أعداء جذريون للمشروع الإسلامي ويجب القضاء علينا فكرياً وعملياً.

واوضح إبراهيم فى حديثه بأن الغنوشي حظي برعاية ودعم وحماية معمر القذافي لفترة سياسية معينة. وما من الغنوشي غير معادته للقذافي .وقال إبراهيم أن الحوار فى حال حدوثه يجب أن يكون برعاية دولية ترعاه قوة ذات وزن دولي ومصداقية في تنفيذ الوعود والاتفاقات (مثل الافراج عن السجناء وغيرها) وهذا ما لا تملكه تونس ولا بعض الاطراف الليبية الحاكمة اليوم.

الدكتور محمد سعيد القشاط السفير الليبي السابق لدي السعودية والمتواجد خارج ليبيا قال بأن الصلح عادة يكون بين طرفي نزاع متكافئين في القوة وفي التواجد وفي الامكانيات واذاما اختل موقف احد الطرفين فلم يعد هناك صلح  بل املاء شروط على حد تعبيره.واكد القشاط أن الحوار يبدأ من الداخل لاثبات حسن النية  من خلال عدة نقاط من أهمها اطلاق سراح المسجونين والمعتقلين واعادة المهجرين الى مناطقهم واعادة الجيش الى معسكراته واعادة الشرطه ورجال الامن لاعمالهم والغاء قوانين العزل والتهميش والاقصاء ودفع ديات القتلىومن بعدها يتم الجلوس للتصالح .رافضا بدوره الوساطة التونسية في التصالح  قائلا بأن الوسيط لابد ان يكون محايدا غير منحاز لاي طرف في النزاع فتونس تفقد شرعية الوسيط المحايد.

وفى سياق غير منفصل وقريب من الحوار الداخلي قال عبدالمجيد عثمان عضو مجلس أعيان الجنوب : بأنهم قد شاركوا في مصالحات و ايقاف للنزاعات بين زوارة و الجميل و بين القبائل فى الجنوب و شاركوا فى ايقاف القتال فى الكفرة و بين الزاوية و ورشفانة و كذلك في باطن الجبل و شاركنا في التحاور مع الاطراف التي كادت ان تتقاتل في الوادي الاحمر و الان اقولها لكم صراحة هناك يد سوداء ترفض المصالحة بين الليبيين و تأجج الصراعات بينهم و هي المؤتمر الوطني و من وراءه الاخوان المسلمين.واوضح عبدالمجيد عثمان عضو مجلس أعيان الجنوب : كل ما حللنا مشكلة خرجت لنا مشكلة جديدة و اقولها بصراحة هناك يد سوداء ترفض المصالحة بين الليبيين و تأجج الصراعات بينهم عن طريق كتائب مسلحة مدعومة بالمال وهذه اليد السوداء هي المؤتمر الوطني و من وراءه الاخوان المسلمين.

وكان زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي  قد طرح مبادرة دعا فيها، إلى حوار وطني شامل، بهدف احتواء الأزمة، التي تعصف بالبلاد. وجاءت المبادرة بعد لقاءات جمعت مبعوث الأمم المتحدة بالرئيس التونسي، منصف المرزوقي، الذي أعلن عن إطلاق مبادرة تونسية للوساطة بين الفرقاء الليبيين. وكان متري قد أكد، خلال لقاء جمعه بالغنوشي، البدء في الوساطة، للاستفادة من التجربة التونسية المتناغمة سياسياً، على حد تعبيره. ومن المتوقع ان تستضيف تونس، خلال الفترة المقبلة، جلسات التفاوض، في حال وصل الفرقاء الليبيين الى صيغة مشتركة تتيح إطلاق حوار وطني. وتأتي مبادرة الغنوشي بعد فشل مبادرة ليبية، بدأت منذ خمسة أشهر في الأردن، كان قد طرحها رئيس لجنة التوافق الوطني في البرلمان، عبد الهادي شماطة، والمهندس عثمان الريشي، كممثلين للتيار الإسلامي المعتدل، على ممثلين عن تحالف "القوى الوطنية" وأطياف سياسية أخرى. وخلال لقاءات جرت في عمان وتونس وطرابلس، تبنت الأطراف المشاركة خريطة طريق تنص على سحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء السابق، علي زيدان، وتعديل قانون العزل السياسي، لصالح عدم شموله كل من أسهم في ثورة 17 فبراير/شباط، مهما كان منصبه في عهد النظام السابق، إلا أن المحادثات توقفت، بسبب تمسك كتلة "الوفاء للشهداء"، بقانون العزل السياسي. ويرى مراقبون أن المبادرة التونسية ستصطدم بإشكاليات معقدة، يجب حلها أولاً لضمان نجاح أي حوار سياسي. ويأتي قانون العزل السياسي، الذي يعد جوهر الخلاف السياسي بين الفرقاء الليبيين، في مقدمتها، فضلاً عن تعقيدات أخرى تتصل بقضية تهجير 43 ألف ليبي من تاورغاء، إضافة إلى أكثر من 750 ألف مهجر خارج ليبيا، من أنصار النظام السابق. يضاف إلى ذلك، سطوة الميلشيات وانتشار السلاح والمعتقلات السرية وتواصل الاغتيالات وعمليات الاختطاف، وأخيراً الصراعات القبلية والجهوية، التي ظهرت وعبرت عن نفسها باشتباكات عنيفة راح ضحيتها المئات.