قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف إن الولايات المتحدة تجاهلت اقتراح موسكو بفحص صاروخ روسي تقول واشنطن إنه انتهك معاهدة أسلحة نووية.
وأوضح لافروف، أمس، أنّ روسيا عرضت خلال محادثات في جنيف في وقت سابق من هذا الأسبوع أن يرى الخبراء الأمريكيون الصاروخ المثير للجدل.
وأشار إلى أنّ المفاوضين الأمريكيين رفضوا العرض، مكررين مطالبة واشنطن بأن تدمر روسيا السلاح الذي تزعم أنه ينتهك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى. وهاجم لافروف رفض الولايات المتحدة النظر في العرض الروسي لإلقاء نظرة عن قرب على الصاروخ، قائلاً إنه يعكس رغبة واشنطن في التخلي عن المعاهدة.
وأكّد لافروف أن موسكو على استعداد للعمل مع واشنطن لإنقاذ معاهدة أسلحة مهمة بعد انهيار محادثات إنقاذها، داعياً أوروبا للمساعدة على إحراز تقدم. وقال لافروف للصحافيين
«لا نزال على استعداد للعمل لإنقاذ معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى»، داعياً الدول الأوروبية إلى المساعدة على التأثير في واشنطن، قائلاً إن لهذه الدول مصلحة في الأمر، وليس عليها أن تتبع موقع واشنطن. ولفت لافروف إلى أنّ المحادثات توقفت عملياً، وأضاف أن منطق واشنطن يقوم على أساس: «أنتم تنتهكون المعاهدة أما نحن فلا».
وذكر لافروف أنّ الولايات المتحدة تريد من روسيا تدمير إمداداتها من صواريخ «9.إم.729»، في إشارة إلى سلاح تقول الولايات المتحدة إنه ينتهك معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى. وقال لافروف للصحافيين في موسكو إن الولايات المتحدة تطلب من روسيا تدمير هذا الصاروخ ومنصات إطلاقه وجميع المعدات ذات الصلة به، موضحاً أنّ انتهاك المعاهدة سيعرّض الاستقرار الدولي لمخاطر.
في السياق، قالت مسؤولة أمريكية إن اجتماعاً بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف أخفق في التوصل إلى حل لاتهامات بأن موسكو تنتهك معاهدة نووية تتعلق بالصواريخ تعود إلى الحرب الباردة، فيما يمهّد الطريق أمام انسحاب واشنطن من المعاهدة.
وقالت أندريا تومبسون، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الرقابة على الأسلحة والأمن الدولي، إنّ من المنتظر الآن أن تبدأ الولايات المتحدة، في الثاني من فبراير، عملية على مدى ستة أشهر للانسحاب من اتفاقية القوى النووية المتوسطة المدى الموقعة في عام 1987.
وأعلنت واشنطن، الشهر الماضي، أنها ستنسحب من معاهدة الصواريخ النووية خلال 60 يوماً، حال لم تقم روسيا بتفكيك صواريخ تزعم الولايات المتحدة أنها تنتهك نصها. وتنفي روسيا انتهاك المعاهدة التي تحظر إطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من منصة أرضية، ونجحت في إنهاء سباق للتسلح بعد توقيعها في عام 1987.
وانتقد الوزير الروسي موقف واشنطن بشكل عام، قائلاً إنّ احتمال نشوب نزاع يتزايد بسبب عدم استعداد الغرب لقبول حقيقة نشوء عالَم متعدد الأقطاب ورغبته في فرض إرادته على سائر المجتمع الدولي.