ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسؤولين بالجيش والاستخبارات الأمريكية من المعنيين بمراقبة أنشطة كوريا الشمالية، أن واشنطن تتأهب لإجراء بيونغ يانغ تجربة "وشيكة" لصاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى الشواطئ الأمريكية، موضحة أن المسؤولين في الولايات المتحدة يبدون "مستسلمين" لحقيقة أن الرئيس دونالد ترامب لا يمتلك خيارات جيدة لإيقاف ذلك الأمر.
وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني أمس السبت- إلى إعلان الحكومة الكورية في وقت سابق عن "هدية الكريسماس" إذا لم يتحقق أي تقدُّم بخصوص رفع العقوبات المفروضة عليها، لافتة إلى أن تلك الخطوة ستمثل حال حدوثها "انتكاسة" كبيرة لواحدة من أجرأ مبادرات ترامب في السياسة الخارجية.
لكن المسؤولين الأمريكيين قلّلوا، في الوقت نفسه، من حجم التهديد الذي يُمثله الاختبار الصاروخي المتوقع، رغم أن اختبارات مماثلة قبل عامين دفعت الرئيس ترامب إلى التلويح بشأن حرب على كوريا الشمالية.
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى إشارة ترامب - بشكل متكرر - إلى وقف الكوريين الاختبارات النووية وتجارب الصواريخ طويلة المدى خلال العامين الأخيرين كدليل على نجاح التحركات الدبلوماسية المباشرة التي اتخذها مع الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونغ أون، وأن مثل تلك المهارات التفاوضية من شأنها إقناع كيم بالتخلي عن ترسانته.
بيد أن تلك الفرضية من جانب الإدارة الأمريكية تغيرت في الآونة الأخيرة، بحسب (نيويورك تايمز)، والتي نقلت عن المسؤولين الأمريكيين أنه حال استأنفت بيونغ يانغ الاختبارات، فستكون تلك إشارة إلى أن الزعيم الكوري خلُص إلى أن واشنطن لن ترفع العقوبات عن بلاده المُنهكة اقتصاديًا في أي وقت قريب، فضلا عن التهديد الذي تمثله التجربة الصاروخية وما ستعنيه بالنسبة لاستراتيجية العقوبات الأمريكية.
ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إنه ليست هناك خططا من جانب الولايات المتحدة لمحاولة تدمير صواريخ على منصة الإطلاق أو اعتراضها في الجو، وهما خطوتان نظر فيهما الرئيسان السابقان باراك أوباما وجورج دابليو بوش ورفضاها، فيما تشير "نيويورك تايمز" إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت قيادة الأمن الإلكتروني في الجيش الأمريكي لا تزال تحاول التوصل لإمكانية وقف إطلاق الصواريخ عن بعد، كما فعلت خلال فترة أوباما، والتي أظهرت نتائج متفاوتة آنذاك.
ووفقا للمسؤولين، فإنه، حال استأنف الشمال تجاربه الصاروخية، ستتحول الإدارة الأمريكية إلى حلفائها وتبدأ مجددًا الضغط على مجلس الأمن لفرض عقوبات مشددة على البلد الآسيوي، وهي الاستراتيجية التي ظلّت متبعة لنحو عامين.
وتقول (نيويورك تايمز) إنه من خلف تلك التهديدات تظهر "حقيقة باردة"، وهي أن الـ18 شهرا التي أعقبت لقاء ترامب وكيم الأول في سنغافورة -وفي ظل إشارات إلى دفء العلاقة لم تُر منذ وقف الحرب الكورية في 1953- شهدت تعزيز كوريا لترسانتها الصاروخية ومخزونها من المواد النووية الجاهزة للاستخدام كسلاح، إذ يعتقد مراقبون أن الكيم وسّع ترسانته بشكل كبر منذ أعلن ترامب عبر صفحته على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، في يونيو 2018، أنه "ليس هنالك بعد الآن تهديدا نوويا من كوريا الشمالية".