تونس - مراسل بوابة إفريقيا للاخبار .
قالت وزارة الفلاحة التونسية أنّ التّقديرات الأوّلية للإنتاج الإجمالي لزيت الزيتون ستتراوح خلال الموسم الحالي بين 70 و80 ألف طن، مقابل 220 ألف طن خلال الموسم المنقضي أي بتراجع في حدود 150 ألف طن وهو ما يعادل تراجعا بحوالي 70 بالمائة .
وأكد محمد بن سالم وزير الفلاحة الوزير توقعات انتاج زيت الزيتون للموسم 2013/2014 مشيرا الى انه سيكون بين 70 و80 الف طن من الزيت اى بتراجع قدره 75 بالمائة مقارنة بانتاج موسم 2012/2013 220 الف طن و60 الف طن مقارنة بمعدل العشرية الاخيرة.
وتعتبر تونس من أهم البلدان المتوسطية المنتجة لزيت الزيتون. إذ تبلغ المساحة المخصصة لغراسة الزياتين 1.684.060 هكتارا ،وتتصدر صفاقس قائمة الولايات المنتجة للزيتونب 326.000 هكتارا الثانية بعد الإتحاد الأوروبي.
وتحتل تونس المرتبة الثانية عالميا في تصدير زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي حيث بلغ معدل الإنتاج حسب الديوان التونسي للزيت 100 ألف طن من زيت الزيتون أي ما يعادل 33% من الإنتاج العالمي.
ويحوي قطاع الزيتون في تونس حوالي 1700 معصرة بطاقة تفوق 40 ألف طن في حين تقدر طاقة التخزين المتوفرة بحوالي 350 ألف طن. ويكتسي هذا القطاع طابعا اجتماعيا مهما، حيث يوفر موارد رزق لما يزيد عن مليون نسمة منهم 309 آلاف فلاحا يتعاطون هذا النشاط بصفة كلية أو جزئية أي حوالي 60% من المنتجين في القطاع الفلاحي
المنتوج الزراعي الأول
ويمثل الزيتون ابرز انواع الانتاج الفلاحي في تونس على اساس عدد أصوله التي تغطي اوسع المساحات الفلاحية المنتجة في البلاد، وذلك في النسبة الاوسع من مناطق الساحل والوسط والجنوب التونسي، علاوة على المساحات الهامة التي باتت تحتلها شجرة الزيتون في الشمال.
وتتجلى الأهمية الاقتصادية للقطاع في مساهمته بنسبة 44 بالمائة من جملة الصادرات الفلاحية حيث بلغ معدل الصادرات السنوية من الزيت خلال العشرية الأخيرة 120 ألف طن كما يتم تصدير حوالي 70 بالمائة من الإنتاج الوطنى.
كما يحتل زيت الزيتون المرتبة الاولى في الانتاج الفلاحي التونسي نظرا لعائداته من ناحية ولليد العاملة من فلاحين وعمال التي تهتم بهذا القطاع. ولعل الحركية التي تصاحب موسم جني الزيتون وتحويله واليد العاملة التي تنخرط في نشاط الموسم وكذلك المدة التي يستغرقها جني الصابة وتحويلها اكبر دليل على اهمية قطاع الزيتون وتشغيليته. وكذلك الموارد الهامة التي تتأتي منه للفلاح والعامل وصاحب المعصرة والدولة في آن واحد.
أنواع عدة
ويوجد بتونس أكثر من عشرة أنواع من الزيتون ، فهناك زيتون الطاولة المعروف بانواعه المتعددة في الشمال، والتي يفوق عددها 4 او 5 انواع من الزيتون، وهناك ما يسمى "الزرص" وهناك ايضا "الناب" وهي انواع اخرى من الزيتون تتوزع على كافة انحاء الساحل والوسط وجنوب البلاد. كما تختلف تسميات انواع الزيتون من جهة الى اخرى.
لكن ابرز انواع شجرة الزيتون واكثرها اهمية من حيث مردودية الانتاج ونوعية الزيت وجمالية الحبة ما يتعارف عليها بنوع "الشملالي"، وهي تلك الحبة التي تجمع بين خضرة لونها واللون البنفسجي في آن واحد والتي عادة ما تزرع في المناطق الرملية، والسهول المنبسطة غير الطينية. ويشار الى ان هذا النوع من الزيتون ينتج نوعية زيت راقية جدا، علاوة على انه يمكنه البقاء على رؤوس اشجاره الى أواخر الموسم، أي الى غاية شهر مارس او حتى ابريل.
حول مفاهيم جودة زيت الزيتون
جودة المنتوج
تقاس جودة الزيت المنتج عادة بمدى حموضته، فكلما كانت الحموضة اقل كان الزيت أجود، ويعرف زيت الشمال معروف بشدة حموضته وبخضرته وبنكهة خاصة به، تختلف على انواع الزيت المنتج في الساحل والوسط وخاصة الجنوب التونسي الذي يتميز بلونه الاصفر، وبمحدودية حموضته بشكل عام.
كما أن جودة الزيت ترتبط على حد تعبير بعض الفلاحين والفنيين واصحاب المعاصرربعدة جوانب في التعامل مع الزيتون وتحويله من ناحية، ثم وفي جانب أساسي آخر مع نوعية الحبة في حد ذاتها. حيث ان نضج الحبة وسوادها، وكذلك السرعة في عملية تحويلها داخل المعصرة دون بقائها طويلا رهن الانتظار بعد القطف يلعب ايضا دورا هاما في قيمة ونوعية الزيت المنتج، على اساس ان تخمرها طويلا وما ينجر عن ذلك من تأثير وتحلل يفقدها الكثير من قيمتها وبالتالي يجعلها تعطي زيتا ذا حموضة عالية تصل الى 3 او 4 درجات، او تدخل في قيمة اخرى متدنية اكثر حسب سلم الجودة المعروف في اوساط الفلاحين واصحاب المعاصر والفنيين في هذا المجال.
وتشير الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ان كمية الزيت الجيد المنتج في تونس قد اصبحت هامة وبلغت زهاء 70 في المائة من محاصيل الزيت السنوية، وذلك نتيجة تطور قطاع التحويل واعتماده معاصر حديثة ومتطورة، وقد انعكس هذا التطور على اسعار الزيت التونسي في الاسواق العالمية.