بعدما اعتمد في الأيام القليلة الماضية خطاباً أكثر جدية ورصانة للتحذير من مخاطر الوباء، عكس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً التوجه وعاد لنشر معلومات طبية مضلّلة وانتقاد كبير خبراء خلية مكافحة فيروس كورونا المستجد، والحديث عن نظريات مؤامرة.
وحذفت منصة تويتر في خطوة نادرة تسجيلاً مصوراً استخدمه الرئيس الأمريكي، حذفته منصة فيسبوك أيضاً، يقول فيه أطباء للأمريكيين إن الكمامات غير ضرورية، وأن عقار هيدروسكي كلوروكين المضاد للملاريا يمكن أن يشفي المصابين بكورونا.
وأعلنت تويتر الثلاثاء أن "استخدام الفيديو في تغريدة يشكل انتهاكاً لسياستنا، حول المعلومات المضللة عن كورونا".
ومنعت المنصة أيضاً دونالد، نجل ترامب والشخصية الفاعلة في حملة الرئيس الانتخابية، من التغريدات لمدة 12 ساعة بعدما حمل نسخة من الفيديو.
وبين المجموعة التي تتحدث في الفيديو طبيبة تدعى ستيلا إيمانويل التي تطرح نفسها أيضاً مدافعة عن اليمين المتطرف، والتي تؤمن بالشعوذة، وفي الفيديو، تدعي الطبيبة أن "الفيروس له علاج هو هيدروكسي كلوروكين".
وهي مقولة خاطئة، إذ لا يوجد اليوم أي علاج لفيروس كورونا الذي تفشى عبر العالم، وأودى بنحو 150 ألف شخص في الولايات المتحدة، وألحق ضرراً بالغاً بأكبر اقتصاد في العالم.
ولكن ترامب دافع مراراً عن هيدروكسي كلوركين معتبراً أنه حل للأزمة، وقال إنه تناول العقار لمدة أسبوعين على سبيل الاحتياط.
وفي سلسلة تغريدات أطلقها ليل الإثنين، أعاد الرئيس الأمريكي التغريد بمحتوى يتحدث عن نظرية مؤامرة تلقى رواجاً لدى اليمين المتطرف، مفادها أن كبير خبراء خلية مكافحة فيروس كورونا المستجد الطبيب أنطوني فاوتشي، ساهم في تفاقم تفشي الوباء لإلحاق الضرر بحملة ترامب الانتخابية، وفرص فوزه بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل.
والتغريدة التي تشاركها ترامب مع 84 مليونا من متابعيه، تعتبر أن إيمانويل تسلّط الضوء على ما يجب اعتباره أكبر فضيحة في التاريخ الأمريكي المعاصر.
وجاء في التغريدة أن "تحريم هيدروكسي كلوروكين من قبل فاوتشي والديمقراطيين يهدف إلى مفاقمة الوفيات بكورونا، لإلحاق الضرر بترامب".
ورد فاوتشي في تصريح لشبكة "ايه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، أكد فيه أنه لا يكترث لتويتر وقال: " لا أغرد، ولا أقرأ التغريدات".
وسُلطت الأضواء على أنشطة ترامب على تويتر منذ أسبوع، حين اعتمد خطاباً أكثر رصانة في حديثه عن أزمة صحية خارجة عن السيطرة، وصباح الإثنين توجه ترامب إلى كارولاينا الشمالية، حيث زار مختبراً طبياً يعمل على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
واستخدم جلسة التصوير التي بدا فيها متفقداً تجهيزات مختبر "فوجي فيلم دايوسينث بايوتكنولوجيز"، لتأكيد دعمه للاستجابة العلمية للجائحة، وقال للصحافيين: "سنحقق انتصاراً على الفيروس عبر إطلاق يد العبقرية العلمية الأمريكية".
ووقُع عقد مع المنشأة لإنتاج كميات من لقاح تجريبي تطوره نوفافاكس، في خطوة تندرج في إطار مبادرة حكومية بمليارات الدولارات أطلق عليها تسمية "أوبريشن وورب سبيد" العبارة المستوحاة من الخيال العلمي والتي تعني، عملية أسرع من سرعة الضوء.
ولكن ترامب تأرجح مراراً بين الثقة في القدرات العملية الأمريكية والتعاطف مع يمينيين يقولون إن تضخيم مخاطر الإصابة بكورونا، هدفه إضعاف عهده، والولايات المتحدة هي بأشواط الدولة الأكثر تضرراً من كوفيد-19 وقد سجّلت أكثر من 4.2 ملايين إصابة بالوباء.
وأظهرت استطلاعات لآراء الناخبين تراجع التأييد لترامب، كما بينت أن غالبية كبيرة باتت لا تثق في طريقة إدارة الرئيس لأزمة فيروس كورونا المستجد.