شهدت شوارع سانتياغو عاصمة تشيلي أمس الثلاثاء تظاهرات عنيفة ترافقت مع تراجع قياسي للعملة الوطنية امام الدولار، بعد أسابيع من الاحتجاجات المستمرة التي تسبب بأكبر أزمة في البلاد.
وجرت مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون باستقالة الرئيس سيباستيان بينيرا بالقرب من القصر الرئاسي، مع نزول نحو 80 ألف شخص الى شوارع سانتياغو ودعوة نحو 100 منظمة الى إضراب عام.
ويطالب المتظاهرون بينيرا بإصلاحات اجتماعية أوسع من تلك التي كان قد أعلن عنها في محاولة لاسترضاء المتظاهرين، حيث تعهد بتغيير الدستور الذي يعود إلى حقبة الحكم الديكتاتوري لأوغستو بينوشيه (1973-1990).
وقالت كارين ديلغادو احدى المتظاهرات التي تبلغ 29 عاما "السخط يشمل أشياء كثيرة"، مضيفة "كل ما قدمه الرئيس غير كاف، انها مزحة".
وتجمع المتظاهرون في ميدان بلازا إيطاليا، مركز الاحتجاجات المستمرة منذ ما يقرب من أربعة أسابيع، ثم ساروا باتجاه مقر اتحاد العمال الأكثر نفوذا في تشيلي قبل التقدم نحو القصر الرئاسي.
وقالت ديلغادو "نطلب من الرئيس الاستماع والتوقف عن المماطلة بهذه الاجراءات نصف المطبوخة. إنه لا يستمع إلى الناس".
وجرت ايضا مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة كونسيبسيون الجنوبية.
كما وتعرضت متاجر كثير للنهب في مدينة فينا ديل مار الساحلية، وفي فالباريسو الوجهة السياحية الشهيرة في وسط البلاد.
وشاركت نقابة عمال المناجم في المسيرة، لكن شركة التعدين الحكومية "كوديلكو" واصلت عملها كالمعتاد الثلاثاء.
وتم إغلاق المدارس العامة والجامعات في العاصمة، في حين أن العديد من المدارس الخاصة توقفت عن اعطاء الدروس بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وظلت وسائل النقل العام تعمل بشكل طبيعي في سانتياغو، لكن الحافلات توقفت عن تقديم خدماتها في الساعة الخامسة مساء وخفّض مترو المدينة ساعات العمل.
وتراجعت العملة في تشيلي أكثر من 3 بالمئة، لتسجل انخفاضا قياسيا بلغ 784 بيزو أمام الدولار.